لبنان في قلب الخطر النووي.. هل يقود انفجار ديمونا إلى كارثة إقليمية؟
لبنان في قلب الخطر النووي.. هل يقود انفجار ديمونا إلى كارثة إقليمية؟

مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وتبادل التهديدات المباشرة بضرب المنشآت النووية، يزداد قلق اللبنانيين من السيناريو الأكثر رعبًا: ضربة تطال مفاعل "ديمونا" النووي الإسرائيلي، وما قد يترتب عليها من إشعاعات نووية تُصيب دول الجوار، وفي مقدمتها لبنان.
لبنان، الذي لم يتعافَ بعد من انفجار مرفأ بيروت وتداعيات الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة، يبدو اليوم كمن يقف على حافة خطر وجودي جديد، عنوانه: التلوث الإشعاعي غير المتوقع.
تحذيرات علمية.. والمنطقة على حافة الكارثة
في تصريحات لـ"العرب مباشر"، يشير المحلل السياسي اللبناني الدكتور جورج جبور، أن "ما يجري في المنطقة ليس مجرد مواجهة تقليدية بين طهران وتل أبيب، بل هو اختبار واسع لاحتمالات اندلاع مواجهة كبرى، قد لا تظل نووية في التهديد فقط، بل في التنفيذ أيضًا".
ويتابع: "إذا طال القصف مفاعل ديمونا، فإن الرياح ستنقل المواد المشعة إلى عدة دول، أبرزها: الأردن ولبنان وسوريا. حينها، لن يكون الحديث فقط عن تداعيات سياسية أو عسكرية، بل عن تهديد مباشر لصحة السكان وسلامة البيئة، وسيصبح الإشعاع جزءًا من المعادلة اليومية في دول الجوار".
ويؤكد جبور، أن "لبنان لا يمتلك بنية تحتية صحية أو لوجستية تمكّنه من التعامل مع تسرب نووي واسع، وهذا ما يُحتم على الحكومة التحرك الفوري لوضع خطة طوارئ علمية قابلة للتنفيذ".
ماذا لو انفجر ديمونا؟ السيناريو الأسوأ مطروح
المخاوف من انفجار مفاعل ديمونا ليست وليدة اللحظة. لكن تهديد إيران بضربه ردًا على الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لمنشآتها النووية، أعاد إلى الواجهة سيناريوهات الرعب التي تختزنها ذاكرة اللبنانيين.
ووفق تصريحات الدكتور بلال نصولي، رئيس الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية، فإن لبنان يمتلك منظومة إنذار مبكر (EARLY WARNING SYSTEM) موزعة على 20 نقطة عسكرية في البلاد، تراقب الإشعاعات كل ثلاث ساعات، لكن هذه المنظومة وحدها لا تكفي.
ويؤكد نصولي، أن "الخطوة الأولى بعد أي ضربة نووية تكمن في معرفة نوع المواد المشعة، اتجاه الرياح، وحجم الانبعاث، وكل مادة مشعة تتطلب إجراءات مختلفة، بعضها يستدعي إخلاء مناطق بالكامل، وأخرى يمكن التحصن منها عبر البقاء في المنازل وتناول أدوية خاصة، كحبوب اليود".
ويضيف: "حتى الآن، لم تسجل أجهزتنا أي تسرّب إشعاعي واسع، لكن في حال استُهدف ديمونا، فستكون المناطق الأكثر تضررًا في لبنان هي الجنوب والبقاع، بحكم قربها من الحدود وسرعة الرياح الموسمية".