صراع داخل القصر البريطاني.. وليام يهدد بنزع الألقاب عن الأميرتين بياتريس و يوجيني
صراع داخل القصر البريطاني.. وليام يهدد بنزع الألقاب عن الأميرتين بياتريس و يوجيني
تفاقمت حدة التوتر داخل العائلة المالكة البريطانية بعد أن كشفت تقارير عن تهديد ولي العهد الأمير وليام بسحب الألقاب الملكية من الأميرتين "بياتريس ويوجيني" في حال لم تمارسا ضغوطًا على والدهما الأمير أندرو لمغادرة قصر رويال لودج، المقر الذي يقيم فيه منذ سنوات مع زوجته السابقة سارة فيرغسون، حسبما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
خلفية الأزمة وموقف القصر الملكي
جاءت هذه التطورات بعد أنباء عن اجتماع سري بين الأمير وليام والأميرتين بهدف مناقشة مستقبل والدهما، الذي ما زال يثير الجدل بسبب علاقاته السابقة برجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين.
الإعلامية البريطانية إيميلي مايتليس، التي أجرت مقابلة أندرو الشهيرة في برنامج "نيوزنايت" عام 2019، أوضحت في حديثها عبر بودكاست "ذا نيوز إيجنتس"، أن وليام ربما وضع الأميرتين أمام خيار صعب، يتمثل في إقناع والدهما بإخلاء القصر أو مواجهة فقدان الألقاب الملكية التي تتمتعان بها.
مايتليس أضافت، أن القصر كان قد أعد الترتيبات لظهور الملك تشارلز الثالث في مقر رويال لودج بعد عودته من الفاتيكان، في خطوة بدت وكأنها موجهة لتوجيه إنذار مباشر لشقيقه. إلا أن المشهد أُلغي في اللحظة الأخيرة بعد توافد الصحفيين والمروحيات إلى المنطقة، ما دفع القصر إلى التراجع خشية تفاقم الضجة الإعلامية.
مطالب أندرو وسارة بعد تصاعد الضغوط
مع ازدياد الضغوط، تشير التقارير إلى أن الأمير أندرو ودوقة يورك السابقة سارة فيرغسون قد وافقا مبدئيًا على مغادرة القصر، لكنهما طالبا بالحصول على منزلين منفصلين داخل مجمع وندسور.
وبحسب التسريبات، يرغب أندرو في الانتقال إلى "فروغمور كوتيدج"، وهو المقر الذي كان مخصصًا سابقًا للأمير هاري وميغان ماركل، في حين تتطلع سارة إلى الإقامة في "أديلايد كوتيدج" القريب من مسكن الأمير وليام وكيت ميدلتون.
هذه المطالب اعتُبرت مثار جدل واسع في الأوساط الملكية البريطانية، خصوصًا مع التكلفة العالية التي يتحملها دافعو الضرائب، إلى جانب الاتهامات القديمة الموجهة للأمير أندرو بشأن استغلال امتيازاته المالية.
علاقة مبنية على المصلحة المشتركة
الخبير الملكي ريتشارد فيتزويليامز وصف علاقة أندرو وسارة بأنها قائمة على المصلحة المتبادلة أكثر من أي رابط شخصي حقيقي، معتبرًا أن استمرار سكنهما في القصر ذاته منذ طلاقهما عام 1996 كان اتفاقًا مريحًا يضمن لهما نمط حياة راقيًا ومزايا مالية.
وأكد، أن بقاء هذا الترتيب لأكثر من 15 عامًا كان نتيجة "اتفاق مصلحي"، لكنه اليوم يواجه نهايته بعد انكشاف تفاصيله للرأي العام.
تصاعد الانتقادات بعد الكشف عن تفاصيل الإيجار
المعطيات الجديدة أوضحت، أن الأمير أندرو لم يدفع فعليًا أي إيجار حقيقي لقصر رويال لودج منذ عقدين، إذ كان يخضع لعقد رمزي يسمح له بالإقامة مقابل "حبة فلفل واحدة سنويًا" في حال طُلب منه ذلك.
كما كشفت الصحف البريطانية، أنه أنفق نحو 7.5 ملايين جنيه إسترليني على تجديد القصر، ويسعى حاليًا للحصول على تعويض مالي مقابل مغادرته المقر الفخم.
هذه المعلومات أثارت غضبًا شعبيًا واسعًا، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بريطانيا، إذ يرى كثيرون أن استمرار الأمير في التمتع بمزايا الإقامة الفاخرة دون مقابل يمثل إهانة لمبدأ العدالة الاجتماعية.
تحركات برلمانية محتملة وقلق داخل القصر
تزامن الجدل حول إقامة الأمير مع أحاديث عن نية بعض النواب في البرلمان البريطاني طرح قضية أندرو للنقاش، بما في ذلك وضعه المالي وصلاته السابقة بإبستين.
ورغم رفض الحكومة تخصيص جلسة رسمية للموضوع، فإن أحزاب المعارضة، وعلى رأسها الحزب الليبرالي الديمقراطي، ألمحت إلى إمكانية استغلال أحد أيامها البرلمانية لفتح النقاش علنًا.
نهاية محتملة لشراكة استمرت عقدين
مصادر مقربة من العائلة المالكة أكدت، أن الانتقال إلى منزلين منفصلين داخل وندسور سيكون بمثابة نهاية رمزية لشراكة امتدت قرابة عشرين عامًا بين أندرو وسارة، اللذين وصفا نفسيهما سابقًا بأنهما "أسعد زوجين مطلقين في العالم".
كما أشار بعض المقربين إلى أن هذه الخطوة تمثل بداية جديدة لكل منهما بعد عام مليء بالضغوط والخلافات.
ورغم الانفصال السكني المحتمل، فإن قرب المنازل الجديدة من بعضها قد يتيح لهما الاستمرار في التواصل العائلي بسهولة، خاصة مع ابنتيهما بياتريس ويوجيني.
أندرو يرفض مغادرة بريطانيا رغم العروض الخارجية
في تطور آخر، أفادت تقارير بأن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد عرض على الأمير أندرو إقامة فاخرة في الإمارات كملاذ آمن بعيدًا عن الأضواء، إلا أن الأمير رفض العرض مفضلًا البقاء في المملكة المتحدة بالقرب من أسرته.
وبينما تتواصل المفاوضات حول مصيره ومقر إقامته، تبدو أزمة رويال لودج اختبارًا حقيقيًا للملك تشارلز الثالث في كيفية إدارة القضايا الحساسة داخل العائلة المالكة مع الحفاظ على هيبة المؤسسة أمام الرأي العام البريطاني.

العرب مباشر
الكلمات