صفقة على حافة الهاوية.. حماس تطالب بتعديلات وواشنطن تصف الرد بـ غير المقبول
صفقة على حافة الهاوية.. حماس تطالب بتعديلات وواشنطن تصف الرد بـ غير المقبول

قال مسؤول كبير في حركة حماس: إن الحركة تسعى إلى إدخال تعديلات على المقترح الأمريكي الأخير بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بينما وصف المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف رد حماس بأنه "غير مقبول على الإطلاق".
وأكدت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن هذا التطور يأتي في وقت تقترب فيه الحرب من دخول شهرها العشرين، وسط تفاقم معاناة المدنيين الفلسطينيين وقلق متزايد لدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين داخل القطاع.
نقاط التعديل المقترحة من حماس
وأوضح المسؤول في حماس - الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته نظرًا لحساسية المفاوضات-، أن التعديلات التي تطلبها الحركة تتركز على ما وصفه بـ"الضمانات الأمريكية، توقيت إطلاق سراح الرهائن، آلية إيصال المساعدات، وانسحاب القوات الإسرائيلية"، ولم يقدم تفاصيل إضافية حول طبيعة التعديلات أو الملاحظات الدقيقة التي قدمتها الحركة.
وفي بيان منفصل، أكدت حماس أن المقترح الحالي يهدف إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي شامل من غزة، وضمان تدفق مستمر للمساعدات الإنسانية.
كما تضمن المقترح، وفق البيان، إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء وتسليم جثامين 18 آخرين مقابل عدد يتم التوافق عليه من الأسرى الفلسطينيين.
وتشير التقديرات الإسرائيلية، أن عدد الرهائن المتبقين في غزة يبلغ 58 شخصًا، تعتقد أن 35 منهم لقوا حتفهم.
المبعوث الأمريكي يحث على القبول بالمقترح
في المقابل، قدّم ويتكوف عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفًا مختلفًا للمقترح، إذ أشار أن الخطة المطروحة تقضي بوقف لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتم خلالها الإفراج عن نصف الرهائن الأحياء وإعادة نصف جثامين من لقوا حتفهم.
ودعا ويتكوف حماس إلى القبول بهذه الصيغة كأساس لاستئناف المفاوضات، مشيرًا إلى إمكانية بدء جولة جديدة من المحادثات الأسبوع المقبل.
احتجاجات في تل أبيب ومطالبات بوقف الحرب
وفي ظل استمرار الجمود السياسي، شهدت مدينة تل أبيب، مساء السبت، احتجاجات حاشدة تطالب بوقف الحرب الفوري، والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، وتوجه انتقادات شديدة لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وشارك في الاحتجاجات آلاف الإسرائيليين الذين عبّروا عن استيائهم من استمرار العمليات العسكرية وعدم التوصل لاتفاق شامل.
اتهامات متبادلة حول الالتزام ببنود الوساطة
من جانبه، اتهم مسؤول بارز في حماس، باسم نعيم، الحكومة الإسرائيلية بالتنصل من البنود التي تم الاتفاق عليها، وقال: إن هناك "انحيازًا كاملًا للطرف الآخر"، على حد وصفه، ما يقوّض حيادية الوساطة الأمريكية.
وقال أحد سكان مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، ويدعى معتَصم، معلقًا على المفاوضات: "نريد أن يتوقف نزيف الدم. والله لقد تعبنا".
جوع متصاعد وعمليات نهب للمساعدات
وفي ظل الحصار الإسرائيلي الذي يدخل شهره الثالث، تصاعدت مؤشرات المجاعة في قطاع غزة.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: إن فلسطينيين غاضبين أوقفوا 77 شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية، وقاموا بتفريغ حمولتها، معظمها من الطحين، قبل أن تصل إلى وجهتها المحددة.
وأشار شهود عيان في مدينة خان يونس، أن آلاف المدنيين، بدافع الجوع، أقاموا حواجز عشوائية لإيقاف قوافل المساعدات ونهب حمولتها. يأتي هذا فيما تقول الأمم المتحدة: إن الحصار المستمر يهدد أكثر من مليوني فلسطيني بمجاعة محققة.
ورغم سماح إسرائيل مؤخرًا بإدخال بعض الشحنات، إلا أن منظمات الإغاثة تؤكد أن الكميات ما تزال غير كافية إطلاقًا.
وذكر المكتب الإسرائيلي لتنسيق المساعدات في غزة، المعروف باسم "كوغات"، أن 579 شاحنة مساعدات دخلت القطاع خلال الأسبوع الأخير، بينما كانت تدخل 600 شاحنة يوميًا خلال فترة الهدنة السابقة، التي أنهتها إسرائيل بتجديد غاراتها.
وأكد برنامج الأغذية العالمي، أن الخوف من المجاعة بات شديدًا، وقال - في بيان-: "نحتاج إلى إغراق المجتمعات بكميات كبيرة من الطعام في الأيام المقبلة لتهدئة المخاوف".
وأوضح، أنه يملك أكثر من 140 ألف طن متري من المواد الغذائية الجاهزة للتوزيع، تكفي لإطعام سكان غزة لمدة شهرين.
طرق غير آمنة وعمليات نهب متكررة
في سياق متصل، ذكرت الأمم المتحدة أنها أجبرت على استخدام طرق غير مؤمنة داخل مناطق تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية في شرق مدينتي رفح وخان يونس، وهي مناطق تنشط فيها العصابات المسلحة، ما أدى إلى توقيف الشاحنات ونهبها.
وأظهرت وثيقة داخلية شاركتها الأمم المتحدة مع منظمات الإغاثة حول الحوادث الأمنية، أن هناك أربع حالات نهب لمراكز توزيع في غضون ثلاثة أيام، لا تشمل حوادث يوم السبت.
وقالت الأمم المتحدة: إن القتال المستمر يمنعها من إيصال الكميات اللازمة من المساعدات.