بمساندة قطرية.. أردوغان ينقل دفعة جديدة من المرتزقة إلى أذربيجان

بمساندة قطرية.. أردوغان ينقل دفعة جديدة من المرتزقة إلى أذربيجان
صورة أرشيفية

بين الاستعمار والقرصنة والإرهاب، تعددت مهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يركز اهتمامه الأول على استفزاز الدول ونشر الإرهاب والفوضى بهم، ومخالفة القوانين الدولية والاتفاقيات العالمية، حتى وصل به المطاف حاليًا إلى إشعال الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان.

نقل المرتزقة

وبعد التصريحات الاستفزازية التي بدأها قبل أيام لإشعال وقود نيران الحرب بين البلدين، كشفت مصادر لموقع "العرب مباشر"، أن أردوغان بدأ عمليات نقل دفعة جديدة من المرتزقة من السوريين والليبيين إلى أذربيجان، لإثارة عمليات إرهاب وشغب مع أرمينيا.

وأضافت المصادر أن عمليات النقل السرية التي بدأ أردوغان في تنفيذها تتم بمساندة وتمويل وتدريب العناصر الإرهابية في قطر، بجانب نقل بعضهم أيضًا.

وتابعت أن أردوغان يهدف للتدخل العسكري في أذربيجان، من أجل استفزاز أرمينيا وإنهاء الأزمة المتكررة سنويًّا فيما يخص إبادة الأتراك للأرمن، فضلًا عن كشف انتصار مزيف أمام الشعب التركي بعد فشله الذريع في ليبيا.

التصريحات التركية

استغل أردوغان الصراع الضخم حاليًا بين أرمينيا وأذربيجان، بتصريحات مثيرة بعد الاشتباكات، التي وقعت على جانبي إقليم ناغورنو كاراباخ وسقوط طائرتين هليكوبتر تابعتين لأذربيجان، خلال الأيام الماضية.

واستخف الرئيس التركي بالجهود الدولية لوقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ، معلنًا رفضه اشتراك الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا في جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في منطقة القوقاز، بينما أصر على التدخل بشؤون الدول الداخلية.

وأعلن الرئيس التركي شروطًا من أجل إعلان وقف إطلاق النار بين حليفته أذربيجان وأرمينيا، في تصريح يظهر نفوذه في الأزمة الناشبة بإقليم ناغورني كراباخ، مضيفًا أن وقف إطلاق النار لن يكون ممكنًا ما لم تنسحب القوات الأرمينية من المنطقة الانفصالية (إقليم ناغورني كرباخ) وغيرها من الأراضي الأذربيجانية.

وتابع: "يعتمد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في هذه المنطقة على انسحاب الأرمينيين من كل شبر من الأراضي الأذربيجانية".

وسبق أن طالب أردوغان، أرمينيا بإنهاء "احتلال" منطقة ناغورنو كاراباخ التي تتنازع عليها مع أذربيجان، بعد احتدام القتال لليوم الثاني على التوالي بالصراع المستمر منذ عقود في منطقة القوقاز، مضيفًا أن إنهاء "احتلال" أرمينيا وانسحابها من المنطقة هو مسار العمل الوحيد الذي من شأنه إرساء السلام، مردفًا أن "تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان الصديقة والشقيقة بكافة إمكاناتها".

وسبقه في تلك التصريحات الاستفزازية أتباع بتركيا، حيث خرج المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر جليك، بكتابة تصريحات عبر حسابه بموقع "تويتر"، قائلًا: "ندين هجوم أرمينيا على أذربيجان بشدة، عارضت أرمينيا ذات مرة ارتكاب استفزاز يتجاهل القانون، ستقف تركيا إلى جانب أذربيجان.. أرمينيا تلعب بالنار، وتعرض السلام الإقليمي للخطر".

كما أدان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، ما فعلته أرمينيا عبر "تويتر" أيضًا، حيث كتب: "أرمينيا انتهكت وقف إطلاق النار بمهاجمة المستوطنات المدنية. يجب على المجتمع الدولي أن يتدخل ويأمر فورًا بوقف هذا الاستفزاز الخطير".

أرمينيا تفضح أردوغان

وبعد تلك التصريحات التركية، أعلنت وزارة الخارجية الأرمينية، أن تركيا تزود أذربيجان بالطائرات الحربية والمسيرة، مؤكدة أن خبراء عسكريين أتراك يقاتلون جنبًا إلى جنب مع أذربيجان في منطقة ناغورنو كاراباخ.

وصباح اليوم، أعلنت أرمينيا إسقاط طائرة حربية أذرية وطائرتين من دون طيار بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء نيكول باشينيان أن بلاده أسقطت 4 طائرات مسيرة في إقليمين قرب العاصمة يريفان.

واتهم رئيس وزراء أرمينيا تركيا "بالتقدم مرة أخرى على طريق الإبادة الجماعية"، قائلًا: "جيش أنقرة يقود بشكل مباشر هجومًا لقوات أذربيجان على القوات الأرمينية حول إقليم ناغورني قرة باغ".

تفاصيل الصراع بين أرمينيا وأذربيجان

واندلع قتال بين أرمينيا وأذربيجان، الأسبوع الماضي، حول منطقة ناغورنو كاراباخ الانفصالية، حيث قالت وزارة الدفاع الأرمينية إنها أسقطت طائرتي هليكوبتر أذربيجانيتين.

وتعتبر الاشتباكات هي الأسوأ منذ عام 2016، حيث أوقعت خسائر بشرية ومادية من كلا الطرفين، على وقع دعوات التعبئة الوطنية.

فيما قالت المتحدثة باسم الوزارة الأرمينية، شوشان ستيبانيان، إن القوات الأرمينية قصفت 3 دبابات أذربيجانية، مضيفة أن القتال بدأ الأحد بهجوم أذربيجاني، لكن أذربيجان قالت إن الجانب الأرميني هاجم وإن أذربيجان شنت هجومًا مضادًّا.

وتعتبر "ناغورنو كاراباخ" هي منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، ومعترف بها دوليًّا، حيث إنه خلال تلك الحرب، قتل عشرات الآلاف وأجبر مليون شخص على هجر مساكنهم، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.

وفي مساء الاثنين، أفادت السلطات في ناغورنو كراباخ بمقتل 26 آخرين من جنودها في القتال، وهو ما يرفع إجمالي خسائرها إلى أكثر من 80، بينما قالت أذربيجان إنّ اثنين من مواطنيها قتلا يوم الاثنين بعد مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة يوم الأحد، كما أعلنت إصابة 30 شخصًا آخرين.

وأثارت هذه المعارك، وهي الأكثر دموية منذ عام 2016، قلقًا دوليًّا ضخمًا، لذلك دعت الأمم المتحدة وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة بشكل خاص إلى وقف فوري لإطلاق النار.

بينما تبادل أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بإشعال المواجهات الدامية، حيث أكدت أذربيجان أنها شنت "عملية مضادة" ردًّا على "العدوان" الأرميني، مستخدمة القصف المدفعي والمدرعات والقصف الجوي على الإقليم الذي خسرته منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وحرب أودت بحياة 30 ألف شخص، وباتت كاراباخ على إثرها خاضعة لسيطرة الانفصاليين المدعومين من أرمينيا.