عودة حرب الكهرباء في الصيف بالعراق.. ما علاقة الصراع السياسي الإيراني-الأميركي؟

عادت حرب الكهرباء في الصيف بالعراق

عودة حرب الكهرباء في الصيف بالعراق.. ما علاقة الصراع السياسي الإيراني-الأميركي؟
صورة أرشيفية

تعد أزمة الكهرباء في العراق أمراً  حساساً بشكل كبير، في ظل أن ما يقرب من 43 مليون مواطن عراقي يعانون من انقطاع الكهرباء بشكل متكرر، وما حدث في الآونة الأخيرة مثير للجدل، حيث انقطعت الكهرباء في عموم العراق.

والانقطاع المتكرر للكهرباء قد يصل إلى عشر ساعات أو أكثر يومياً، ويزيد الأمر سوءا مع ارتفاع درجات الحرارة حتى الخمسين خلال الصيف، وتبريراً للانقطاع قالت وزارة الكهرباء العراقية، إن المنظومة الكهربائية تعرضت يوم السبت في الساعة الثانية عشرة ظهرا وأربعين دقيقة لانطفاء تام بسبب حصول حادث حريق بمحطة البكر التحويلية الثانوية بمحافظة البصرة.

أسباب حرب الكهرباء 

وعملية التخريب المتعمدة طالت محطة كهرباء جميلة القديمة بمدينة الصدر شرق العاصمة بغداد، وعمليات تخريب واسعة استهدفت المنشآت الحيوية في قطاع الكهرباء، بغية إثارة نقمة المواطنين على الحكومة الحالية، والخروج إلى الشارع لإثارة الفوضى.

وهو ما يشير إلى عودة حرب الكهرباء في الصيف، وفي ظل إشكاليات مع إيران، التي بالكاد وافقت على إعادة تزويد العراق بالغاز بعد تسوية النفط الأسود مقابل الغاز، والولايات المتحدة الأميركية التي زادت الطين بلة عندما حرمت 14 مصرفاً عراقياً من التداول بالدولار.

فرصة لخصوم السوداني

خصوم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني رأوا فرصة سانحة للمزيد من الضغط عليه، عن طريق حروب الكهرباء، ومحاولات إثارة الفوضى في الشارع، على وقع أزمة قديمة – جديدة، وهي أزمة الكهرباء التي تعد استثماراً آمناً في الصيف، وقد عجزت كل الحكومات العراقية بعد عام 2003 وإلى اليوم في إيجاد حل لهذا الملف.

وبينما جرى، في غضون ساعات النهار وبعض ساعات الليل، إصلاح الخلل الأول بين صلاح الدين شمالاً، والبصرة جنوباً، فإن الخلل الثاني بإحدى المناطق شرق العاصمة بغداد جرى إصلاحه بسرعة قياسية، بحيث عادت المحطات الكهربائية للعمل في البلاد، وفق معدلاتها الطبيعية، وسط نقص حاد في الطاقة الكهربائية.

والعراقيون، من جانبهم، الذين ودعوا شهر يوليو الذي كان قاسياً في حرارته، يستقبلون ما يسمى باللهجة العراقية "آب اللهاب"، في إشارة إلى حرارة شهر أغسطس الذي يبدأ شديد الحرارة خلال العشرين يوماً الأولى، ثم يفتح.

صراع سياسي

قال رئيس مركز الإعلام العراقي الرفد والباحث السياسي العراقي، عباس الجبوري، إن أزمة الكهرباء في العراق أزمة سياسية قبل أن تصبح أزمة خبرية، والكهرباء في العراق حقيقة بها خلل كبير،  حيث إنه من قبل 10 أو 13 عامًا تم استيراد محولات ومحطات تعمل بالغاز ونحن لا نمتلك الغاز.

وأضاف الجبوري في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": وللأسف الشديد يستورد العراق سنويا غازا بحوالي 4 مليارات دولار، وإن كان من المفترض بهذا المبلغ أن نشتري محطات.

كما أوضح الجبوري أن العراق يواجه صراعا كبيرا اليوم، وأن أميركا لها دور في تعطيل حركة التنمية في العراق لأن بغداد صرفت على الكهرباء إلى الآن 81 مليار دولار  وهو مبلغ مالي كافٍ لأن يأتي بمحطات كاملة في العراق، ولكن بدت الكهرباء صراعا سياسيا دائما ما تستخدمه بعض القوى السياسية لإفشال خصومة داخل الساحة السياسية، وفي نفس الوقت أيضا تكدير أميركي على المشهد العراقي قد يؤثر سلبا لأن الولايات المتحدة لا تريد أن نستورد محطات كالموجودة بمصر ومن بعض الدول الهامة لأنها تحتكر المحولات والمولدات وكثير من المحطات الإليكتريك الأميركية.

وأضاف: لذلك هذا الصراع يحتدم دائما بالصيف خاصة بالشهور يوليو وأغسطس، وتعود الحرب في هذه الفترة، قبل يومين سقطت 5 محطات؛ ما أدى إلى تعطيل 5 أو 6 محافظات عراقية بسبب أن هذه المولدات مربوطة الواحدة تلو الثانية، لذلك هذه الحرب السياسية الغرض منها الصراع السياسي الموجود داخل العراق.