الأزمات تتفاقم في السودان .. هل ستدخل الخرطوم طريق اللاعودة؟

تفاقمت الأزمات في السودان

الأزمات تتفاقم في السودان .. هل ستدخل الخرطوم طريق اللاعودة؟
صورة أرشيفية

أزمات عديدة وصعبة تلقي بظلالها بالتزامن مع دخول الحرب في السودان شهرها الرابع، حيث يخشى مزارعون في ولايات سودانية عدة من أن يعرّض النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع إنتاج المحاصيل الأساسية هذا العام للخطر، ممّا سينتج عنه تفاقم أزمة الجوع والفقر في البلاد أكبر من توقعات الأمم المتحدة.

مجاعة في السودان 

وأفاد أكثر من (10) أشخاص، بينهم مزارعون وخبراء وعمال إغاثة، بحدوث تأخيرات في زراعة محاصيل مثل الذرة الرفيعة والدُخن، وذلك لأسباب مثل نقص الإقراض المصرفي وارتفاع أسعار مدخلات رئيسية كالأسمدة والبذور والوقود

وكشف تقرير لشبكة "رؤية" أنه تأثرت واردات الأغذية والسلع الأولية سلباً بسبب الحرب والانهيار المالي، وقد حدّ القتال وعمليات النهب والقيود البيروقراطية من وصول المساعدات الخارجية، واتهمت وكالات إغاثة الجانبين المتحاربين بعرقلة إيصال المساعدات بما في ذلك المواد الغذائية، ويأتي تدهور أوضاع المزارعين بأنّ أزمة جوع تلوح في الأفق، قد تكون أشد وطأة ممّا تتوقعه الأمم المتحدة وعمال الإغاثة. 


 
أزمات اقتصادية

تشير تقديرات الأمم المتحدة  إلى أنّ عدد الجياع في السودان سيرتفع إلى (19.1) مليون بحلول (أغسطس)، من (16.2) مليون قبل الصراع الذي بدأ في 15 نيسان (إبريل). والنقص في المواد الغذائية الأساسية الذي يفاقمه نهب المستودعات في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى من شأنه زيادة حدة أزمة الجوع الآخذة في التفاقم منذ أعوام ، ومن شأن ذلك أيضاً الحدّ من وسائل الكسب، وتجريد السودان من النقد الأجنبي اللازم لاستيراد سلع أساسية، وتشير أرقام البنك المركزي إلى أنّ محاصيل ذات قيمة تجارية مرتفعة مثل السمسم والفول السوداني أسهمت بواقع (1.6) مليار دولار في عائدات التصدير عام 2022. 

كما تفيد منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بأنّ ما يقرب من 65% من سكان السودان، البالغ عددهم نحو (45) مليون نسمة، يتصل عملهم بالقطاع الزراعي.

أوضاع اقتصادية صعبة

يقول المحلل السوداني محمد الطيب، إن الأوضاع الاقتصادية في السودان صعبة للغاية، وخاصة في ظل تعرض البنوك للنهب، واضطرت للحدّ من أنشطتها مع اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات"الدعم السريع، في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى في إقليمي دارفور وكردفان، وخاصة أن سلاسل التوريد المتمركزة في العاصمة تعطلت إلى حد كبير وتعرض بعض مستودعات مدخلات الأسمدة والبذور والمبيدات للنهب، وهو ما أثر كما ذكرت التقارير الأممية على أوضاع مؤسفة في قطاع الأغذية بالسودان. 

وأضاف المحلل السوداني في تصريح لـ"العرب مباشر"، ضمن الأزمة الكبرى في الاقتصاد، هو أن كل المصانع شبه متوقفة إن لم تكن توقفت تماماً، علاوة على تدمير جزء كبير منها، من المرجح أن تتفاقم المشكلات بشكل أكبر.