تصاعد المعارك شرق أوكرانيا مع فشل جهود السلام الأمريكية وتقدم روسي نحو بوكروفسك
تصاعد المعارك شرق أوكرانيا مع فشل جهود السلام الأمريكية وتقدم روسي نحو بوكروفسك
تشهد الجبهة الشرقية في أوكرانيا تصعيدًا كبيرًا في العمليات العسكرية الروسية، في الوقت الذي تتعثر فيه الجهود الأمريكية والدولية الرامية إلى تثبيت وقف لإطلاق النار وإحياء مفاوضات السلام.
ووفقًا لتقارير ميدانية من عدة مصادر غربية، فقد دخلت وحدات من القوات الروسية إلى مدينة بوكروفسك، التي تُعد أحد أهم معاقل الدفاع الأوكرانية في إقليم دونيتسك، مما ينذر بتحول استراتيجي خطير في مسار الحرب المستمرة منذ فبراير 2022، حسبما نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
تقدم روسي في مدينة بوكروفسك
في بيان صدر الأحد، أكدت هيئة الأركان الأوكرانية، أن نحو مئتي جندي روسي توغلوا داخل مدينة بوكروفسك، وسط اشتباكات عنيفة تدور على امتداد خطوط التماس التي يبلغ طولها أكثر من ألف كيلومتر. غير أن كييف نفت بشكل قاطع ادعاءات موسكو بشأن تطويق القوات الأوكرانية بالكامل داخل المدينة.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف التصريحات الروسية بأنها أكاذيب كاملة، مؤكدًا أن الحديث عن تطويق خمسة آلاف وخمسمئة جندي أوكراني لا يستند إلى أي دليل.
لكنه أقر في الوقت ذاته بصعوبة الوضع في بوكروفسك، مشيرًا إلى أن القتال يدور على مداخل المدينة وفي شوارعها، وأن مجموعات تخريب روسية تنشط داخلها، بينما تواجه القوات الأوكرانية تحديات لوجستية كبيرة في إيصال الإمدادات.
الهجوم الروسي يتوسع نحو مدن جديدة
الحملة الروسية الممتدة منذ عدة أشهر حققت تقدمًا تدريجيًا في عدد من القطاعات، إذ وصلت القوات الروسية إلى أطراف مدينتي ليمان وكوستانتينيفكا، الواقعتين في منطقة دونيتسك التي يطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضمها رسميًا إلى روسيا كشرط لأي وقف لإطلاق النار.
وفي مدينة بوكروفسك، التي كانت حتى العام الماضي مركزًا لوجستيًا رئيسيًا للجيش الأوكراني، تحاول القوات الروسية السيطرة عليها لاستخدامها قاعدة انطلاق لهجمات أعمق نحو الغرب الأوكراني.
لا وجود لحصار كامل ولكن التهديد قائم
المحلل العسكري كوستانتين ماشوفيتس، من مركز "المقاومة الإعلامية" في كييف، أكد أنه لا توجد مؤشرات حقيقية على أن القوات الأوكرانية محاصرة بالكامل، لكنه حذّر من أن خطر الحصار يظل حقيقيًا مع استمرار الضغط الروسي على خطوط الإمداد.
وتحدثت تقارير ميدانية عن معارك فوضوية داخل المدينة بسبب استخدام الطرفين للطائرات المسيّرة المحملة بالمتفجرات، التي تستهدف العربات والمعدات العسكرية على بعد يصل إلى 20 كيلومترًا خلف خطوط القتال.
كما أعلنت مجموعة المراقبة الأوكرانية "ديب ستيت"، أن القوات الأوكرانية تمكنت من استعادة ثلاث قرى شمال بوكروفسك بعد معارك عنيفة.
نقص في القوات الأوكرانية واستغلال روسي للثغرات
تشير تقارير ميدانية، أن نقص القوى البشرية في الألوية الأوكرانية المنتشرة على الجبهة سهّل على القوات الروسية استغلال الثغرات الدفاعية، حيث أكدت مصادر مراقبة انتشار وحدات روسية جنوب خطوط السكك الحديدية التي تقسم بوكروفسك إلى شطرين.
المحلل ماشوفيتس أوضح، أن مجموعات صغيرة من الجنود الروس، تتراوح بين ثلاثة إلى عشرة عناصر، تتحرك داخل الأحياء الجنوبية للمدينة وتنفذ عمليات تخريبية تهدف إلى إحداث فوضى في خطوط الدفاع بدلاً من تنفيذ هجوم شامل وفق النمط التقليدي.
في المقابل، كتب الجندي الأوكراني ستانيسلاف بونياتوف عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن قواته تتعرض لقصف مدفعي كثيف وهجمات متواصلة من الطائرات المسيرة، مما يصعّب عمليات الإخلاء الطبي ونقل الإمدادات.
توسع روسي شمالًا وغربًا
إلى الشمال، دخلت القوات الروسية إلى وسط مدينة كوبينسك، وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية في مقاطعة خاركيف كانت قد احتلتها روسيا في بداية الغزو عام 2022 قبل أن تستعيدها أوكرانيا لاحقًا في هجوم مضاد ناجح.
كما واصلت القوات الروسية تقدمها غربًا في مقاطعة دنيبروبتروفسك الزراعية، وهي مناطق لم تكن تحت السيطرة الروسية من قبل، ما يشير إلى محاولة موسكو توسيع رقعة نفوذها في اتجاهات جديدة.
وذكرت هيئة الأركان الأوكرانية، أن الأسبوع الماضي شهد زيادة حادة في الهجمات الروسية باستخدام المدرعات الثقيلة، بعد أن كانت موسكو تعتمد في الأسابيع الماضية على هجمات صغيرة تقوم بها وحدات محدودة العدد للالتفاف على مواقع الجيش الأوكراني.

العرب مباشر
الكلمات