للحفاظ على مستقبل العراق... توافق شعبي حول استمرار مصطفى الكاظمي لولاية ثانية

يحظي مصطفى الكاظمي بتوافق شعبي لرئاسة الحكومة العراقية للحفاظ على مستقبل البلاد

للحفاظ على مستقبل العراق... توافق شعبي حول استمرار مصطفى الكاظمي لولاية ثانية
مصطفي الكاظمي

قبل جلسة البرلمان العراقي المقررة يوم الأحد المقبل، تشير كل المؤشرات إلى أن رئيس الوزراء العراقي الحالي، مصطفى الكاظمي، يسير نحو الفوز بولاية ثانية، وهو ما يعزى إلى عوامل ساهمت في تعزيز مكانته، خلال الأشهر الماضية، وأظهرت قدرته على إدارة زمام الأمور في بلد يعاني اضطرابات سياسية على مختلف الأصعدة.

أمن وسلام العراق 

يبرهن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، يوماً تلو الآخر على رغبته الصادقة في انتشال بلاده من ظلمات الفوضى والميليشيا وبراثن الإرهاب والفساد، والانطلاق به نحو مستقبل واعد، مؤكدًا أن بلاده لن تكون حديقة خلفية لأحد، وإنما عراق للعراقيين وحدهم.

يعد الدكتور مصطفى الكاظمي الذي تولى رئاسة وزراء البلاد في مايو 2020، واحدا من أكفأ رؤساء الحكومة العراقية الذي يتعامل مع قضايا العراق وأزماته كخبير بما يعانيه وطنه وما يرجوه، فأكد الكاظمي مرارًا أنه لا تفريط فى السيادة الوطنية، محاولاً في الوقت ذاته إعادة بناء وصياغة العلاقات العراقية مع دول الجوار والعالم بأسس الشراكة والمصالح المتبادلة، وهكذا أفلح الرجل في بناء علاقات متوازنة في العراق الذي عاش مأساة الاستقطاب والتجاذبات السياسية عقودًا طويلة.

خبرات الكاظمي

أثرت خبرات الكاظمي المهنية في تعامله مع أزمات العراق بعين الخبير، فقبل توليه رئاسة مجلس الوزراء، كان الدكتور مصطفى الكاظمي يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات الوطنية العراقية منذ 7 يونيو 2016، في أوج المعارك العراقية ضد عصابات داعش الإرهابية.

ربما كانت مفاجأة للمجتمع السياسي العراقي أن يصدر رئيس الوزراء حيدر البغدادي قراره في عام 2016 بتعيين الكاظمي، كاتب العمود والناشط الحقوقي، في رئاسة جهاز المخابرات.

وخلال وجوده في هذا الموقع الاستراتيجي الذي أبعده عن الأضواء، تمكن الكاظمي من نسج روابط عدة مع عشرات الدول والأجهزة التي تعمل ضمن التحالف الدولي في مواجهة الإرهاب، بقيادة الولايات المتحدة. وإضافةً إلى دوره في مكافحة الإرهاب والتهريب على أنواعه، طور الكاظمي مواهبه كمفاوض ووسيط.

وعمل رئيس وزراء العراق صحفيًا وكاتبًا في موقع المونيتور الأميركي، قبل أن يتولى رئاسة تحرير صحيفة أسبوعية يمتلك امتيازها الرئيس العراقي برهم صالح، إضافة إلى حصوله على شهادة البكالوريوس في القانون من كلية التراث الجامعة سنة 2012.

وتأثرت شخصية الكاظمي بتلك الفترة التي قضاها مديرًا لـ"مؤسسة الذاكرة العراقية"، وهي المؤسسة التي تأسست بهدف توثيق جرائم البعث في العراق، حيث ترأسها بعد عودته من الخارج وسقوط نظام صدام حسين في عام 2003، إضافة إلى مشاركته في تأسيس شبكة الإعلام العراقي.

توافق شعبي 

العديد من التقارير أكدت أن هذا التوافق الذي يحظى به رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، ليس وليد الصدفة، بل جاء نتيجة للجهود التي يبذلها من أجل إعادة العراق إلى الحضن العربي.

وحظيت خطوات مصطفى الكاظمي لإعادة العراق إلى بيته الداخلي، بإشادة عربية، حيث أكد عدد من الدول على أن ” حرص الحكومة العراقية على استكمال بناء منظومة العلاقات الإيجابية والبناءة مع الدول العربية، بعيدا عن التجاذبات وسياسة المحاور التي تلف المنطقة، تبين أن الكاظمي مهتم بعودة العراق إلى لعب دوره كاملا في الاستقرار والأمن العربيين”.

شعبية كبرى في العراق 

ورصد تقرير لمؤسسة ماعت جروب، الشعبية الضخمة التي يحظى بها الكاظمي في العراق، وحبه الدائم للدولة العراقية والعمل من أجلها واستعادة البناء من خلال خطوات التنمية والبناء والعمل الدائم من أجل وطنه. 

وبفضل تحركات الكاظمي في أقل من عامين، أعاد نسج العلاقات العراقية شرقًا وغربًا، وعربيا ودوليًا، وهو ما جعل بغداد تتمتع بمركز دولي بارز في الأشهر الأخيرة، وكانت العاصمة العراقية مسرحًا لمفاوضات، وشهدت زيارة تاريخية للبابا فرنسيس في مارس الماضى، واستضافت "قمة بغداد" في أغسطس الماضي، وهي القمة التي شهدت حضور قادة وزعماء عالميين وإقليميين، والكلمة الأولى هي إعلاء صوت العراق ومصلحة مواطنيه.

ورغم كل الحب الذي يحظى به الكاظمي، إلا أن الجماعات الإرهابية لم تترك ذلك، حيث نجا الكاظمي من محاولة اغتيال فاشلة في نوفمبر الماضي بواسطة طائرة مسيرة مفخخة، استهدفت مقر إقامته في العاصمة العراقية بغداد، وهي الحادثة التي واجهها الرجل بقوة وحكمة.

إنقاذ العراق من الإرهاب 

وتقول د. أمل عبد الله الهدابي، الباحثة في مركز الإمارات للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الكاظمى بذل العديد من الجهود المستمرة في العراق لمواجهة فوضى انتشار السلاح بيد الميليشيات المسلحة، ومحاولة إصلاح الملف الأمني عبر سلسلة تغييرات في البنية الأمنية والعسكرية للبلاد، والقيام بعمليات استباقية ضد فلول "داعش" في العراق، وهي الجهود التي أثمرت تراجعاً في وتيرة وخطورة العمليات الإرهابية، فضلا عن حرصه الدائم على إبعاد العراق عن دائرة الاستقطاب الأميركي-الإيراني، وعن دائرة الهيمنة الإيرانية.

وأضافت في إحدى مقالاتها، أنه  نتائج جهود رئيس الحكومة العراقية واضحة في نجاحه بتأمين استضافة "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، في أغسطس الماضي، بمشاركة العديد من قادة دول المنطقة والعالم، ونجاح حكومته في تأمين العملية الانتخابية الأخيرة، التي وُصفت بأنها الأفضل من حيث البيئة الأمنية والسياسية، فضلاً عن وفائه بالوعد الذي قطعه على نفسه بإجراء الانتخابات في موعدها برغم حملة التشكيك، التي رافقتها.

وتابعت ربما كان هذا النجاح الأخير لرئيس الحكومة العراقية في تنظيم انتخابات العاشر من أكتوبر الماضي وتوفير البيئة الأمنية المناسبة، التي جعلت العراقيين يشاركون فيها دون خوف، والتي أسفرت نتائجها عن هزيمة قاسية للقوى السياسية الموالية لطهران، لا سيما تحالف "الفتح" لهادي العمري، الذي تتبعه ميليشيات الحشد الشعبي، هو السبب المباشر في الإقدام على تنفيذ محاولة الاغتيال الفاشلة، التي استهدفت منزل "الكاظمي".