طرابلس على صفيح ساخن.. اشتباكات عنيفة ووقف هش لإطلاق النار
طرابلس على صفيح ساخن.. اشتباكات عنيفة ووقف هش لإطلاق النار

تشهد العاصمة الليبية طرابلس توترًا متصاعدًا في أعقاب اشتباكات دامية اندلعت بين فصائل مسلحة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية، أبرزها اللواء 444 واللواء 111، مقابل جهاز الردع، وذلك بعد مقتل القيادي عبد الغني الككلي المعروف بـ"غنيوة".
الاشتباكات التي اندلعت مطلع الأسبوع الجاري امتدت إلى عدة مناطق من العاصمة، وأسفرت عن خسائر مادية كبيرة وترويع المدنيين، وسط أنباء عن سقوط ضحايا من الجانبين، واحتراق عدد من المركبات والمباني.
في محاولة للسيطرة على الوضع، أعلنت الحكومة وقفًا لإطلاق النار ونشرت قوات أمنية محايدة في المناطق الحيوية، إلى جانب صدور أوامر بحل بعض التشكيلات المسلحة غير النظامية.
من جهتها، أكدت مديرية أمن طرابلس استقرار الأوضاع الأمنية بشكل نسبي، فيما تتابع الأجهزة المختصة مهامها لضمان عودة الحياة الطبيعية.
دوليًا، عبّرت الأمم المتحدة وعدة دول عربية عن قلقها إزاء تصاعد العنف، داعية إلى ضبط النفس والاحتكام إلى الحوار السياسي، ورغم الهدوء الحذر، تبقى الأوضاع قابلة للانفجار في ظل استمرار حالة الانقسام السياسي والأمني.
قال المحلل السياسي الليبي، الدكتور مصطفى البرعصي: إن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس تعكس عمق الأزمة السياسية والأمنية التي تعيشها ليبيا، مؤكدًا أن تصاعد العنف مؤشر خطير على فشل الحلول الأمنية المؤقتة دون التوصل إلى توافق سياسي شامل.
وأوضح البرعصي - في تصريح للعرب مباشر-، أن مقتل القيادي عبد الغني الككلي كان شرارة لتفجير الصراعات بين الفصائل المسلحة التي لم تتوقف عن التنافس على النفوذ؛ مما يزيد من تعقيد المشهد ويهدد استقرار العاصمة.
وأضاف: أن وقف إطلاق النار خطوة إيجابية لكنها هشة ما لم تتبع بإجراءات سياسية قوية تهدف إلى دمج التشكيلات المسلحة ضمن المؤسسة العسكرية الرسمية، وإعادة بناء الدولة الليبية على أسس توافقية تضمن وحدة الوطن وأمنه.
وشدد البرعصي على أن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على الأطراف الليبية للعودة إلى طاولة الحوار والابتعاد عن العنف، مؤكدًا أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء حالة الانقسام التي تعاني منها البلاد منذ سنوات.