وزير الخارجية السوري في واشنطن.. مفاوضات لرفع العقوبات واتفاق أمني مع إسرائيل
وزير الخارجية السوري في واشنطن.. مفاوضات لرفع العقوبات واتفاق أمني مع إسرائيل

أكد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أنه من المتوقع أن يصل وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إلى واشنطن يوم الخميس المقبل، لإجراء محادثات في مبنى الكونغرس الأمريكي بشأن رفع العقوبات المتبقية ضد سوريا بشكل دائم.
ووفقًا للعديد من المسؤولين الأمريكيين وأعضاء الكونغرس، ستكون هذه أول زيارة يقوم بها وزير خارجية سوري إلى العاصمة الأمريكية منذ أكثر من 25 عامًا، ما يجعلها حدثًا دبلوماسيًا مهمًا.
أهمية الزيارة في سياق المفاوضات الأمنية الإسرائيلية السورية
تأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة جهودًا أمريكية للوساطة بين إسرائيل وسوريا بهدف التوصل إلى اتفاق أمني جديد.
ويتوقع أن يكون رفع العقوبات، التي فرضها قانون "قيصر" لحماية المدنيين السوريين، أحد المواضيع الرئيسية التي سيناقشها الطرفان خلال اللقاءات.
كما تأتي الزيارة وسط أجواء تتسم بالتوترات الأمنية في المنطقة وتطلعات لتقليل التصعيد بين سوريا وإسرائيل.
القانون الأمريكي "قيصر"
من جانبها، أكدت السيناتور ليندسي غراهام (عن ولاية كارولاينا الجنوبية)، أنه من المتوقع أن يلتقي مع وزير الخارجية السوري يوم الخميس، إلى جانب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، لبحث إمكانية رفع عقوبات "قيصر" بشكل دائم.
وتابع الموقع الأمريكي، أن هذا القانون، الذي أُقر في يونيو 2020، يهدف إلى معاقبة نظام الأسد وكل من يتعامل مع حكومته في قطاعات مثل الطاقة والبناء والتمويل.
وأضاف: أنه رغم أن إدارة ترامب قد أصدرت إعفاءات مؤقتة لهذه العقوبات، إلا أن الكونغرس هو الجهة الوحيدة المخولة بإلغائها بشكل دائم.
شروط رفع العقوبات
وأكد غراهام، أنه من أجل أن يدعم رفع هذه العقوبات، يتوقع أن ترى سوريا تعلن رسميًا انضمامها إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" (داعش) والعمل نحو إبرام اتفاق أمني جديد مع إسرائيل.
وكان من المتوقع أن يلتقي المقداد مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الجمعة لمواصلة المحادثات حول هذه القضايا.
*مفاوضات في لندن
وكان وزير الخارجية السوري قد وصل إلى واشنطن بعد زيارة إلى لندن، حيث عقد محادثات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، لمناقشة مقترحات إسرائيلية بشأن اتفاق أمني جديد بين البلدين.
ووفقًا لمصادر مطلعة، استمرت المفاوضات خمس ساعات تحت إشراف المبعوث الأمريكي توم باراك.
وقالت المصادر: إن هذه المحادثات أحرزت تقدمًا نحو التوصل إلى اتفاق محتمل بين سوريا وإسرائيل.
السيادة والإستقلال أولوية في أي اتفاق
وقال مصدر حكومي سوري: إن المقداد أكد خلال اجتماعه مع ديرمر أن تحقيق الأمن الإقليمي لا يمكن أن يتحقق دون احترام سيادة سوريا واستقلالها.
وأضاف المصدر: أن المقترح السوري يتضمن انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها بعد انهيار نظام الأسد في ديسمبر الماضي، بالإضافة إلى نشر قوة مراقبة تابعة للأمم المتحدة في المنطقة العازلة بين البلدين.
من جانبه، قال الرئيس السوري، أحمد الشرع، في تصريحات للصحفيين يوم الأربعاء، إن المفاوضات مع إسرائيل قد تؤدي إلى نتائج ملموسة في الأيام المقبلة.
وأضاف: أن إدارة ترامب لا تضغط على سوريا لقبول شروط إسرائيل، مشيرًا أن التوصل إلى اتفاق أمني بين البلدين هو "ضرورة"، ولكن بشرط أن تحترم إسرائيل الأجواء السورية وسلامة الأراضي السورية.
كما أكد الشعار أن الاتفاق الأمني المحتمل قد يؤدي إلى مزيد من الاتفاقات بين إسرائيل وسوريا، لكنه شدد على أن اتفاق تطبيع العلاقات ليس على الطاولة في الوقت الحالي.
تعد زيارة وزير الخارجية السوري إلى واشنطن فرصة تاريخية لتسوية بعض التوترات بين سوريا والولايات المتحدة، خاصة في ظل الجهود الأمريكية المستمرة لتوسيع دائرة السلام في المنطقة.