طالبان تحظر لعبة الشطرنج في أفغانستان.. انتهاك للأخلاق أم قمع للثقافة؟
طالبان تحظر لعبة الشطرنج في أفغانستان.. انتهاك للأخلاق أم قمع للثقافة؟

في وقت تُحتفى فيه الألعاب الفكرية عالميًا كرمز للذكاء والحوار الثقافي، جاء قرار حركة طالبان في أفغانستان بحظر لعبة الشطرنج ليصدم المتابعين ويثير موجة جديدة من الجدل حول مستقبل الحريات الثقافية في البلاد.
فقد أعلنت الحكومة الأفغانية، عبر المتحدث باسم مديرية الرياضة أتال ماشواني، عن إدراج لعبة الشطرنج ضمن قائمة الأنشطة المحظورة، مؤقتًا، بحجة أنها “تعتمد على الحظ وتنتهك القيم الأخلاقية”، مضيفًا أن ممارستها تُعد وسيلة للمراهنة بالمال، وهو ما يتعارض مع قانون “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” الصادر العام الماضي.
هذا الحظر ليس الأول من نوعه؛ فطالبان سبق أن منعت ممارسة الفنون القتالية المختلطة ووصفتها بـ”العنيفة”، فيما ما تزال بعض الألعاب مثل الكريكت تُمارس، ولكن ضمن حدود صارمة، تقتصر على الرجال فقط.
تراث الشطرنج في الثقافة الإسلامية
الشطرنج، الذي تعود أصوله إلى قرون طويلة، لم يكن مجرد لعبة، بل جزء من التراث الثقافي والفكري لكثير من المجتمعات الإسلامية.
وعلى مدار التاريخ، اعتُبر وسيلة لتدريب العقل على التفكير الإستراتيجي وتعزيز المهارات الذهنية، وليس أداة قمار أو مضيعة وقت كما صوّرته بعض التصريحات الرسمية.
وبالرغم من أن الفقه الإسلامي شهد جدالات تاريخية حول اللعبة، فإن الغالبية لم تُجمع على تحريمها، ما يجعل قرار طالبان موضع تساؤل من الناحية الدينية والثقافية.
جدل وغضب على مواقع التواصل
قرار الحظر أثار موجة من الاستياء على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفه العديد من النشطاء بأنه “قمع ثقافي ممنهج” واستهداف واضح للأنشطة التي تُغذي التفكير الحر، في وقت يعاني فيه المجتمع الأفغاني من أزمات اقتصادية، وعزلة دولية، وتضييق غير مسبوق على الحريات الفردية.
ويرى مراقبون، أن هذا الحظر قد يندرج ضمن توجه أوسع لفرض نمط ثقافي أحادي الرؤية، يُقصي كل ما لا يتماشى مع تفسير طالبان الضيق للدين والأخلاق.
بينما يتوسع الجدل حول حظر الشطرنج في أفغانستان، يتجدد النقاش حول مصير الثقافة والفكر الحر في ظل حكم طالبان.
تابعوا موقع “العرب مباشر” لرصد آخر التطورات من قلب الأحداث، وتحليلات معمقة حول قضايا الحريات، الدين، والهوية الثقافية في العالم الإسلامي.