تجنبًا لمخططات التخريب والفوضى.. العرب يجددون رفضهم إعادة توطين الفلسطينيين في سيناء

جدد العرب رفضهم إعادة توطين الفلسطينيين في سيناء

تجنبًا لمخططات التخريب والفوضى.. العرب يجددون رفضهم إعادة توطين الفلسطينيين في سيناء
صورة أرشيفية

مع هجر مئات الآلاف من الفلسطينيين منازلهم في شمال غزة وفرارهم إلى جنوب القطاع الساحلي، يتصاعد القلق في مصر والعالم من أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة والتي تستخدمها إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من غزة وإعادة توطينهم في سيناء.

وقال أنتوني بيلنكن وزير الخارجية الأميركي: إنه خلال رحلته التي شملت 6 دول عربية، أجمع القادة العرب على أنهم يرفضون تهجير الفلسطينيين، لذا فإن هذا المقترح لن يتم طرحه أو محاولة تنفيذه مرة أخرى، مضيفًا أنه جار العمل على إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، حتى يتسنى إجلاء الرعايا الأجانب من غزة.

مصر ترفض المقترحات الإسرائيلية

وأوضحت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن مصر، الدولة الوحيدة غير إسرائيل التي تشترك في الحدود مع غزة المحاصرة، تحثها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على السماح للفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية بالخروج عبر معبر رفح مع القطاع.

وتابعت: ولكن خوف القاهرة الرئيسي يتلخص في أنه كلما طال أمد الهجوم الإسرائيلي على غزة، الأمر الذي يؤدي إلى تعميق معاناة الفلسطينيين، كلما واجهت مصر ضغوطاً لحملها على قبول تدفق اللاجئين إلى سيناء، شبه الجزيرة القاحلة ذات الكثافة السكانية المنخفضة والتي تتمتع بتاريخ من عدم الاستقرار.

وأضافت: أن رسالة مصر إلى الدبلوماسيين الغربيين واضحة: أنها ستسلم المساعدات إلى غزة ولكنها ستقاوم أي ضغط يدفعها لقبول أعداد كبيرة من الفلسطينيين. حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، يوم الاثنين، من أن "التهجير القسري" ليس حلاً للأزمة الفلسطينية.

تصاعد الضغوط

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الضغط من المرجح أن يتصاعد كلما طال أمد الهجوم الإسرائيلي، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن تقوم الدولة اليهودية بتوغل بري في غزة، وهي منطقة فقيرة ومكتظة بالسكان تضم 2.3 مليون نسمة، أي ما يقرب من أربعة أضعاف سكان سيناء.

وتابعت: إن القوات الإسرائيلية فرضت حصارا على غزة بعد هجوم شنته حركة حماس وأدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص، وفقا لمسؤولين إسرائيليين. وأدى القصف إلى مقتل أكثر من 2750 شخصًا في غزة، وهو ما يتجاوز عدد الضحايا المسجلين خلال الحرب التي استمرت 50 يومًا بين إسرائيل وغزة عام 2014، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.

وأشارت إلى أن إسرائيل قطعت أيضًا إمدادات الكهرباء والمياه والوقود والسلع عن القطاع الذي تسيطر عليه حماس، وأمرت ما يقرب من نصف سكان غزة بالتحرك جنوبًا من الشمال المكتظ بالسكان. وتتحدث وكالات الأمم المتحدة بالفعل عن أزمة إنسانية كارثية.

وأدى تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بداية الأزمة من أن سكان غزة يجب أن "يغادروا" إلى تعميق الشكوك حول رغبته في إجلائهم إلى مصر، على الرغم من نفي الحكومة، وقد دعت بعض الدول الأوروبية علناً إلى فتح معبر رفح الحدودي للسماح للمدنيين الفلسطينيين بالفرار، حيث دعا وزير إيطالي مصر إلى "إظهار قيادتها للعالم العربي".

مخططات التخريب

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه بالنسبة للقاهرة، فإن نزوح الفلسطينيين إلى شمال سيناء هو سيناريو كابوس من شأنه أن يطلق العنان للضغوط التخريبية التي تريد تجنبها، حيث تفتقر المنطقة، التي كانت في السابق قاعدة لمسلحي داعش، إلى البنية التحتية اللازمة للتعامل مع الأعداد الهائلة، كما أن مصر تخشى أن تستغل جماعة الإخوان المسلمين هذه الأزمة لزعزعة استقرار البلاد.

وأشار مايكل وحيد حنا، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن هناك أسئلة بلا إجابة حول ما هو العدد المناسب من الفلسطينيين لمصر خلال الأزمة.

وتابع: "كم وكم وإلى متى؟ وحتى لو كان الأمر يتعلق بالحماية الإنسانية المؤقتة، بعد الهجوم الإسرائيلي ربما لن يكون هناك شيء يعود إليه الفلسطينيون. أو ربما لن تسمح لهم إسرائيل بالعودة".

وأشار حنا إلى أن عمليات التهجير الفلسطينية السابقة أصبحت دائمة، لقد أمضى اللاجئون الفلسطينيون في لبنان والأردن عقودًا في هذين البلدين دون أي أمل في العودة إلى قراهم وبلداتهم.

كابوس النكبة

وأشارت الصحيفة إلى أن ذكريات النكبة تطارد الفلسطينيين والعرب على نطاق أوسع، والتي تعني "الكارثة" باللغة العربية وتشير إلى التهجير الجماعي وطرد الفلسطينيين من ممتلكاتهم خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948؛ حيث تم تهجير أكثر من نصف السكان الفلسطينيين.

وتابعت: ويوجد خمسة ملايين لاجئ فلسطيني منتشرين في أنحاء الشرق الأوسط، بحسب الأمم المتحدة، وكان حق العودة نقطة شائكة رئيسية في المفاوضات السابقة مع إسرائيل بشأن تسوية القضية الفلسطينية.

وقال حنا: إن هناك عوامل أمنية من المرجح أن تكون في أذهان المصريين، مضيفًا: "لقد حاربت مصر تمرد داعش في شمال سيناء، وكانت الروابط مع المتطرفين في غزة قضية رئيسية في ذلك الوقت، ولن ترغب القاهرة في مراقبة مجتمع منفي يمكن أن يضم مسلحين يريدون محاربة إسرائيل انطلاقا من أراضيها؛ ما يعني تجدد صراع مصر مع إسرائيل مرة أخرى".

بدأت حماس كفصيل فلسطيني مستوحى من جماعة الإخوان المسلمين، التي أعلنتها القاهرة منظمة إرهابية بعد أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة في عام 2013 في ثورة شعبية واسعة النطاق أطاح المصريون بالإخوان من الحكم.