كيف أصبحت الصحافة الإخوانية نظاماً سرياً لتشتت الرأي العام؟

أصبحت الصحافة الإخوانية نظاماً سرياً لتشتت الرأي العام

كيف أصبحت الصحافة الإخوانية نظاماً سرياً لتشتت الرأي العام؟
صورة أرشيفية

سنوات وراء الأخرى تثبت فيها جماعة الإخوان الإرهابية امتلاكها للغباء السياسي والاجتماعي، سنوات وتعيش الجماعة الأزمات ولكنها تمتلك مجموعة الآليات الأخرى التي بدورها تقوم بما تريد الجماعة، ومن أهمها أدواتها الصحفية والإعلامية.

وبدأت الجماعة منذ الماضي في تدشين النظام السري للجماعة المعتمد على الصحافة كجزء من الآليات التي تقوم بعملها لتشتيت الرأي العام في مصر بشكل خاص.

استخدام الجماعة للإعلام

في الماضي كانت وسائل الإعلام التقليدية، السبيل الأبرز لنشر دعوة الإخوان المسلمين منذ بدايات نشأتها، حيث كان حسن البنا يقوم بتوجيه الرأي العام عن طريق كتابة المقالات في الصحف التي دعمت فكرة نشأة الجماعة في الماضي.

وكان ذلك بمثابة النظام السري الذي تستخدمه الجماعة دائماً في توجيه الرأي العام، والذي لا يقل أهمية عن النظام الخاص، الجناح العسكري للجماعة.

وقد تنوعت الإصدارات الصحفية الصادرة عنها والتي أخذت مسميات مختلفة، بداية من مجلة الإخوان المسلمين عام 1933 والتي شهدت صعود قيادات للجماعة، مجلة النذير الأسبوعية 1938، مجلة المنار 1939، مجلة التعارف الأسبوعية 1940، مجلة الشعاع الأسبوعية 1940، مجلة الإخوان المسلمون اليومية 1942، مجلة الشباب الشهرية 1947، وآخرهم مجلة الدعوة، وهي المطبوعة الأكثر شهرة في تاريخ الجماعة.

ألاعيب الجماعة في حالة تضييق الخناق

وقد سمح للجماعة من قبل الملك فاروق وفي العام 1942 بإصدار مجلة "الإخوان المسلمون" بعد اتفاق بين البنا والملك، مقابل ألا يشارك البنا في انتخابات البرلمان، ورأس تحريرها أيضاً صالح عشماوي، واستمرت حتى صودرت عام 1948.

وتقوم صحف الإخوان بالهجوم بشكل مباشر على الصحف الوفدية والشيوعية التي تهاجم الإخوان وقتها، ومع وصول مبارك إلى الحكم دخلت جماعة الإخوان في منحنى تاريخي مختلف عن كل ما سبق، وبات من الصعب إصدار جريدة أو إنشاء حزب سياسي، أو حتى العمل تحت مظلة شرعية، وكانت الوسيلة المتبعة حينذاك هي التطفل على أحزاب أخرى.

واعتمدت الجماعة على أسلوب اختراق بعض الأحزاب السياسية، لتكون بوابة لتنظيم الإخوان للمشاركة السياسية، فتحالفت الجماعة مع حزب الوفد في انتخابات 1987، ثم اخترق تنظيم الإخوان حزب العمل بزعامة إبراهيم شكري، الذي تحول اسمه فيما بعد لحزب العمل الإسلامي، ثم إلى حزب الشعب برئاسة مجدي أحمد حسين بعد ثورة 25 يناير 2011، حيث تم حل هذا الحزب في أعقاب 30 يونيو 2013.

ومع التطور وظهور الإنترنت بدأت المواقع الإلكترونية التي كانت طوق النجاة بالنسبة لجماعة الإخوان، للخروج من الحظر الإعلامي عليها، بامتلاك أدوات إعلامية تقليدية متمثلة في الصحف الورقية أو قنوات تليفزيونية أو إذاعات.

ويقول الباحث السياسي في شؤون الجماعات الإرهابية مصطفي حمزة: إن جماعة الإخوان مرت بمراحل صعبة، الواحدة تلو الأخرى، بعد أن انشطرت الجماعة إلى عدة جماعات، وتبع قبل ذلك وبعده انطفاء الفكرة نفسها، تراهن الجماعة على فوضى عبثية تقوم بها دوماً في الصحف أو وسائل الإعلام، حيث تسخر الجماعة كل إمكانياتها المادية لسراب ووهم ليس إلا.

وأضاف حمزة في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن نوافذ الإخوان الإعلامية هي الأمل المعبر عن الجماعة وتوجهاتها وحقيقة موقفها من العنف، ولعبت هذه النوافذ على وتر الحالة النفسية، بديلاً عن وتر الأيديولوجيات والأفكار، حيث بات استقطاب تيارات التطرف الدينى يعتمد على اجتذاب النفسية المحتقنة والمنفجرة وهو مبدأ حسن البنا مؤسس الجماعة.