المعتقلات في سجون أردوغان.. مأساة ترويها آلام النساء

المعتقلات في سجون أردوغان.. مأساة ترويها آلام النساء
صورة أرشيفية

يواجه النشطاء والمعارضون الأتراك أبشع أنواع التعذيب داخل السجون التركية، حيث يواصل النظام التركي  ممارسته القمعية والانتهاكات المستمرة ضد أبناء الشعب التركي، وذلك لرفضهم لمشروع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السياسي.


الانتهاكات ضد المعارضة التركية، تنوعت ما بين فصل واعتقال وترهيب وقتل ممنهج للمعارضين في تركيا، والتى طالت هذه الانتهاكات كبار السن والشباب من خلال التنكيل بهم في المعاملة، وتعرضهم للتعذيب الممنهج.
 
الأرقام الرسمية تكشف مأساة سجون تركيا


أرقام رسمية تركية، كشفتها منظمات حقوقية دولية، فإن عدد المعتقلين في السجون التركية، جراء الحملة التي شنتها الحكومة منذ الانقلاب "الفاشل" ، تجاوز الربع مليون شخص، ونقل مركز "ستوكهولم للحريات" (مقره السويد) إحصاءات صادرة عن وزارة العدل التركية، قالت إن 260,144 شخصا معتقلون في مختلف أنحاء البلاد.


كما أعلنت وزارة العدل التركية أنه يوجد في البلاد 385 سجناً ومركزا، لكنها لم تكفِ عدد السجناء، إذ تشير الإحصاءات الرسميَّة إلى أن هناك "أعدادا زائدة" تقدر بعشرات الآلاف من النزلاء.
 
روايات الناجين من سجون "أردوغان"


قالت الناشطة التركية آصلان أوجين، والتي تم احتجازها بأحد المراكز التركية، إنها تعرضت لأبشع أنواع التعذيب على يد الأمن في السجن، لافتة أن النساء يتم الاعتداء الجنسي عليهن، ويتم استغلالهن من قبل جنود أردوغان.

تابعت أوجين: "تم الاعتداء علي دون رحمة، وأتذكر حتى الآن صراخي ورعبي، وكانوا يغممون عيني، وأسمعهم يقولون أنتم ملكنا أنتم جواري لدينا"، واصفة جنود أردوغان بأغوات السلطان العثماني قديما "فهم ما زالوا يعيشون على سبي الجواري" – على حسب قولها-.
 
صحفي تركي : كنت محظوظا.. أصبت بفشل كلوي فقط


من جانبه كشف تونجار جاتين كايا صحفى تركى معارض، تم اعتقاله في سجون أردوغان، أساليب التعذيب في معتقلات تركيا قائلا: بدأت فترة قبل 15 يوليو فقد أجروا جميع الاستعدادات ليحاكمونا، وقد أصبت بفشل كلوى أثناء وجودى بالسجن، وأنا أعتبر نفسي محظوظا لأننى رأيت أناسا تركوا للموت بعد إصابتهم بالسرطان داخل السجن.

وأضاف الصحفي التركي المعارض: فترة اعتقالي كانت من سجن لآخر وفى زنزانة انفرادي ودائما ما كانوا يهددون المساجين ويقولون لهم "سنقتلكم وسنقطع رؤوسكم هنا".


وتابع الصحفى التركى المعارض، دائما ما كانوا يهينون المساجين ويسبونهم حتى أنهم كانوا يتركون لي الباب مفتوحا ويقولون إنهم سيقتلونني إذا حاولت الهرب وكانوا يضعون ما يقرب من عشرين شخصا في غرفة مساحتها من 3 إلى 4 مترات في سجن بأنطاليا.
 
أطفال في سجون أردوغان 


تضم السجون التركية ما يزيد عن 18 ألف سيدة، لم يتم تحديد تاريخ محاكماتهن حتى الوقت الحالي، معظمهن يقبع معهن أطفالهن، حيث يوجد نحو "700 طفل رضيع" بالسجون، يعيشون في ظروف سيئة للغاية.

وأوضحت المحامية التركية أبرو تيمتيك، والمهتمة بمجال حقوق الإنسان، أنها تلقى 200 طلب من داخل السجون حول انتهاكات حقوقية جميعها تخص السيدات والأطفال، مؤكدة أنها قامت بإيصالها إلى لجنة فحص حقوق الإنسان بالبرلمان.

وتابعت تيمتيك لـ"العرب مباشر": " السجون التركية تضم 700 طفل رضيع، يعيشون في ظروف سيئة للغاية. السجون ليست مكانًا مناسبًا للأطفال الرضع. من المستحيل أن يتمكنوا من التمتع بحياة الطفولة وراء القضبان الحديدية. فالطعام يأتي بشكل مخالف لقواعد النظافة. هناك انتهاكات لحقوق الإنسان كبيرة".


وأضافت:" ويتعرض المساجين في تركيا لانتهاكات عديدة أبرزها سوء المعاملة، والاعتداء على السجناء وتعنيفهم، ومنع المقابلات مع ذويهم، والحد من استخدام الهاتف، وحظر المطالعة بشكل مؤقت، والضغط النفسي، وعدم إيصال الأدوية إلى المرضى، وعدم توفير معلومات لعائلات السجناء عن أحوالهم، وعدم توفير الاحتياجات الشخصية، وعدم اتخاذ تدابير كافية للحد من انتشار وباء كورونا".

 
نواب ينتقدون سجون أردوغان


وصفت النائبة ميرال دانش، الإجراءات التعسفية التي يقوم بها نظام أردوغان تجاه السجناء" بأنها مخالفة صريحة وواضحة لمقررات محكمة العدل الدولية بحق السجناء".


ووجهت في كلمة لها بإحدى جلسات البرلمان، اللوم إلى نائب رئيس البرلمان التركي أحمد أيدن لعدم الإنصات لنواب الشعوب الديمقراطي بشأن السجناء الأتراك.
وأضافت أن "معاناة السجناء من عمليات الحبس الانفرادي وما يتركه ذلك من أثر نفسي سيئ على معنويات السجناء، واعتبرت ذلك جريمة في حق الإنسانية".


تنديد دولي بانتهاكات السجون التركية


أكدت مؤسسة "التضامن مع الآخرين" الحقوقية في العاصمة البلجيكية ، أن نسبة تعذيب المعتقلين في سجون أردوغان بلغت 83%، وذلك من خلال نتائج استطلاع للرأي أجرته حول "توثيق التعذيب الممنهج داخل السجون في تركيا" بمشاركة موقوفين ومعتقلين.
وأوضح استطلاع رأي أجري بمشاركة 938 شخصًا ألقي القبض عليهم أو اعتقلوا في تركيا، ووجهت لهم أسئلة عما إذا كانوا تعرضوا للتعذيب بشكل مهين، وما إذا كانوا قد تقدَّموا بالشكاوى اللازمة أو لا.


واوضحت النتائج أن 83% من المشاركين تعرضوا للضرب الشديد خلال إلقاء القبض عليهم، بينما أوضح 47% من المشاركين أنهم تعرضوا للتعذيب داخل السجون.


وأشار مركز “ستوكهولم للحريات” إلى إحصائيات صادرة عن وزارة العدل التركية، قال فيها إن 260,144 شخصاً مسجونون فى مختلف أنحاء البلاد.


وأكد تقرير لقناة cnn  الأميركية: "أن هناك ما يزيد عن 75 ألف مُعتقل سياسي فى سجون تركيا بين مدنيين وعسكريين، وهو ما يُبرر التوسع الكبير الذى يقوم به النظام الحاكم فى تركيا فى إنشاء عشرات السجون الجديدة مؤخراً, وكذلك وقوع عشرات حالات الوفيات بين المسجونين نتيجة التعذيب والمرض نظرًا للأوضاع السيئة داخل السجون التركية".