ألغام في الخليج.. هل تستعد إيران لإغلاق مضيق هرمز؟

ألغام في الخليج.. هل تستعد إيران لإغلاق مضيق هرمز؟

ألغام في الخليج.. هل تستعد إيران لإغلاق مضيق هرمز؟
مضيق هرمز

أفادت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، نقلًا عن مسؤولَين أمريكيين، أن إيران قامت بزرع ألغام بحرية على متن سفن في الخليج العربي عقب انطلاق عملية "مع كلبي" التي نُفذت الشهر الماضي. 

وأثار هذا التحرك الإيراني قلقًا كبيرًا في واشنطن، التي اعتبرت أن طهران قد تكون في طريقها إلى تنفيذ تهديد استراتيجي يتمثل في إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية الحيوية في العالم.

رسالة تهديد أم مناورة تضليلية؟


وبحسب المسؤولين الأمريكيين، فإن مجرد تحميل الألغام – حتى دون استخدامها – يمثل مؤشرًا على أن إيران فكرت بشكل جدي في خيار إغلاق الممر الملاحي الحيوي، وهو خيار قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة ويؤثر بشكل مباشر على استقرار الاقتصاد العالمي.

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أنه بالرغم من ذلك لم يستبعد المسؤولان أن تكون الخطوة مجرد محاولة لصرف الانتباه، أي تهديد غير حقيقي هدفه دفع الولايات المتحدة للاعتقاد بأن إيران تتجه نحو إغلاق المضيق، دون أن تكون لديها نية فعلية لذلك. 

كما رجّحا أن تكون الألغام قد وُضعت كإجراء احتياطي يتيح لطهران التحرك بسرعة في حال صدور قرار سياسي بتنفيذ التهديد.

أهمية مضيق هرمز وأثر الإغلاق المحتمل


يمرّ عبر مضيق هرمز نحو 20% من إجمالي النفط والغاز المنقول بحريًا في العالم، وهو ما يجعل أي محاولة لإغلاقه بمثابة كارثة طاقوية عالمية قد تؤدي إلى ارتفاع هائل في أسعار الطاقة.

ومع ذلك، وعلى الرغم من التوترات والتصعيد المتبادل، فإن أسعار النفط تراجعت بأكثر من 10% منذ تنفيذ الضربات الأمريكية داخل إيران، ويعزى ذلك جزئيًا إلى عدم حدوث اضطرابات فعلية في تدفقات النفط.

تقارير برلمانية وتصريحات متضاربة


وتابعت الصحيفة العبرية، أنه 22 يونيو وبعد قيام الولايات المتحدة بقصف ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، تداولت وسائل إعلام إيرانية تقارير تفيد بأن البرلمان الإيراني أيّد اقتراحًا بإغلاق المضيق. إلا أن هذه الخطوة لم تكن ملزمة، حيث تظل صلاحية اتخاذ القرار النهائي في يد المجلس الأعلى للأمن القومي في طهران.

غموض حول توقيت زرع الألغام


ووفقًا لتقرير رويترز، ما تزال هناك معلومات غير مؤكدة بشأن توقيت زرع الألغام بدقة، ولا ما إذا كانت قد أُزيلت لاحقًا. 

ولم يفصح المصدران عن الطريقة التي استخدمتها الولايات المتحدة لرصد هذا التحرك الإيراني، لكن من المرجح أن تكون العملية تمت عبر الأقمار الصناعية، أو من خلال مصادر استخباراتية بشرية أو مزيج من الاثنين.

رد البيت الأبيض والصمت الإيراني


في أول تعليق أمريكي، قال البيت الأبيض: إن العملية الناجحة "مطرقة منتصف الليل" والضغط الأقصى على إيران أبقيا المضيق مفتوحًا، وأسهما في الحفاظ على حرية الملاحة، وإضعاف القدرات الإيرانية بشكل ملموس.

في المقابل، لم يصدر تعليق رسمي من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أو من بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على التقارير.

ويُعدّ مضيق هرمز نقطة وصل بحرية ضيقة بين الخليج العربي وبحر العرب، وهو يقع بين إيران وسلطنة عمان. ولا يتجاوز عرضه 34 كيلومترًا في أضيق نقطة، مع ممرات ملاحية لا تزيد عن ثلاثة كيلومترات في كل اتجاه.

ويمر من خلاله الجزء الأكبر من صادرات النفط من السعودية، والإمارات، والكويت، والعراق، وإيران، إلى جانب معظم صادرات الغاز الطبيعي المسال من قطر.

هذا الاعتماد الكثيف على الممر الحيوي يشكل رادعًا أمام إيران لإغلاقه بشكل فعلي، لكن ذلك لم يمنعها على مدار السنوات من تطوير قدراتها العسكرية لتكون قادرة على اتخاذ هذا الخيار عند الضرورة. 

وبحسب وكالة الاستخبارات التابعة للبنتاغون، فقد كانت إيران تمتلك حتى عام 2019 أكثر من 5 آلاف لغم بحري جاهز للنشر السريع.

الوجود الأمريكي البحري في المنطقة


تشرف البحرية الأمريكية، انطلاقًا من قاعدتها في البحرين، على تأمين حرية الملاحة في المضيق. وحتى وقت قريب، كان الأسطول الأمريكي يشغل سفنًا مخصصة لمكافحة الألغام، لكنها استُبدلت بأخرى أحدث ذات قدرات مماثلة.

وفي خطوة احترازية، غادرت هذه السفن الميناء قبل تنفيذ الولايات المتحدة ضرباتها داخل إيران، تخوفًا من رد مباشر، وهو ما لم يحدث سوى في شكل قصف صاروخي محدود باتجاه قاعدة أمريكية في قطر. 

ومع ذلك، شدد المسؤولون الأمريكيون الذين تحدثوا لرويترز على أن مزيدًا من الردود الإيرانية ما يزال ممكنًا.