محلل سياسي ليبي: اختطاف الأستاذ الجامعي يُؤكد تغوّل الميليشيات الموالية للغرياني على مؤسسات الدولة

محلل سياسي ليبي: اختطاف الأستاذ الجامعي يُؤكد تغوّل الميليشيات الموالية للغرياني على مؤسسات الدولة

محلل سياسي ليبي: اختطاف الأستاذ الجامعي يُؤكد تغوّل الميليشيات الموالية للغرياني على مؤسسات الدولة
الغرياني

أفادت مصادر ليبية، اليوم الخميس، بأن مجموعة مسلحة مجهولة اختطفت أستاذًا جامعيًا من أمام منزله في العاصمة طرابلس، بعد أيام من انتقاده للمفتي المعزول الصادق الغرياني عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب المصادر، فإن الأستاذ الجامعي الذي يعمل بكلية الشريعة في إحدى الجامعات الليبية، كان قد نشر منشورات تنتقد مواقف الغرياني وتحريضه المستمر ضد مؤسسات الدولة، معتبرًا أن «خطاب الكراهية الديني لا يخدم استقرار ليبيا ولا مستقبلها».

شهود عيان أكدوا أن سيارة مجهولة توقفت أمام منزل الأستاذ الجامعي، واقتاده المسلحون إلى جهة غير معلومة، وسط غياب تام لأي تحرك رسمي من الجهات الأمنية في طرابلس حتى الآن.

من جانبهم، عبّر عدد من زملائه وأساتذة الجامعات عن استنكارهم للحادثة، معتبرين أنها تمثل استمرارًا لنهج الترهيب الفكري وقمع حرية الرأي في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الموالية للغرياني.

ويعد الصادق الغرياني أحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في ليبيا، إذ وُجهت إليه اتهامات متكررة بدعم جماعات متشددة وإصدار فتاوى تحرض على العنف، فيما يرى مراقبون أن استمرار نفوذه يشكل عقبة أمام أي مسار وطني لبناء دولة القانون والمؤسسات.

وأكد المحلل السياسي الليبي عصام الزوبي أن حادثة اختطاف الأستاذ الجامعي في طرابلس بعد انتقاده للمفتي المعزول الصادق الغرياني، تمثل دليلًا جديدًا على تغوّل الميليشيات المسلحة التي تعمل خارج سلطة الدولة وتدين بالولاء الفكري للغرياني، مشيرًا إلى أن الحادثة تكشف عن واقع خطير تم فيه استبدال سلطة القانون بسلطة التطرف.

وقال الزوبي - في تصريح لـ"العرب مباشر" - إن استمرار مثل هذه الممارسات يبرهن على أن خطاب الغرياني التحريضي ما زال يغذي العنف والانقسام داخل المجتمع الليبي، لافتًا إلى أن الميليشيات الموالية له تعتبر أي رأي مخالف تهديدًا يجب إسكاتُه بالقوة.

وأضاف أن “استهداف الكفاءات الأكاديمية يوجه رسالة سلبية لكل من يحاول التعبير عن رأيه بحرية، وهو ما يعمق مناخ الخوف ويعطل مسار المصالحة الوطنية وبناء الدولة المدنية”.

وطالب الزوبي حكومة الوحدة الوطنية والجهات الأمنية في طرابلس بالتحرك العاجل للكشف عن مصير الأستاذ المختطف ومحاسبة الجناة، مؤكدًا أن الصمت الرسمي “يعني تواطؤًا ضمنيًا ويزيد من فقدان ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة”.