محاولات إخوانية فاشلة للعودة للمشهد السياسي.. ومصر تواجه مخططاتهم

محاولات إخوانية فاشلة للعودة للمشهد السياسي.. ومصر تواجه مخططاتهم
صورة أرشيفية

محاولات متعددة تبذلها جماعة الإخوان للعودة للمشهد السياسي في الشرق الأوسط من خلال إعادة تنظيم صفوفهم في تركيا والسودان والتخطيط للاستيلاء على الحكم في مصر مستغلين وجود رئيس أميركي جديد والمراهنة على فيروس كورونا وتأثيره السلبي على الاقتصاد المصري إلا أن الأداء الحكومى في مصر حال دون وقوع أي أزمات اقتصادية.


وتساعد مصر السودان في مواجهة أيديولوجية الإخوان من خلال المبشرين، وأرسلت قافلة من الأئمة والدعاة إلى عدة مناطق سودانية أبرزها إقليم دارفور، حيث اندلعت الاحتجاجات وأعمال العنف وسط اتهامات للحكومة السودانية بأن جماعة الإخوان المسلمين وأعضاء نظام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير يقفون وراءها.

الإخوان في السودان

تسعى جماعة الإخوان لاعادة تنظيم صفوفها في السودان والعودة للمشهد السياسي مرة أخرى مستغلة الاحتجاجات التي اشتعلت في جنوب السودان.


ففي 10 فبراير، اندلعت احتجاجات وأعمال عنف ونهب في مناطق شمال دارفور وغرب دارفور وشرق دارفور وشمال كردفان، وفقا لما نشره موقع "المونيتور" الأميركي. 


واتهمت الحكومة الانتقالية السودانية أنصار الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين بتأجيج تلك الاحتجاجات ونشر أيديولوجيتهم في المنطقة. 


وبالتالي شنت السلطات السودانية حملة اعتقالات ضد شخصيات محسوبة على النظام السابق وجماعة الإخوان المسلمين.


وأغلقت السلطات السودانية، في 23 يناير، 131 جمعية مرتبطة بالإخوان المسلمين في جنوب دارفور، متهمة إياها بتلقي أموال أجنبية لدعم الأنشطة الإرهابية والتحريض على العنف ونشر الفكر المتطرف في المنطقة.


وقالت أماني الطويل، مديرة برنامج إفريقيا في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية: إن إقليم دارفور بالسودان يعاني من انتشار الفكر المتطرف والحركات الجهادية وانتشار السلاح، خاصة في ظل اشتباكات مسلحة بين السكان المحليين في المنطقة وأنصار نظام البشير، وتستغل الجماعة ارتفاع معدل الفقر وسلطة الإخوان هناك".


وتابعت: "تعمل مصر على مساعدة الحكومة السودانية في محاربة الفكر الإخواني والتطرف، خاصة في إقليم دارفور، من خلال إرسال قوافل وتنظيم دورات تدريبية للأئمة السودانيين حول التعامل مع أيديولوجية الإخوان".


وأشارت إلى أن محاربة التطرف في السودان هدف إستراتيجي لمصر لأن الاضطرابات وأعمال العنف التي يتسبب فيها الإخوان تؤثر على أمن مصر التي تشترك في الحدود مع السودان.


وأضافت: "يجب إرسال المزيد من القوافل التنصيرية المصرية إلى السودان بالإضافة إلى دعم الحكومة السودانية الجديدة في القضاء على الفقر في إقليم دارفور". 

محاولات الجماعة بتركيا

وبحسب الموقع الأميركي فقد أعلنت جماعات معارضة مصرية، في 11 فبراير، خلال مؤتمر صحفي عقدته في إسطنبول، تشكيل جبهة سياسية موحدة للتنسيق بين قوى المعارضة في الخارج للعمل نحو التغيير في مصر وإسقاط النظام.


وأعلنت الجبهة التي أطلق عليها اسم اتحاد القوى الوطنية المصرية، تشكيل مجلس رئاسي ومجلس شيوخ ولجنة عليا تضم 100 عضو من بينهم شخصيات مصرية بارزة وقوى وطنية وأحزاب سياسية وشخصيات مستقلة مقرها في الخارج أساسًا في أوروبا والولايات المتحدة وتركيا وكندا ونيوزيلندا وماليزيا وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى العديد من الدول العربية. 


بينما تضم المجموعة بعض الأسماء المألوفة، ولكن قدرتها على التأثير في التغيير في كل من القاهرة وواشنطن محدودة.


ففي 16 فبراير، وافقت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على بيع 197 مليون دولار لـ168 صاروخًا تكتيكيًا لتعزيز الدفاعات الساحلية وقناة السويس. 
تزامن افتتاح اتحاد المعارضة في المنفى مع الذكرى العاشرة لتنحي الرئيس الراحل حسني مبارك في 11 فبراير 2011، في أعقاب ثورة 25 يناير.


وقال أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، لـ"المونيتور": إن الاتحاد هو الأول من نوعه منذ اندلاع ثورة 30 يونيو وسقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر.


ففي 13 يونيو 2013، خرج ملايين المصريين إلى الشوارع في احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء مصر للمطالبة بالإطاحة بالرئيس المرتبط بالإخوان محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. 


وقال بان: إن توقيت تشكيل الاتحاد مرتبط بالمناخ السياسي الحالي والأمل في زيادة الضغط على مصر في واشنطن. 


وتابع: إن جماعة الإخوان المسلمين وفصائل المعارضة الأخرى تأمل في أن يضغط بايدن على مصر بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان، إلا أن هذا الأمل ضعيف للغاية وسط استمرار التعاون المصري الأميركي في عهد بايدن.


وأضاف بان: "جماعة الإخوان المسلمين دعت بايدن مراراً إلى معالجة أوضاع حقوق الإنسان والقمع ضد المعارضة في مصر، وهو ما قد يشير إلى الأسباب الحقيقية وراء تشكيل الاتحاد في هذا الوقت".


ويرى خبراء أن جماعة الإخوان تسعى بكل الطرق للعودة إلى المشهد السياسي، واستغلال فوز بايدن وجائحة فيروس كورونا في مصر.


لكن سجل مصر الاقتصادي خلال جائحة الفيروس التاجي كان مثيرًا للإعجاب، لذا من الصعب إثبات القضية الاقتصادية ضد الحكومة المصرية على الأقل وفقًا للمعايير الإقليمية ووفقًا للأرقام. 


وعلى الرغم من استمرار التحديات الهيكلية وتشكل الحياة تحديًا للعديد من المواطنين، إلا أن مصر هي الاقتصاد الشرق الأوسطي الوحيد المتوقع نموه هذا العام بنسبة 2.8% ينسب صندوق النقد الدولي الفضل إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي في اتخاذ "إجراءات استباقية" لتلبية الاحتياجات الصحية والاجتماعية للتخفيف من تأثير الفيروس.


وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في إعلانها عن مبيعات الأسلحة لمصر الأسبوع الماضي، إن مصر "تواصل دورها كشريك إستراتيجي مهم في الشرق الأوسط".

تحركات مصرية

وتدعم مصر السودان بشكل فعال في محاربة الإخوان المسلمين وأيديولوجيتها، حيث أرسلت وزارة الأوقاف المصرية بالتنسيق مع نظيرتها السودانية قافلة من الأئمة والدعاة إلى السودان يوم 4 فبراير، وتحديداً إلى إقليم دارفور حيث الاحتجاجات واندلعت أعمال عنف في الآونة الأخيرة.


وفي إطار جهود مكافحة الفكر المتطرف ونفوذ الإخوان في المنطقة، رحبت ولايات إقليم دارفور بالقافلة التنصيرية المصرية لنشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف.


وكشف أشرف فهمي الأمين العام للتدريب بوزارة الأوقاف المصرية ورئيس وفد الأئمة المصريين بالسودان، عن أهداف القافلة خلال مؤتمر صحفي فور وصولها، قائلاً: "القافلة المصرية -بالتعاون مع أئمة السودان-" تعمل على نشر الفكر المستنير ونبذ الفرقة والعنف والتطرف والتركيز على قضية الحفاظ على الوطن وحماية مؤسساته الوطنية".


ونظمت القافلة التنصيرية يوم 6 فبراير دورة تدريبية للداعية المصريات والسودانيات بشمال دارفور تناولت الفكر المتطرف لدى المواطنين السودانيين.