متحدث الأونروا : غزة أصبحت أخطر مكان في العالم على عمال الإغاثة
متحدث الأونروا : غزة أصبحت أخطر مكان في العالم على عمال الإغاثة

شهد عام 2024 تصاعدًا غير مسبوق في استهداف عمال الإغاثة في قطاع غزة، ليصبح العام الأكثر دموية للعاملين في المجال الإنساني على مستوى العالم.
ووفق تقارير أممية، قُتل خلال العام نحو 383 عاملًا إنسانيًا عالميًا، كان ما يقارب نصفهم في غزة وحدها، حيث فقد أكثر من 181 عاملًا إغاثيًا حياتهم أثناء أداء مهامهم الإنسانية.
انتهاكات بالجملة
كما أكدت الأمم المتحدة، أن عام 2024 سجّل أعلى حصيلة لضحايا موظفيها منذ تأسيسها، إذ قُتل 168 موظفًا أمميًا، بينهم 126 من العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة هذه الحصيلة "الأكثر مأساوية في تاريخ المنظمة".
وعلى المستوى المحلي، تشير بيانات مكتب الإعلام الحكومي في غزة إلى أن العدد الإجمالي للضحايا من الطواقم الإنسانية والطبية والدفاع المدني تجاوز 1500 قتيل منذ اندلاع الحرب أواخر 2023، بينهم أكثر من 1400 من الكوادر الطبية و111 من عناصر الدفاع المدني، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي طالت حتى الجهات المسؤولة عن إنقاذ الأرواح.
استهداف مباشر
وتنوعت الانتهاكات بين استهداف مباشر لسيارات الإسعاف والقوافل الإغاثية، وقصف الملاجئ التي كانت تستخدم كمراكز إنسانية.
ومن أبرز الحوادث مقتل 7 من طاقم منظمة "المطبخ العالمي" في غارات إسرائيلية استهدفت قافلتهم رغم وضوح شعارات المنظمة على سياراتهم.
كما قُتل عدد من موظفي "أطباء بلا حدود" جراء قصف مأوى لهم في خان يونس، إضافة إلى مقتل ستة من موظفي الأونروا في قصف استهدف مدرسة تُستخدم كمأوى للنازحين.
حوادث كبرى
إحصائيًا، شهد العام الماضي أيضًا 599 حادثة كبرى ضد عمال الإغاثة على مستوى العالم، أسفرت عن 308 إصابات و125 حالة اختطاف و45 حالة اعتقال. غير أن النصيب الأكبر من هذه الانتهاكات كان في غزة التي تحولت إلى بيئة شديدة الخطورة للعمل الإنساني.
المحصلة النهائية تعكس مأساة إنسانية غير مسبوقة، حيث أصبح العمل الإغاثي في غزة محفوفًا بالموت في كل لحظة، وسط دعوات دولية متكررة بضرورة حماية العاملين الإنسانيين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي.
العام الأكثر دموية
وأكد عدنان أبوحسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن عام 2024 كان العام الأكثر دموية في تاريخ الأمم المتحدة بالنسبة للعاملين الإنسانيين، حيث قُتل أكثر من 126 موظفًا من الأونروا في غزة منذ بداية الحرب، وهو أعلى رقم يُسجَّل في سنة واحدة منذ إنشاء المنظمة.
وقال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لـ"العرب مباشر": إن "غزة اليوم تحولت إلى أخطر مكان في العالم على حياة العاملين في المجال الإنساني، حيث لم يعد هناك أي ضمانة لسلامة طواقمنا رغم وضوح شعارات الأمم المتحدة على مراكزنا ومركباتنا".
وأضاف: أن الهجمات طالت المستشفيات والمدارس التابعة للوكالة، فضلاً عن استهداف مباشر لقوافل الإغاثة؛ ما أدى إلى تعطيل جزء كبير من الجهود الإنسانية.
وأوضح، أن استمرار استهداف عمال الإغاثة يهدد بوقف الخدمات الأساسية لأكثر من مليوني فلسطيني يعتمدون بشكل كامل على المساعدات.
ودعا المتحدث المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري لتأمين حماية جدية للعاملين الإنسانيين في غزة"، مشددًا على أن ما يحدث يمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ويجب ألا يمر دون محاسبة".