رسالة مصر لإسرائيل.. يجب فتح معبر رفح وإرسال المساعدات الغذائية لغزة

رسالة مصر لإسرائيل.. يجب فتح معبر رفح وإرسال المساعدات الغذائية لغزة

رسالة مصر لإسرائيل.. يجب فتح معبر رفح وإرسال المساعدات الغذائية لغزة
نتنياهو

في خطوة غير معتادة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل عامين، قام رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد بزيارة رسمية إلى إسرائيل، في مهمة وصفت بأنها حساسة ومحددة الأهداف، تركزت حول مستقبل التهدئة في القطاع، وملف تبادل الأسرى، والمباحثات المتوقفة بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن الزيارة، التي جاءت بتنسيق مباشر مع واشنطن، تعكس -بحسب مراقبين- حجم القلق الإقليمي من تعثر تنفيذ بنود الاتفاق، واستمرار الخلاف بين إسرائيل من جهة، وكل من مصر وقطر والولايات المتحدة من جهة أخرى، بشأن آليات الانتقال إلى المرحلة التالية من التفاهمات.

لقاء نتنياهو ومطالب القاهرة

التقى اللواء حسن رشاد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر رئاسة الحكومة بالقدس المحتلة، حيث ناقش الطرفان – بحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو – مستقبل العلاقات الثنائية بين القاهرة وتل أبيب، وسبل تعزيز مسار السلام، إضافة إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بترتيبات ما بعد الحرب في غزة، وعدد من القضايا الإقليمية الأخرى.

وأشارت مصادر إعلامية إسرائيلية، أن الزيارة حملت رسالة واضحة من القاهرة تطالب إسرائيل بالالتزام بفتح معبر رفح وفق ما تم الاتفاق عليه مسبقًا، بعد أن تم تعليق تنفيذ هذا البند لأسباب أمنية وسياسية.

 كما بحث المسؤول المصري ملف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع والتغلب على العراقيل التي تواجه تنفيذ اتفاق الهدنة الموقعة بين إسرائيل وحركة حماس.

دور مصري متصاعد في المفاوضات

منذ توليه منصبه في أكتوبر 2024، خلال ذروة الحرب على غزة، لعب حسن رشاد دورًا بارزًا في المفاوضات التي جرت في القاهرة والدوحة، وتمكن من تثبيت مكانة مصر كوسيط رئيسي بين الأطراف المتنازعة.

 وتعد زيارته الحالية أول زيارة لمسؤول مصري رفيع إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب، ما يعكس رغبة القاهرة في الحفاظ على قنوات اتصال مباشرة رغم تصاعد التوتر.

عقد رشاد اجتماعات مكثفة مع مسؤولين إسرائيليين بارزين لمناقشة تثبيت وقف إطلاق النار، وبحث آليات تنفيذ المبادرة الأمريكية الجديدة الخاصة بإعادة إعمار غزة وضمان استقرار الهدنة.

كما أجرى مباحثات مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الموجود حاليًا في إسرائيل، لبحث سبل تحريك المرحلة الثانية من الاتفاق.

وساطة عربية ودعم أمريكي


وأشارت الصحيفة العبرية، أن اللقاءات التي تعقدها الوفود الوسيطة في إسرائيل تمثل محاولة جديدة لدفع مسار الاتفاق إلى الأمام.

 وأوضح محللون للصحيفة، أن استمرار التحركات المصرية والقطرية يعكس رغبة واضحة في كسر الجمود السياسي، بينما يتوقع أن تواصل واشنطن ضغوطها على الطرفين لضمان تنفيذ الاتفاق بالكامل.

ونقلت عن مصدر مصري، أن الزيارة جاءت بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأمريكية، في إطار حملة ضغط دبلوماسية على الحكومة الإسرائيلية بسبب ما وُصف بتباطؤ تنفيذ بنود الاتفاق الذي تضمنته مبادرة تشارك في ضمانها كل من الولايات المتحدة وقطر وتركيا ومصر.

وأوضح المصدر، أن إسرائيل كانت من المفترض أن ترسل وفدها التفاوضي إلى القاهرة لبدء مناقشة تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق، بالتزامن مع وجود وفد حركة حماس برئاسة خليل الحية الذي أكد التزامه بموعد الاجتماعات المقررة في العاصمة المصرية.

كما أشار المصدر إلى أن اللواء رشاد ناقش خلال زيارته ضرورة وفاء الجانب الإسرائيلي بالتزامه بفتح معبر رفح وإعادة تشغيله بشكل دائم لتأمين دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية إلى القطاع، وهو بند تم تأجيله في الفترة الماضية.