خبراء عراقيون: الحكومة العراقية أصبحت أداة في يد الميليشيات الإيرانية

خبراء عراقيون: الحكومة العراقية أصبحت أداة في يد الميليشيات الإيرانية
صورة أرشيفية

تتواصل التظاهرات والاحتجاجات في عدة مدن عراقية، ووصلت إلى ذروتها، مساء الجمعة، عقب أسبوع من اشتداد الصدام بين أنصار حركة الاحتجاج ضد الحكومة ومؤيدين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.


وكان أنصار الصدر قد تظاهروا في 27 نوفمبر الماضي، في استعراض لقوة تيارهم السياسي في بغداد والناصرية ومدن أخرى، وبعد انتهاء التظاهرات في بغداد بشكل سلمي، تصادم "الصدريون" مع أنصار الحراك الاحتجاجي ضد الحكومة في ساحة الحبوبي التي يتخذونها موقعًا لتظاهراتهم في مدينة الناصرية منذ انطلاقها في أكتوبر 2019.   


وارتفعت حصيلة ضحايا العنف الأسبوع الماضي إلى تسعة قتلى إثر وفاة محتجين متأثرين بجراحهم، واغتيال ناشط معارض في مدينة العمارة، وكان نشطاء من الحراك الاحتجاجي قد حملوا مسؤولية العنف في ساحة الحبوبي لمؤيدي الصدر.


استمرار التظاهرات رفضًا لإرهاب الصدريين 


جاءت تظاهرات الناصرية الحاشدة، أمس، تأكيدًا من المحتجين على إصرارهم لنيل مطالبهم، وإظهار عزمهم على مواصلة الاحتجاج ورفض إزالة خيمهم من ساحة الحبوبي.


في هذا السياق قال المحلل السياسي العراقي مصلح الزيدي، إن أعمال العنف التي تصاعدت في الناصرية، لم تمنع المحتجين عن مسيرتهم، ولاسيما أن التيار الصدري يحاول سرقة التظاهرات وتسييسها لصالحه.


وشدد الزيدي في تصريحات للعرب مباشر، أن الخيار الوحيد للمتظاهرين هو تحقيق أهداف الانتفاضة العراقية، لافتاً إلى رفض المتظاهرين أن يتم التلاعب بهم كما حدث في تظاهرات تشرين 2019.


وأشار إلى أن قوات الأمن أغلقت شوارع تقود إلى الساحة لمنع "الصدريين" من وصولهم إلى المتظاهرين خوفًا من تصاعد الاشتباكات، مضيفًا أن مدنًا أخرى شهدت تظاهرات تضامن مع محتجي الحبوبي، من بينها بغداد التي نُظم فيها تجمُّع صغير في ساحة التحرير.


الحكومة خاضعة للميليشيات 


وتعليقًا على تعاطي الحكومة العراقية مع التظاهرات، اعتبر أن على الرغم من محاولات قوات الأمن منع وصول الصدريين للاحتجاجات، فإن هذا لا يمنع أن اعتداءات الجماعات المسلحة تتم أمام أنظار حكومة الدكتور مصطفى الكاظمي، حتى أصبحت الحكومة خاضعة لسلطة الميليشيات كسابقتها.


وتابع: "مرة جديدة، يموت محتجون سلميون على مرأى من الحكومة، والقوات الأمنية تعجز عن معاقبة القتلة".
ارتفاع حصيلة القتلى.


وقتل نحو 600 شخص في أعمال عنف على صلة بالتظاهرات ضد الحكومة منذ انطلاقها في أكتوبر 2019.


وكانت الناصرية قد شهدت أحد أكثر تلك الأحداث دموية في 28 نوفمبر 2019، أودت بحياة ما يزيد عن ثلاثين شخصًا.


في هذا السياق يعلق الناشط العراقي محمد الهاشمي، قائلاً: إن الكاظمي لم يفِ بأي من وعوده منذ وصوله إلى مجلس الوزراء، على الرغم من أنه كان يشدد على محاسبة المتورطين في قتل المتظاهرين.


وتابع الهاشمي في تصريحات للعرب مباشر: "نتعرض للاغتيالات والتنكيل والترهيب ولا تتحرك الحكومة ولا تتخذ أي مواقف فعلية للقضاء على هذا الإرهاب الذي نعيشه".