4 آلاف طبيب يفرون من جحيم إيران.. تَرَدٍّ اقتصاديّ وعقوبات واحتجاجات لا تتوقف

فر 4آلاف طبيب يفرون من جحيم إيران وسط تردي الحالة الاقتصادية

4 آلاف طبيب يفرون من جحيم إيران.. تَرَدٍّ اقتصاديّ وعقوبات واحتجاجات لا تتوقف
صورة أرشيفية

لا زالت الأزمات الاقتصادية الحادة في إيران تلقي بظلالها على الأوضاع داخل البلاد، حيث اعترف رئيس هيئة النظام الطبي في إيران، مؤخرًا، بأن أكثر من 4027 طبيبًا استعلموا خلال العام 2021 عن عدم وجود سجل جنائي للهجرة، موضحًا أن ثلثهم من الأطباء العامين. 

كما أشار رئيس هيئة النظام الطبي في إيران ، إلى أن طلبات المتخصصين والمتخصصين الفرعيين قد تزايدت على طلب الهجرة خارج إيران، وسط تقارير إيرانية عن الزيادة المقلقة في رغبة الأطباء بالهجرة.

التومان يهوي إلى أدنى مستوياته

ولم تكن طلبات الهجرة أمرًا غريبًا في ظل ما يعانيه الإيرانيون من تدهور اقتصادي وغلاء المعيشة، فالجميع يبحث عن مخرج للهروب من جحيم التضخم الذي يضرب إيران منذ سنوات في ظل استمرار التدهور وتدني مستوى المعيشة، إضافة إلى قمع الحريات السياسية والمدنية. 

وتراجع سعر التومان الإيراني خلال شهر يونيو الجاري إلى أدنى مستوياته أمام الدولار فوصل الدولار الواحد إلى 32500 تومان.

وقد ارتفع سعر العملة الأميركية بأكثر من 6200 تومان خلال ستة أشهر، ويعتبر الخبراء إلغاء العملة التفضيلية وتعثر مفاوضات الاتفاق النووي من أهم عوامل هبوط التومان.

برلماني إيراني: نسمع الشتائم في دوائرنا

وفي تصريحات مثيرة، عبر النائب الإيراني جواد نيكبين، ممثل بردسكن وكاشمر في البرلمان الإيراني، عن التدهور وحالة الغليان الشعبي من ممارسات حكومة الملالي، قائلاً في تصريحاته: "في هذه الأيام، عندما نذهب نحن النواب إلى الدوائر الانتخابية، نسمع شتائم من الناس وبعض النقاط المثيرة للجدل".

ارتفاع الإيجارات في إيران 300%

ولا تتوقف الأزمة الاقتصادية في إيران عند حد الحياة اليومية والسلع، وإنما تخطت لتضرب العقارات بشكل صارخ، وارتفع سعر السكن ليجد الإيرانيون أنفسهم أمام خيارات قاسية. 

وقال عضو اتحاد المستشارين العقاريين في إيران، عبد الله أوتادي: إن الإيجارات ارتفعت بنسبة 300 في المائة، في السنوات الثلاث الماضية فقط، ويعود جزء كبير من هذا الارتفاع إلى الأشهر القليلة الماضية التي شهدت ارتفاعًا "بشكل رهيب".

وفي تصريحاته لوكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا)، قال أوتادي: "إننا نشهد بشكل مستمر في المحال العقارية، مستأجرين يبيعون سياراتهم وأصولهم لتوفير مبالغ الإيجار".

وتابع أن مبالغ الإيجار ارتفعت بكثير عن الـ25 في المائة التي حددتها الحكومة، ويواجه المستأجرون ضغوطا شديدة في توفير مبالغ الإيجار، مضيفًا: "نشهد هجرة المستأجرين إلى ضواحي طهران". وأن بعض المستأجرين يقولون إنهم اضطروا إلى العمل في 3 وظائف لكي يتمكنوا من دفع الإيجارات.

وتكشف آخر الإحصاءات الحكومية في إيران والتي تعود لعام 2016، إلى أن 6 ملايين و750 ألف أسرة في البلاد تسكن بالإيجار من إجمالي 24 مليون أسرة.

موجة الاحتجاجات الشعبية والفئوية 

اشتدت الأزمة في إيران، فأصبحت الاحتجاجات الشعبية وإضرابات المحال أحد المظاهر اليومية المسيطرة في البلاد، لدرجة يستحيل معها الحياة، حيث أظهرت مقاطع فيديو وتقارير منشورة عدداً من التجار في كازرون، بمحافظة فارس، جنوبي إيران، وكذلك في آراك، وهم يضربون عن العمل ويغلقون متاجرهم. 

وجاء  إضراب التجار في كازرون وأراك متواليًا، ولم تفلح قوات أمن الملالي في دعوة التجار للعودة إلى العمل لمنع الإضراب في سوق المدينة.

وكانت الإضرابات بسبب زيادة الضرائب، وفي إطار سلسلة من الاحتجاجات الشعبية في إيران، في الأسابيع الأخيرة، وقد رافقتها شعارات مناهضة للنظام الملالي.

وتزامنت الاحتجاجات الشعبية والفئوية في إيران على نحو غير مسبوق، حيث خرجت فئات المعلمين وفئات المتقاعدين والتجار والشباب العاطلين، يرفعون شعارات الموت المناهضة للمرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس البلاد إبراهيم رئيسي.