السعي وراء الحكومة الجديدة.. ما سر زيارة نور المالكي لإيران؟

يزور نور المالكي إيران بهدف السعي وراء الحكومة الجديدة

السعي وراء الحكومة الجديدة.. ما سر زيارة نور المالكي لإيران؟
المالكي

في زيارة مثيرة للجدل والتساؤل، اتجه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي إلى إيران.

ما أهداف تلك الزيارة؟

تتوغل إيران في العراق بشكل بالغ منذ أعوام؛ ما يجعلها تسيطر على قطاع كبير بالسياسة وفي الأطراف الفاعلة ومراكز اتخاذ القرار، رغم المحاولات العديدة لإقصائها لكنها ما زالت على قدر من السيطرة.

وتتزامن تلك الزيارة مع الاستعدادات لإجراء العراق انتخابات نيابية مبكرة في 10 أكتوبر المقبل، وذلك استجابة لمطالب الاحتجاجات الشعبية عام 2019.

وكشفت مصادر رفيعة، تفاصيل الزيارة، حيث عقد المالكي لقاءات مع المسؤولين في حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، وعلي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي للشؤون الدولية، بهدف بحث آلية إنجاح ائتلاف دولة القانون، الذي يترأسه، خلال الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة في 10 أكتوبر.

وأوضحت المصادر أن تلك الزيارة جاءت بالتنسيق مع قائد فيلق القدس الجنرال إسماعيل قآاني، لعدة أسباب، على رأسها، الانتخابات العراقية.

زيارة إيران لتحقيق أهداف المالكي

كما أن المالكي يهدف أن يحظى بالدعم الإيراني في الانتخابات المقبلة، حيث رجحت المصادر أن رئيس الوزراء السابق هو مرشح طهران الأبرز لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة، حيث أيده مكتب خامنئي.

وتابعت: إن المالكي طلب من قآاني استغلال نفوذه بين الأحزاب والفصائل العراقية المختلفة وكسب دعمها، لضمان وصوله إلى الحكومة من جديد، دون إخفاء موقفه من التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر، حيث طلب من زعيم فيلق القدس المزيد من الضغوط على الصدر، لضمان عدم عرقلة ترشحه لرئاسة الحكومة.

ويأتي ذلك بعد تصريحات الصدر التي أكد فيها أن تياره السياسي سيكون جزءا من التصويت من أجل إنقاذ العراق من الفساد، ما اعتبره الكثيرون إحدى الخطوات لعرقلة المالكي، ومنع عودته لرئاسة الحكومة مجددا.

ما الذي دار بإيران؟... فروض الولاء

ولحصد دعم إيران، قدم المالكي فروض الولاء والطاعة لها، حيث أكد لحكومة رئيسي أنه في حال ترؤسه مجلس الوزراء العراقي سيوطد التعاون مع طهران بشكل كبير لتخفيف وطأة العقوبات.

ولتأكيد ذلك، قدم المالكي مشروعا للالتفاف على العقوبات الأميركية عبر البنوك والشركات العراقية، ووعد بإنهاء أزمة الديون خلال الأشهر الأولى من توليه المنصب، بالإضافة إلى توقيع مشروع شراكة طويلة الأمد بين بغداد وطهران.

وعرض أيضا إنهاء نشاط الأحزاب الكردية المعارضة لإيران من خلال الضغط على حكومة إقليم كردستان عبر استغلال ورقة ضغط الميزانية المخصصة للإقليم.

وأكد موقع "المونيتور" أن رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، يحاول التسويق لنفسه لرئاسة الحكومة المقبلة، منذ مطلع العام الجاري، حيث يحاول الائتلاف تنظيم حملة إعلامية لتلميع صورة المالكي، ما أثار ردود فعل مختلفة في الأوساط الشعبية والسياسية.

وأضاف: أن المالكي يحاول استغلال عدة أوراق لتحقيق ذلك الأمر، على رأسهم علاقته الوثيقة بإيران، كونه أكثر الشخصيات السياسية العراقية قربا من طهران، بينما تستفيد إيران منه لأجل تعزيز مصالحها في العراق، وفي الوساطة وتخفيف التوتر بين الحكومة العراقية بقيادة مصطفى الكاظمي والفصائل المسلحة الموالية لها، كما حصل حين اقتحمت كتائب حزب الله المنطقة الخضراء في يونيو 2020، وكان للمالكي دور في إنهاء الأزمة.

كما أشارت إلى ادعاءات المالكي بكونه يمتلك علاقات جيدة بإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، على عكس باقي القادة الشيعة، لذلك يستغل ذلك لتحقيق أهدافه السلطوية، فكان من أول المهنئين بفوز بايدن وبعث بأكثر من تصريح لمغازلته وجذب انتباهه.