محلل في الشؤون الآسيوية: التصعيد بين الهند وباكستان الأخطر منذ سنوات وقد يخرج عن السيطرة

محلل في الشؤون الآسيوية: التصعيد بين الهند وباكستان الأخطر منذ سنوات وقد يخرج عن السيطرة

محلل في الشؤون الآسيوية: التصعيد بين الهند وباكستان الأخطر منذ سنوات وقد يخرج عن السيطرة
الحرب الهندية الباكستانية

شهدت العلاقات بين الهند وباكستان تصاعدًا ملحوظًا في التوتر خلال الساعات الماضية، وسط تطورات ميدانية جديدة أثارت قلقًا إقليميًا ودوليًا، وأعلنت مصادر عسكرية في البلدين عن تبادل لإطلاق النار عبر خط المراقبة الفاصل في كشمير، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، بينهم مدنيون.

وأكدت وزارة الدفاع الهندية أنها "ردت على استفزازات من الجانب الباكستاني"، بينما نفت إسلام آباد هذه الاتهامات، متهمةً القوات الهندية بـ"تصعيد غير مبرر يهدد الاستقرار الإقليمي".

وأشارت تقارير محلية إلى تحركات عسكرية غير معتادة في مناطق حدودية، ما يعزز المخاوف من احتمالات التصعيد الواسع.

سياسيًا، دعا رئيس الوزراء الهندي إلى اجتماع أمني عاجل لبحث التطورات، في حين عقدت الحكومة الباكستانية جلسة طارئة لمجلس الأمن القومي. 

وعلى الصعيد الدولي، دعت الأمم المتحدة إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، فيما أعربت واشنطن وبروكسل عن قلقهما من تدهور الأوضاع بين البلدين النوويين.

يُذكر أن كشمير تمثل بؤرة النزاع الرئيسية بين الجارتين منذ عقود، وقد شهدت المنطقة أكثر من مواجهة عسكرية في فترات سابقة، ما يجعل أي توتر جديد بمثابة إنذار خطر على أمن المنطقة بأسرها.

وقال الدكتور كمال عبدالرؤوف، المحلل المتخصص في الشؤون الآسيوية، إن التصعيد الأخير بين الهند وباكستان يشير إلى "مرحلة حساسة وغير مسبوقة من التوتر"، محذرًا من أن أي تحرك غير محسوب قد يؤدي إلى مواجهة واسعة النطاق في منطقة كشمير.

وفي تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أوضح عبدالرؤوف أن "ما يميز هذه الجولة من التصعيد هو تزامنها مع ضغوط سياسية داخلية في كلا البلدين، وتصاعد الخطاب القومي، مما يحدّ من فرص التهدئة السريعة". وأضاف أن "التحركات العسكرية المكثفة على جانبي الحدود تشير إلى استعدادات تتجاوز مجرد ردود فعل محدودة".

وأكد عبدالرؤوف أن المجتمع الدولي مطالب بالتدخل السريع للحيلولة دون تفاقم الوضع، خاصة في ظل امتلاك البلدين لقدرات نووية. وتابع قائلًا: "الأزمة الحالية لا يمكن فصلها عن التوترات التاريخية في كشمير، لكنها هذه المرة تحمل طابعاً أكثر خطورة بسبب البيئة الإقليمية المشحونة والتنافس الجيوسياسي المتنامي في جنوب آسيا".

ودعا إلى تفعيل آليات الحوار الثنائي، مشدداً على أن "استمرار التصعيد سيجعل من كشمير شرارة قد تُؤدي إلى زعزعة استقرار أوسع يمتد إلى ما بعد حدود الهند وباكستان".