ظلام مفاجئ يلف إسبانيا والبرتغال.. انقطاع كهربائي غير مسبوق يجمد الحياة

ظلام مفاجئ يلف إسبانيا والبرتغال.. انقطاع كهربائي غير مسبوق يجمد الحياة

ظلام مفاجئ يلف إسبانيا والبرتغال.. انقطاع كهربائي غير مسبوق يجمد الحياة
انقطاع الكهرباء

في مشهد غير مألوف أربك حياة الملايين، غرقت أجزاء واسعة من إسبانيا والبرتغال في ظلام مفاجئ، مع انقطاع شامل للكهرباء أصاب العاصمتين مدريد ولشبونة بالشلل المؤقت. 

وبينما هرعت الحكومة الإسبانية إلى عقد اجتماع أزمة عاجل، خيم الحذر على التصريحات الرسمية التي دعت إلى الابتعاد عن "التكهنات السريعة" إلى حين اتضاح الأسباب الحقيقية وراء الانقطاع.

 المشهد بدا استثنائيًا بكل المقاييس، حيث تعطلت وسائل النقل والمترو وأجهزة الصراف الآلي وإشارات المرور في كبرى المدن، وسط جهود حثيثة لإعادة التيار خلال الساعات المقبلة. 

الحدث النادر سلط الضوء على هشاشة أنظمة الطاقة في القارة الأوروبية، وأثار تساؤلات حادة عن مدى جاهزية البنى التحتية لمواجهة الطوارئ المستقبلية. فكيف تعاملت مدريد ولشبونة مع الأزمة؟ وما الذي كشفت عنه الساعات الأولى للانقطاع؟

*الأكبر منذ عقود*


وسط ذهول المواطنين وأجواء من القلق، أعلنت الحكومة الإسبانية، صباح الإثنين، حالة الطوارئ الكهربائية بعد تعرض البلاد لانقطاع شامل ومفاجئ للتيار الكهربائي، وُصف بأنه الأكبر منذ عقود.

استدعى رئيس الوزراء بيدرو سانشيز اجتماعًا عاجلًا، وزار برفقة وزيرة التحول البيئي سارة أجيسين مركز التحكم الرئيسي لشبكة الكهرباء الوطنية، حيث أُطلعا على الجهود المبذولة للسيطرة على الموقف.

الحكومة الإسبانية أكدت أنها سخّرت كافة مواردها التقنية والبشرية لتحديد أسباب الانقطاع وسرعة إصلاحه.

 وقد أشارت التقارير الأولية، أن شللًا شبه كامل ضرب مدريد ومدنًا رئيسية أخرى، مما أدى إلى تعطيل المترو وخطوط الهاتف وإشارات المرور، كما شلّ عمل أجهزة الصراف الآلي وأثر على قطاعات حيوية مثل المستشفيات ومراكز الطوارئ.

*لا أسباب فقط تكهنات*


في المقابل، أعلنت شركة تشغيل الشبكة الكهربائية الإسبانية أن إعادة التيار بشكل كامل قد تستغرق ما بين 6 إلى 10 ساعات، إذا لم تطرأ معوقات إضافية.

وقال إدواردو برييتو، مدير العمليات بالشركة، في تصريحات صحفية: "نعمل بوتيرة متسارعة، وقد استعدنا بالفعل الإمداد في بعض النقاط، لكن لا يمكن تقديم وعود قاطعة قبل انقضاء الساعات الحرجة المقبلة.

ورغم الضغوط الشعبية والسياسية المطالبة بتفسيرات فورية، شدد برييتو على أهمية التحلي بالهدوء وعدم الانجرار وراء "التكهنات"، مؤكدًا أن "الأسباب ستخضع لتحليل فني دقيق قبل إصدار أي استنتاجات رسمية."

*الانقطاع يتخطى حدود إسبانيا*

لم يقتصر تأثير الانقطاع على الأراضي الإسبانية، بل امتد ليطال جارتها البرتغال، حيث شهدت العاصمة لشبونة ومحيطها بالإضافة إلى مناطق شمالية وجنوبية، انقطاعًا مشابهًا للكهرباء.  

شركة توزيع الكهرباء البرتغالية "إي – ريديس" أوضحت أن العطل نجم عن "مشكلة في النظام الكهربائي الأوروبي"، ما دفعها إلى تنفيذ قطع متعمد للتيار في بعض المناطق بهدف حماية استقرار الشبكة. ورغم التزامها الصمت بشأن التفاصيل، أكدت الشركة أن العمل جارٍ على إعادة التيار تدريجيًا.

في خضم ذلك، سارع مركز الأمن الإلكتروني الوطني في البرتغال إلى طمأنة الرأي العام عبر بيان رسمي نفى فيه وجود أي مؤشرات على أن الحادثة ناجمة عن هجوم إلكتروني، في وقت تتزايد فيه المخاوف الإقليمية من التهديدات السيبرانية للبنى التحتية الحيوية.

*مشهد نادر وأسئلة معلقة*


يشكل هذا الانقطاع حادثًا نادرًا في شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث أن شبكات الكهرباء هناك تعد من بين الأكثر تطورًا وموثوقية في أوروبا.  

غير أن الحادث فتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول هشاشة الأنظمة الإقليمية في مواجهة أعطال مفاجئة، خاصة مع تزايد الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتعقيد الشبكات العابرة للحدود.

وعلى الرغم من تعهد السلطات في كلا البلدين بالتحقيق الشامل، فإن مراقبين حذروا من أن نتائج تلك التحقيقات قد تستغرق أسابيع، مما يترك الباب مفتوحًا أمام الشائعات والتفسيرات المتسرعة.

في هذه الأثناء، يعيش المواطنون في حالة من الترقب، بانتظار عودة الحياة إلى طبيعتها، وسط دعوات للسلطات بتعزيز خطط الطوارئ وضمان حماية الشبكات من المخاطر المستقبلية، سواء أكانت تقنية أم سيبرانية.