خبراء سوريون: «الأكراد» يستخدمون «ورقة داعش» للضغط للحصول على حقوقهم

خبراء سوريون: «الأكراد» يستخدمون «ورقة داعش» للضغط للحصول على حقوقهم
صورة أرشيفية

منذ انسحاب القوات الأميركية من شمالي سوريا ويتحمل الأكراد مسؤولية احتجاز أخطر عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، وبدأ الأكراد مؤخرًا في استخدام عناصر "داعش" الخطرة كورقة ضغط يلوحون بها ما بين وقت وآخر لتقليل الضغوط التركية عليهم، مهددين بإطلاق سراح تلك العناصر من مخيم "الهول" الواقع تحت سيطرتهم، وهو أحد أكبر معتقلات عناصر تنظيم "داعش" في سوريا، ويشكل عبئًا ضخمًا على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من كافة النواحي وأبرزها المالية والأمنية واللوجيستية، فهل يطلق الأكراد سراح عناصر "داعش"؟


عناصر "داعش" عبء ثقيل.. وقوات سوريا

الديمقراطية تسعى للتخلص منهم في أقرب فرصة
مراقبون أكدوا أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى للتخلص من هذا العبء الثقيل، فالسيطرة على تلك الإعداد الضخمة من عناصر داعش الخطرة يكلفهم مبالغ هائلة وقوات ضخمة لحراستهم، ويدرك جيدًا الجميع أن إطلاق تلك العناصر دون مخطط واضح لكيفية تأهيلهم والسيطرة عليهم سيشكل كارثة تهدد الأمن العالمي.


وتابعوا، الأزمة الحقيقية أن غالبية المعتقلات داخل تلك المعسكرات هن نساء يحملن أفكار تنظيم "داعش" ويتمسكن بها بشدة، بل وشاركن عناصر التنظيم من الرجال في تنفيذ العمليات الإرهابية، ويحلم معظمهن بأخذ ثأرهن من الجميع بسبب قتل أزواجهن في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".


وأضافوا أن خطورتهن ظهرت أثناء الهجوم التركي على الشمال السوري، والفوضى التي تبعته وسهلت لهن الهروب مع بعض العناصر الخطرة مستغلين حالة التخبط في الشمال السوري، لتحاول العناصر الهاربة إعادة تأسيس ميليشيات صغيرة على أمل إحياء تنظيم "داعش" من جديد، موضحًا أن الأكراد لن يطلقوا سراح تلك العناصر بسهولة، ولكنهم يحاولون دفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته وتخفيف الضغوط التي يتعرضون لها من النظام التركي.


الأكراد يضغطون على النظام الأميركي لشعورهم أن "ترامب" ظلمهم


في السياق ذاته، يقول "سمير صالح" المحلل السياسي، إن الدعم الذي حصل عليه المسؤولون الأكراد من المجتمع الدولي ليس كافيًا لحل أزمة عناصر "داعش"، مؤكدًا ضرورة وجود حل أكثر فاعلية بدلًا من المسكنات التي يقدمها العالم لبؤر الإرهاب في الشمال السوري.


وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر": على المجتمع الدولي إنشاء مراكز خاصة بتأهيل تلك العناصر حتى الاطمئنان تمامًا لتخلصهم من الأفكار المتطرفة التي انضموا بسببها إلى تنظيم "داعش" وبعدها يتم دمجهم في المجتمع مرة أخرى، وهذا أمر من الممكن حدوثه بالنسبة لغالبية العناصر وهي من العراق وسوريا.


وتابع، الأزمة هنا في العناصر التي تحمل جنسيات أوروبية، فبلادهم ترفض استقبالهم باعتبارهم إرهابيين يهددون أمنها الداخلي، وترفض كذلك محاكماتهم لعدم وجود نص دستوري يوضح العقوبة المترتبة على ما فعلوه من جرائم خارج نطاق جغرافيتهم،  وتلك أزمة يجب أن يحلها المجتمع الدولي بإجبار الدول الأوروبية على استقبال مواطنيها وإعادة تأهيلهم أو إعادة محاكماتهم.


وأضاف، تلويح الأكراد بتسريح عناصر تنظيم "داعش"، مع قرب الانتخابات الأميركية ورقة ضغط قوية لدى الأكراد، الذين يشعرون بأنّ إستراتيجية ترامب كانت ضدّهم  بالكامل، ودفعت تركيا للتفوق عليهم، على العكس من إستراتيجية "أوباما"، التي حققت لهم نوعًا من التوازن، وبرامج من الدعم والتسليح، وأعتقد أنّها ربما تكون رسائل تُوجَّه للناخب الأميركي، للضغط على الإدارة، سواء استمرّ ترامب، أو جاء بايدن".

 

أزمة عناصر داعش تحتاج لتكاتف دولي هربًا من سيناريو أسود


أعمال الشغب ومحاولات هروب العناصر الإرهابية تزايدت بشدة منذ انتشار فيروس "كورونا" في بداية العام الجاري، وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن مخيم الهول الذي يؤوي ما يقرب من 70 ألف شخص نصفهم تقريبًا من العراق، وينقسم الباقون بين 25 ألف سوري تقريبًا، و10 آلاف شخص من جنسيات مختلفة جميعهم على علاقة قوية بمقاتلي "داعش" الأجانب.


السلطات الكردية حاولت الفترة الماضية فرض سيطرتها على الأوضاع في أماكن احتجاز عناصر "داعش" التي أصبحت إحدى أهم بؤر التطرف في العالم.


من جانبه، يقول "جمال علام"، المحلل السياسي السوري: إن الأمر شديد الصعوبة فبقاء عناصر "داعش" في الاعتقال أمر غير صحيح، وإطلاق سراحهم دون مخطط واضح لإعادة التأهيل ودمجهم من جديد في المجتمع أمر سيتسبب في كارثة سيدفع الجميع ثمنها.


وأضاف "علام" في تصريحات لـ"العرب مباشر": "من الضروري أن يكون هناك مشروع دولي واضح بالتنسيق مع القوى المحلية لوضع خطة توضح كيف سيتم إعادة تأهيل تلك العناصر، بدلًا من الانتظار حتى يقع السيناريو الأسود بهروبهم، فهم ليسوا ضحايا تم إجبارهم على تنفيذ أوامر التنظيم الإرهابي بل هم أشخاص مقتنعون بكل جريمة ارتكبوها وكل فكرة إرهابية للتنظيم فإعادة برمجتهم ليست أمرًا سهلاً أو بسيطًا بل هو في غاية الصعوبة، أما إطلاق سراحهم دون تأهيل فهو أمر يمثل خطورة على العالم بالكامل".