محلل تونسي: تحركات النهضة الخارجية تعكس فشلها في استعادة ثقة الداخل
محلل تونسي: تحركات النهضة الخارجية تعكس فشلها في استعادة ثقة الداخل

في ظل التراجع الحاد لشعبيتها وفقدانها للنفوذ داخل المشهد السياسي التونسي، تسعى حركة النهضة الإخوانية إلى البحث عن طوق نجاة خارجي يعيد لها موطئ قدم في الساحة السياسية، بعد الضربات المتتالية التي تلقتها منذ إجراءات 25 يوليو 2021 التي أقرها الرئيس قيس سعيّد.
ووفقًا لمصادر سياسية تونسية مطلعة، كثّفت قيادات الحركة اتصالاتها في الأسابيع الأخيرة مع أطراف خارجية، بينها قوى إقليمية ودولية محسوبة على تيارات داعمة للإسلام السياسي، بهدف حشد دعم سياسي وإعلامي يتيح للحركة إعادة تدوير حضورها على الساحة التونسية، تحت عناوين جديدة قد تتجاوز اسم "النهضة" نفسه.
وتؤكد هذه التحركات ما كشفته تقارير استخباراتية سابقة حول سعي الحركة لإعادة التموضع عبر مراكز أبحاث ومنظمات دولية، وإطلاق حملات حقوقية تهدف إلى تصوير قياداتها كمستهدفين سياسياً، في محاولة لكسب تعاطف خارجي وخلق ضغوط دولية على السلطات التونسية.
ويرى مراقبون، أن النهضة باتت في عزلة غير مسبوقة، خصوصًا بعد سجن عدد من قياداتها، وتفكيك شبكات تمويلها، وتورطها في ملفات تتعلق بالإرهاب والفساد.
كما أن الرأي العام التونسي أصبح أكثر وعيًا بخطورة عودة هذه الجماعة إلى الحكم، بعد تجربة وُصفت بـ"الكارثية" خلال فترة ما بعد الثورة.
وفي المقابل، تؤكد الحكومة التونسية أنها ماضية في تطهير الحياة السياسية من النفوذ الإخواني، وأن أي محاولات خارجية لإعادة إحياء المشروع الإخواني في تونس ستُقابل بالرفض الشعبي والمؤسسي.
اعتبر المحلل السياسي التونسي بلحسن اليحياوي، أن لجوء حركة النهضة الإخوانية إلى التحالفات الخارجية ومحاولات تدويل أزمتها، يكشف بشكل واضح عن حالة العزلة السياسية التي تعيشها داخل تونس، وعجزها عن استعادة ثقة الشارع أو تشكيل قاعدة دعم شعبية حقيقية.
وفي تصريح للعرب مباشر، قال اليحياوي: إن "النهضة اليوم تواجه مأزقًا مزدوجًا: داخلي يتمثل في انهيار شعبيتها وتفكك بنيتها التنظيمية، وخارجي يتجلى في تراجع الأطراف الداعمة لها دوليًا بسبب تبدل المزاج الإقليمي والدولي تجاه تيارات الإسلام السياسي".
وأشار أن التحركات الأخيرة التي قامت بها قيادات بارزة من الحركة في الخارج، سواء عبر التواصل مع منظمات حقوقية أو مراكز نفوذ دولية، تهدف إلى إعادة تدوير صورة الحركة كضحية سياسية، في محاولة لكسب تأييد خارجي يضغط على السلطات التونسية ويعيد النهضة إلى المشهد.
وأكد اليحياوي، أن الشعب التونسي بات أكثر وعيًا بحقيقة الدور الذي لعبته النهضة خلال السنوات الماضية، خاصة فيما يتعلق بملفات الفساد، والتمويل الأجنبي، والتساهل مع الجماعات المتشددة؛ مما يجعل أي محاولة للعودة إلى المشهد تواجه برفض واسع.
وختم المحلل التونسي بالقول: "النهضة انتهت سياسيًا داخل تونس، وأي دعم خارجي لن يُعيدها، بل قد يزيد من تأزيم موقفها أمام الرأي العام التونسي".