العابد: خطة أمريكا للمساعدات تعزز التهجير وتعمق أزمة غزة
العابد: خطة أمريكا للمساعدات تعزز التهجير وتعمق أزمة غزة

قال المحلل السياسي نعمان توفيق العابد - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"-: إن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة تتجاوز الأهداف العسكرية، لتتحول إلى حرب إبادة جماعية وتجويع ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، في ظل تعمد الاحتلال منع دخول الطعام والشراب والدواء، وكل مقومات الحياة الأساسية.
وأكد العابد، أن سياسة التجويع التي تمارسها حكومة بنيامين نتنياهو هي أحد أدوات الضغط التي تهدف إلى تركيع الشعب الفلسطيني ودفعه نحو الاستسلام أو التهجير القسري، مشددًا على أن هذه السياسات تمثل جريمة حرب وجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان.
انتقادات أوروبية ورفض دولي متزايد
وأشار العابد، أن العالم بدأ ينتفض ضد هذه الجرائم، وخصوصًا داخل الاتحاد الأوروبي، حيث ظهرت أصوات متزايدة تطالب الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل بوقف هذه السياسات، موضحًا أن هذه الدعوات تأتي في ظل تزايد القناعة بأن ما يجري في غزة تجاوز كافة الخطوط الحمراء القانونية والإنسانية.
مساعدات أمريكية مشروطة وتوزيع خاضع للاحتلال
وفيما يخص إدخال المساعدات الإنسانية، أوضح العابد أن الولايات المتحدة بدأت بممارسة ضغوط على حكومة نتنياهو لإدخال جزء من المساعدات، لكن ذلك يتم خارج الإطار الدولي، ومن دون إشراف المنظمات الإنسانية المعترف بها، وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي والأونروا.
وأضاف: "ما يحدث فعليًا هو أن جيش الاحتلال يحدد مناطق معينة في جنوب غزة لإدخال جزء بسيط جدًا من المساعدات، فيضطر المواطنون الفلسطينيون لقطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام للوصول إليها، هذا إن لم يكن قد تم الاستيلاء على المساعدات أو نفادها قبل وصولهم".
الخطة الأمريكية تُكرّس التهجير وتُفاقم الأزمة
وحذر العابد من أن الخطة الأمريكية المعلنة مؤخرًا بشأن إدخال المساعدات لا تلبّي الحد الأدنى من احتياجات السكان، بل تُستخدم كغطاء سياسي لتنفيذ المخطط الاستراتيجي الإسرائيلي المتمثل في دفع الفلسطينيين من الشمال والوسط نحو الجنوب، وتجميعهم في بقعة جغرافية لا تتجاوز 25% من مساحة قطاع غزة.
وتابع: "هذا التجميع القسري داخل منطقة مكتظة أصلًا بالسكان، يهدف إلى فرض واقع جديد يُفضي إلى السيطرة الكاملة على الـ75% المتبقية من القطاع، وتحويل الجنوب إلى سجن جماعي مغلق".
دعوة لتمكين المؤسسات الدولية وإنهاء الحصار الكامل
وأكد العابد، أن استمرار تدخل جيش الاحتلال في توزيع المساعدات الإنسانية يُفرغها من مضمونها ويحولها إلى أداة ضغط، مطالبًا بالسماح الفوري للمنظمات الدولية، مثل: الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي، بالعمل بحرية داخل جميع مناطق قطاع غزة، دون استثناء.
وشدد على أن الحل لا يكمن في المساعدات المشروطة أو الجزئية، بل في رفع الحصار بشكل كامل، وإدخال المساعدات إلى الشمال والوسط والجنوب، وفق آلية أممية تضمن العدالة والكرامة للمواطنين الفلسطينيين، بعيدًا عن حسابات الاحتلال السياسية والعسكرية.