حرب تصريحات.. هل تتطور الأزمة بين واشنطن وطهران لصراع إقليمي شامل؟

تساؤلات حول تطور الأزمة بين واشنطن وطهران لصراع إقليمي شامل

حرب تصريحات.. هل تتطور الأزمة بين واشنطن وطهران لصراع إقليمي شامل؟
صورة أرشيفية

اشتعلت حرب التصريحات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، حيث حذر مسؤولون إيرانيون الولايات المتحدة من احتمال استهداف سفينتي شحن في الشرق الأوسط يشتبه في أنهما سفينتي تجسس لصالح البلاد، وصدر التحذير بعد أن شنت قوات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هجومًا جويًا على المتمردين الحوثيين الموجودين في اليمن.  

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن البيان الصادر عن إيران يشير إلى سفينتي بهشد وسافيز، وكلاهما سفينتي شحن تجاريتين مسجلتين لدى شركة مقرها في طهران، والتي فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليها كواجهة لخطوط الشحن التابعة لإيران التي تديرها الدولة.   
  
حرب تصريحات  

وأفادت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، بأن البيان يكشف مدى انزعاج إيران المتزايد من الضربات الأمريكية التي استهدفت وكلائها في العراق وسوريا واليمن، لتتعهد بالرد الحاسم على أي هجمات أمريكية.  

وجاءت الهجمات التي أمر بها الرئيس بايدن ردًا على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة عشرات آخرين في الأردن، كما تزايدت الهجمات على القوات والمنشآت الأمريكية في الشرق الأوسط منذ اشتداد الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة بعد غزو حماس لإسرائيل في 7 أكتوبر 2023.  

وأضافت، أن على ما يبدو أن الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران لا تخرج عن كونها حرب تصريحات مباشرة، أما على أرض الواقع فهي حرب بالوكالة، حيث تتجنب كل من الولايات المتحدة وإيران أي صراع مباشر قد يعني إشعال حرب إقليمية واسعة في الشرق الأوسط.  

وشنت القوات الأمريكية وقوات التحالف أكثر من عشرين غارة على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن يوم السبت، واستهدفت 13 موقعًا بها منشآت تخزين مدفونة بعمق وأنظمة صواريخ ومنصات إطلاق وأنظمة دفاع جوي ورادارات، وفقًا لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.  

وأوضحت الشبكة الأمريكية، أنه قبل أن تشن الولايات المتحدة هجماتها، تحركت بهشاد جنوبًا إلى خليج عدن، وهي الآن راسية في جيبوتي في شرق إفريقيا، بالقرب من قاعدة عسكرية صينية.  
  
تحركات إيرانية  

وأكدت صحيفة "جيورزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه على مدار شهرين هاجم وكلاء إيران القوات الأمريكية في سوريا والعراق أكثر من 170 مرة. وعلى الرغم من أن واشنطن ردت على الميليشيات، فإن إدارة بايدن عازمة على إخلاء قواعدها القليلة المتبقية في المنطقة.  

وتابعت أنه في العملية الأخيرة، قتل فصيل عراقي مسلح من النخبة، كتائب حزب الله، وهو عضو في الحشد الشعبي الموالي لإيران، ثلاثة جنود أمريكيين وأصاب 47 جنديًا متمركزين في البرج 22 في الأردن، وهي الدولة التي كانت في السابق بمنأى عن مثل هذه الهجمات.  

وأضافت أن موجة الهجمات مثيرة للقلق، خصوصًا وأن هناك ما يقرب من 900 جندي أمريكي (ومئات من المقاولين) يتمركزون في محافظتي الحسكة والرقة شمال شرق سوريا، وكذلك في قاعدة التنف العسكرية الأمريكية، في منطقة نائية ولكنها ذات أهمية استراتيجية في سوريا، بالقرب من حدود سوريا والأردن والعراق ويقومون بعمليات مكافحة الإرهاب ضد داعش بهدف منع عودة التنظيم إلى المناطق التي تم تحريرها من سيطرته.  

وأوضحت الصحيفة، أنه ليس من مصلحة إيران إثارة الغضب الأمريكي في الوقت الحالي، ما يعني أن وكلاء إيران في المنطقة يعملوان من تلقاء نفسهم، في ظل منافستهم القوية على السلطة.  

حذر رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز براون من توسيع نطاق الصراع، وبدا رئيسه، وزير الدفاع الجنرال لويد أوستن، بنبرة حذرة بنفس القدر، وهو ما أثار الارتياح لدى القيادة في طهران التي تخشى بقوة من أي صراع مباشر.