الأوبئة والقتال.. الخطر يهدد غزة مرة أخرى بعد انتهاء الهدنة الثانية

تهدد الأوبئة والقتال غزة مرة أخرى بعد انتهاء الهدنة الثانية

الأوبئة والقتال.. الخطر يهدد غزة مرة أخرى بعد انتهاء الهدنة الثانية
صورة أرشيفية

تقول منظمة الصحة العالمية: إن الأمراض غير المعالجة يمكن أن تقتل في نهاية المطاف عددًا أكبر من الناس في غزة مقارنة بالقصف إذا لم يتم استعادة النظام الصحي، حيث ينتشر الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي على نطاق واسع بين الأطفال في مرافق الأمم المتحدة المكتظة حيث يأوي ما يقرب من 1.1 مليون شخص.

الأمراض تهدد غزة

وأكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان لا يتلقون أي علاج، حيث يأتي التحذير قبل ساعات قليلة من انتهاء الهدنة الثانية بين إسرائيل وحماس، وسط توقعات باستمرار القتال غدا الخميس في القطاع المنكوب.

وتابعت أن الاتفاق الذي توسطت فيه قطر ومصر والولايات المتحدة أدى إلى إطلاق سراح 20 امرأة وطفلاً إسرائيلياً إضافيين كانوا محتجزين في غزة مقابل 60 امرأة ومراهقاً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية.

وأضافت أنه في يوم الاثنين، تم إطلاق سراح 11 رهينة و33 سجينًا في اليوم الرابع والأخير من الاتفاق الأولي، ليصل إجمالي عدد الرهائن إلى 50 رهينة و150 سجينًا، كما قامت حماس بتسليم 19 مواطنًا أجنبيًا، أحدهم يحمل الجنسية الإسرائيلية، بموجب اتفاقيات منفصلة.

وشنت إسرائيل حملة عسكرية في غزة وفرضت حصارًا ردًا على هجوم غير مسبوق عبر الحدود شنه مسلحون من حماس في 7 أكتوبر، قُتل فيه ما لا يقل عن 1200 شخص واحتجز حوالَيْ 240 آخرين كرهائن.

وتقول الحكومة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 14800 شخص قُتلوا في القطاع منذ بدء الحرب.

 نقص العلاج

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1.8 مليون شخص في غزة فروا من منازلهم خلال الأسابيع السبعة الماضية. ويعيش نحو 60% منهم في 156 منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت هاريس في مؤتمر صحافي في جنيف: إن تقييم تلك الملاجئ وجد تفشي الأمراض المعدية، حيث تجاوزت حالات الإسهال بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات فما فوق المستويات الطبيعية بأكثر من 100 مرة بحلول أوائل نوفمبر.

وأضافت أنه لا يوجد علاج متاح لهم، وبدونه يمكن أن يتدهور الأطفال الرضع على وجه الخصوص ويموتون بسرعة كبيرة.
ووفقاً للأمم المتحدة، هناك خمسة مستشفيات فقط تعمل جزئيا في شمال غزة، وهي المنطقة التي كانت محور الهجوم البري الإسرائيلي.

وأكدت الإذاعة البريطانية أن ثمانية من أصل 11 مستشفى تعمل في الجنوب، حيث أمر الجيش الإسرائيلي المدنيين بالفرار، وواحد فقط من هذه المستشفيات لديه القدرة على علاج حالات الصدمات الحرجة أو إجراء عمليات جراحية معقدة.

وحذرت الدكتور هاريس قائلة: "في نهاية المطاف، سنرى عدداً أكبر من الناس يموتون بسبب الأمراض أكثر مما نراه حتى من القصف إذا لم نتمكن من إعادة بناء هذا النظام الصحي".

وفي حديثه للصحفيين عبر رابط فيديو من غزة، أفاد المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر بأنه رأى المستشفيات مليئة بالأطفال المصابين بجروح مروعة أثناء الحرب.

وتابعت الإذاعة البريطانية، أن الأطفال النازحين وأسرهم يعانون أيضًا بسبب عدم توفر المأوى المناسب والملابس التي تحميهم من الطقس الممطر والبارد حاليًا في غزة، وخلال الأيام الأربعة الأولى من الهدنة، دخلت 800 شاحنة مساعدات إلى غزة، ووصل بعضها إلى الشمال، وفقا لمسؤولين أميركيين. وهذه زيادة مقارنة بالأيام القليلة السابقة، لكنها لا تزال مجرد جزء صغير من العدد المعتاد.

وتقول وكالات الأمم المتحدة إنه في مثل هذه الظروف، يجب أن يكون استئناف القتال أمراً غير وارد، وتدعو مرة أخرى إلى وقف دائم لإطلاق النار.