بعد استهداف السفارة الإيرانية في دمشق.. هل تنتهي الهدنة بين طهران وواشنطن؟

بعد استهداف السفارة الإيرانية في دمشق.. هل تنتهي الهدنة بين طهران وواشنطن

بعد استهداف السفارة الإيرانية في دمشق.. هل تنتهي الهدنة بين طهران وواشنطن؟
صورة أرشيفية

قُتل سبعة مسؤولين إيرانيين، من بينهم قائدان عسكريان من النخبة، في غارة جوية على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق يوم الاثنين، يُعتقد على نطاق واسع أنها من تنفيذ إسرائيل. 

ويقول الخبراء: إن هذا الهجوم هو الأكبر من نوعه على أهداف إيرانية منذ أمر الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب باغتيال قاسم سليماني، وهو قائد إيراني كبير، في بغداد عام 2020، وقد تضطر إيران الآن إلى الرد على الرغم من عدم رغبتها في دخول الحرب مع إسرائيل والولايات المتحدة. 
 
تصعيد كبير 

وأفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، بأن إيران تعهد بالانتقام بعد أن اتهمت إسرائيل بشن غارة جوية مميتة على القنصلية السورية في ظل تفاقم الصراعات في الشرق الأوسط. 

وتابعت: أن إسرائيل تستهدف المصالح الإيرانية والمصالح المتحالفة معها في سوريا منذ سنوات كجزء من استراتيجية "الحملة بين الحروب" لردع وتدمير التهديدات الناشئة لأمنها، وزادت مثل هذه الهجمات منذ 7 أكتوبر، عندما هاجمت حركة حماس إسرائيل؛ مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 250 آخرين؛ مما أدى إلى حرب إسرائيلية مدمرة في غزة. 

وأكدت الشبكة، أن الخبراء يرون أن هجوم يوم الاثنين يعد بمثابة تصعيد كبير، حيث استهدف مجمع السفارة وقتل قائدًا كبيرًا في الحرس الثوري الإيراني، وتعتبره إيران اعتداءً على أراضيها السيادية بموجب القانون الدولي. 

ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم لكنها زعمت أن الهدف كان “مبنى عسكريا لقوات القدس” – وهي وحدة تابعة للحرس الثوري الإيراني مسؤولة عن العمليات الخارجية، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري لشبكة CNN: “هذه ليست قنصلية، أو سفارة”. 
 
سيناريوهات الرد الإيراني 

وأكدت الشبكة الأمريكية، أن الانتقام في شكل هجوم إيراني مباشر على إسرائيل غير مرجح لأنه سيدعو إلى هجوم متبادل على الأراضي الإيرانية، وقد يجر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية. 

وتابعت: أنه بدلا من ذلك قد تختار إيران استهداف المصالح الأمريكية، حيث حمل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الولايات المتحدة المسؤولية عن الهجوم. 

وقال أمير عبد اللهيان: إن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، القائم بالأعمال السويسري في طهران، الذي يمثل المصالح الأمريكية في البلاد، وتم نقل "رسالة مهمة إلى الإدارة الأمريكية باعتبارها داعمة للنظام الصهيوني، ويجب أن تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليتها الكاملة." 

وقال تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي لفن الحكم المسؤول في واشنطن العاصمة: "يبدو أن الإيرانيين يحملون الولايات المتحدة مسؤولية ما فعلته إسرائيل بنفس القدر الذي تحمل فيه الولايات المتحدة إيران مسؤولية ما تفعله الميليشيات العراقية". 
 
صراع بالوكالة 

وأفادت الشبكة الأمريكية، بأن إيران انخرطت بالفعل في صراع بالوكالة على مستوى منخفض مع الولايات المتحدة من خلال الميليشيات المتحالفة معها في سوريا والعراق، لكن هذا الصراع تراجع منذ مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن في يناير،  وردت الولايات المتحدة بتنفيذ عشرات الضربات على سبعة مواقع على الأقل في أنحاء العراق وسوريا. 

وقال مسؤول أمريكي: إن الولايات المتحدة أبلغت إيران بأنها ليس لها أي علاقة أو علم مسبق بالهجوم على القنصلية في سوريا. 
 
انتهاء الهدنة 

بينما قال بارسي: إن خطاب إيران منذ الهجوم على السفارة يشير إلى أن هذه “الهدنة” مع الولايات المتحدة ربما تكون قد انتهت.  

وأضاف: "هذا يعني أن الهجوم الإسرائيلي على إيران قد وضع هدفًا على ظهور القوات الأمريكية في الشرق الأوسط". 

وتعمل القوات الأمريكية في المنطقة على مقربة من الميليشيات المتحالفة مع إيران، لكن الهجوم على الولايات المتحدة ردًا على العمل الإسرائيلي سيترك إسرائيل دون عقاب وربما يدفع طهران وواشنطن إلى مواجهة مباشرة، يقول المحللون: إن أيًا منهما لا يرغب في ذلك. 

وتابعت الشبكة، أنه من أجل تجنب المواجهة المباشرة قد تحشد إيران وكلائها ضد إسرائيل، ويعد وكيل إيران الأكثر قدرة على محاربة إسرائيل هو حزب الله اللبناني، حيث يقال: إن الميليشيا لديها حوالي 150 ألف صاروخ وذخيرة موجهة بدقة على مقربة من إسرائيل، وقد أثبتت قدرتها على ضرب عمق الأراضي الإسرائيلية. 

وأضافت، أن إسرائيل كانت تستعد للحرب مع حزب الله منذ أشهر، حيث قامت بإخلاء أكثر من 40 بلدة في شمالها. ويخوض الجانبان مناوشات اقتصرت على بضعة كيلومترات على كل جانب من الحدود، على الرغم من أن إسرائيل ضربت الشهر الماضي عمقًا يصل إلى 100 كيلومتر داخل لبنان. 

ويتزايد القلق بين مسؤولي بايدن من احتمال قيام إسرائيل بتوغل في لبنان، ويمكن لإيران أيضًا حشد ميليشيات متحالفة أخرى في المنطقة، لكن قدرتها على إلحاق الضرر بإسرائيل محدودة بسبب مدى بعدها، حيث قام الحوثيون في اليمن بالفعل بتعطيل التجارة الإسرائيلية والعالمية عبر البحر الأحمر، وقاموا ببعض المحاولات الفاشلة لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.


 كما قامت الميليشيات العراقية، الأقرب من الحوثيين، بمحاولات، معظمها غير مجدية، لضرب إسرائيل. 

وقالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن: إنه من المرجح أن تستخدم إيران قواتها بالوكالة إلى جانب الجهود الدبلوماسية لعزل إسرائيل، لكن من غير المرجح أن تتصاعد بشكل كبير.