حزب الله يقود لبنان للحرب الأهلية.. خبراء يرصدون جرائم الحركة ضد الشعب

يسعي حزب الله إلي إحداث فوضي وحرب أهلية في لبنان

حزب الله يقود لبنان للحرب الأهلية.. خبراء يرصدون جرائم الحركة ضد الشعب
صورة أرشيفية

عانى لبنان طوال السنوات الماضية، بسبب حزب الله، وهيمنته على الأوضاع في بيروت، والتى عملت على تعطيل المشاركة السياسية  من خلال تعدد الوزارات التي فشلت جميعها في التوافق على صيغة تحميه من تداعيات الخارج، كما انهارت العملة اللبنانية إلى مستويات متدنية، بالتزامن مع أزمة المصارف اللبنانية، ونقص السيولة الأجنبية، وملف الفساد لتزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية والصحية، ما انعكس ذلك على المجتمع اللبناني بشكل سلبي  حتى جاءت كارثة انفجار مرفأ بيروت.

عصابة حاكمة 

وعلى ذلك قال إبراهيم الشمري، الباحث والمحلل السياسي، في إحدى دراساته: إنه تحوّل حزب الله إلى عصابة حاكمة، ونواة لدويلة سياسية مؤدلجة، وتوظيفها في سياسات وإستراتيجيات وأهداف إيرانية، كان من نتائجها القضاء على الحركة الوطنية اللبنانية، واغتيال شخصياتها، لترسيخ دويلة الحزب وخطف لبنان العربي إلى هوية مغايرة.

وأضاف المحلل السياسي: أنه سيطرت العصابة على مرفأ بيروت من خلال أجهزتها الأمنية، ونشرت موظفين يتبعون لها في جميع مفاصله، وامتلكت بوابةً خاصة بالمرفأ اسمها بوابة حزب الله شبيهة بالمعابر البرية مع سوريا المعروفة بخطوط الحزب العسكرية، ويدخل عبر هذه البوابة ممنوعات وبضائع متنوعة، تدخل إلى لبنان بأوراق مزوّرة عبر شركات تخليص جمركي وهمية تتبع لحزب الله، فعطل وظائف الدولة وأدوارها، وفرض الوصاية على مؤسساتها، وجعل من لبنان جزءاً لا يتجزأ من المنظومة الإيرانية، ثم مع كل حادثة لبنانية، يظهر نصر الله باستدعاء الروح المذهبية والتعبئة الدينية التي أنهت هيبة الدولة، وعطلت التنمية، وفرضت على لبنان حسابات خارجية، موضحا أن حكم حزب الله الذي دمَّر اللبنانيين وقتلهم، وتسلطه باقٍ وسيفجر كل لبنان كما فجّر بيروت، طالما أن زعماء الطوائف المتحالفين مع غلام الولي الفقيه باتوا في خطّ واحد، مستخفين بمصلحة لبنان وسلامة أمنه وحقوق شعبه.

وقائع تكشف تورط حزب الله

ورصد الباحث وقائع سابقة تؤكد علاقة حزب الله بنترات الأمونيوم التى كانت سببا في انفجار مرفأ بيروت، في يناير 2012م، ضبطت السلطات التايلندية 290 لتراً من نترات الأمونيوم، واعتقلت أشخاصا منخرطين بالأمر على ارتباط بحزب الله، وفي مارس 1994م، تعاملت السلطات التايلندية مع هجوم فاشل لحزب الله، باستخدام شاحنة مفخخة تحمل مواد تضمنت طناً من نترات الأمونيوم والديزل، وفي شهر مايو 2015م، ضبطت الأجهزة الأمنية في قبرص 420 صندوقاً من نترات الأمونيوم تعود لعناصر من حزب الله، وفي أغسطس 2015م، ضبطت السلطات الكويتية ثلاثة أشخاص على ارتباط بحزب الله، قاموا بتخزين 42 ألف رطل من نترات الأمونيوم، وأكثر من 300 رطل من المتفجرات، و68 قطعة سلاح، و204 قنابل نووية، كبنية تحتية لهجوم باستخدامها، وفي خريف 2015م، داهمت قوات الأمن البريطانية أربعة مواقع مرتبطة بحزب الله، وقامت باعتقال شخص، بعد الكشف عن عناصر تابعين للحزب يقومون بتخزين ثلاثة أطنان من نترات الأمونيوم بأكياس ثلج في مصنع سري للقنابل في ضواحي العاصمة لندن، وفي مايو 2020م، احتفاظ عناصر مرتبطين مع حزب الله بمئات الكيلوغرامات من نترات الأمونيوم في مخزن في جنوبي ألمانيا، ما أدى لمداهمة قوات الأمن الألمانية للعناصر وضبطها.

الأجندة الإيرانية

بينما قال يحيى التليدي، الكاتب والمحلل السياسي، إن لبنان لا يزال  يعيش صدمة بعد عامٍ على انفجار مرفأ بيروت، الذي ترك حطاماً في نفوس اللبنانيين أكبر بكثير من حطام المباني في المدينة، وأن الدمار الحقيقي في لبنان لم يكن الانفجار نفسه، فثمة دمار آخر أدخل البلاد في نفق مظلم وجعلها على شفير هاوية حقيقية، وهو هيمنة إيران، من خلال ذراعها "حزب الله" الإرهابي، على مفاصل الدولة اللبنانية، وعلى القرار السيادي فيها لصالح الأجندة الإيرانية.

وأضاف الكاتب والمحلل السياسي: أن الأزمة في لبنان يصنعها ويتبناها "حزب الله" ويحاول فرضها بتبعيته إيران، التي تستخدمه في حروبها بالوكالة، من لبنان إلى اليمن فسوريا والعراق، موضحا أن معظم الشعب اللبناني يريد أن يعود بلده "جوهرة الشرق" كما كان نموذجاً للدولة الوطنية، التي تنبذ الطائفية وتدعم العيش المشترك وتنعم بالأمن والاستقرار، باستثناء ميليشيا "حزب الله"، التي لا تزال تراهن على الاستقواء بالخارج واستخدام لبنان ساحة لحروب إيران ولخدمة أجندتها في المنطقة.

جر لبنان لحرب أهلية 

استنكر المحلل السياسي السعودي فهد ديباجي، الأحداث التي افتعلها حزب الله وحركة أمل في لبنان، بإطلاق النار، احتجاجا على رفض إبعاد القاضي طارق البيطار عن تحقيقات قضية مرفأ بيروت.

ورأى في تغريدة عبر "تويتر"، اليوم: "ما يفعله حزب اللات وحركة أمل هي دعوة علنية لحرب أهلية في بلد يعيش الإفلاس.

طبقة مجرمة في لبنان

وشن المحلل السياسي اللبناني فؤاد مخزومي، هجوما عنيفا على حزب الله، بعد الفوضى التي افتعلها في بيروت، مستخدمة قوة السلاح.

وأشار إلى حزب الله، قائلا: "ميليشيا السلطة.... قضت اليوم على آخر ما تبقى من معاقل الدولة عبر أزلامها وصبيانهم الذين روعوا المدنيين العزّل وهاجموا القوى الأمنية بالسلاح غير الشرعي المتفلت".

وتابع في تغريدة عبر "تويتر"، اليوم، مستنكرا تلك الأحداث: "هنيئا لهذه الطبقة المجرمة بما زرعته طيلة سنوات ويحصده اللبنانيون دون أي ذنب"، واختتم تغريدته: "الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.

لبنان ينهار على كل المستويات

ورأى أمجد طه، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط، أن لبنان ينهار على كل المستويات، بالتزامن مع افتعال حزب الله للأزمات بعد التظاهرات المسلحة.

وعلق في تغريدة عبر "تويتر"، اليوم، على إطلاق عناصر مسلحة تابعة لحزب الله النار في شوارع بيروت، قائلا: "الحصيلة انهيار على كل المستويات".

وأرجع السبب إلى أن: "لبنان شعب بلا قيادة وقيادة بلا شعب وسلاح بلا مسؤولية ومسؤولية بلا سلاح"، مختتما تغريدته: "رحمتك يا رب على بيروت الغالية الجميلة".

تحدث المحلل السياسي السعودي سامي المرشد، عن الأحداث التي يشهدها بيروت والأشبه بحرب شوارع افتعلها حزب الله بعد تنفيذ تهديداته حال رفض إبعاء القاضي طارق البيطار عن تحقيقات مرفأ بيروت.

واعتبر أن "ما يحصل في بيروت ولبنان عموما اليوم كان متوقعا وهو نتيجة طبيعية للاستقواء بالسلاح من قبل حزب الله مدعوما بحلفائه على الدولة اللبنانية وسيادتها ومؤسساتها الدستورية".

ووصف في تغريدة عبر "تويتر"، اليوم، افتعال هذه الأحداث: "فرض ما يريدون بقوة السلاح بما في ذلك القضاء"، مختتما تغريدته بهاشتاجات: "لبنان تحت الاحتلال، لبنان ليس بخير، لبنان ينهار".