تعرض الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لانتكاسة محرجة بعد عرضه مذكراته الرئاسية على دور النشر، حيث أبرم صفقة مع دار النشر "هاتشيت بوك غروب" مقابل مبلغ يقارب 10 ملايين دولار، بحسب ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، ويبدو أن هذا الرقم جاء مخيبًا للآمال مقارنة بما حصل عليه رؤساء أمريكيون سابقون مقابل مذكراتهم.

وتابعت الصحيفة، أنه في عام 2017، وقع الرئيس الأسبق باراك أوباما وزوجته ميشيل صفقة ضخمة لنشر مذكراتهما بلغت قيمتها التقديرية نحو 65 مليون دولار. أما الرئيس الأسبق بيل كلينتون فقد حصل على 15 مليون دولار مقابل مذكراته "My Life" التي نُشرت عام 2004.

في المقابل، اختار الرئيس دونالد ترامب عدم إصدار مذكرات بعد انتهاء ولايته الأولى.

لم يُحدد موعد النشر بعد

وأضافت، أنه حتى الآن، لم تعلن دار النشر عن موعد رسمي لنشر مذكرات بايدن. ويُعرف أن بايدن البالغ من العمر 82 عامًا يعمل على تأليف الكتاب من مكتبه في منزله بولاية ديلاوير وكذلك من مكتبه ما بعد الرئاسة في واشنطن العاصمة.

كان بايدن قد صرّح خلال فعالية أقيمت في يوليو الجاري أنه يعمل بجد على إنهاء الكتاب، مشيرًا أن المذكرات ستركز في المقام الأول على السنوات الأربع التي قضاها في البيت الأبيض.

خسارة مالية محتملة 

ذكرت مصادر لموقع ديلي ميل، أن صفقة محتملة لكتاب مشترك بين جو بايدن وزوجته جيل كان يمكن أن تصل قيمتها إلى 30 مليون دولار. 

ووفقًا للمطلعين، فإن حصة "جيل" وحدها كانت قد تصل إلى 15 مليون دولار، نظرًا لاحتفاظها بمذكرات شخصية خلال فترة وجودها في البيت الأبيض، ما يوفر لها مادة ثرية يمكن أن تتحول إلى كتاب مؤثر.

وقال أحد مساعدي البيت الأبيض السابقين: إن "جيل" تمتلك ما يكفي من الذكريات والمواقف لكتابة كتاب ناري، خاصة إذا تناولت قضايا حساسة مثل تدهور الحالة الإدراكية لزوجها، وساعات ما بعد مناظرته الكارثية مع ترامب، والأسباب الحقيقية وراء انسحابه من سباق الرئاسة لعام 2024.

تساؤلات حول مستقبل سياسي مضطرب

يتوقع المهتمون أن يتضمن كتاب بايدن تفاصيل مهمة حول حالته الصحية، لا سيما تلك المتعلقة بالقدرات الذهنية والتشخيص الطبي بسرطان البروستاتا، بالإضافة إلى الخلافات مع قيادات بارزة داخل الحزب الديمقراطي والتي أدت إلى قراره بعدم الاستمرار في المنافسة أمام دونالد ترامب.

خلال الفترة الأخيرة من رئاسته، واجه بايدن تدقيقًا واسعًا من الإعلام والرأي العام بشأن صحته الجسدية والعقلية، كما اضطر مرارًا للدفاع عن نفسه وفريق عمله ضد مزاعم ترامب المتكررة بأن الموظفين هم من كانوا يديرون شؤون الرئاسة بدلًا منه.

مذكرات جيل بايدن المحتملة

كانت جيل بايدن تكتب مذكراتها بشكل دوري أثناء وجودها في البيت الأبيض، وهو ما يمنحها محتوى غنيًا يمكن أن يشكل أساسًا لكتاب مميز، إلا أن الصفقة الحالية لم تشملها، وربما خسر الزوجان فرصة مالية كبيرة.

أشار مساعد سابق لبايدن، أن "جيل" تمثل صوت الغضب داخل العائلة، وتحمل الكثير من الأحقاد تجاه بعض الشخصيات السياسية، لكن رغم ذلك، فإنها لا تميل إلى الهجوم العلني أو تحميل المسؤولية لأشخاص محددين، وهو ما قد لا يخدم التسويق التجاري لكتابها في حال تم تأليفه مستقبلًا.

وبحسب المصدر، فإن هذه الطبيعة الشخصية الهادئة قد لا تكون الأنسب لكتابة مذكرات سياسية نارية، لكنها أيضًا قد تمنح الكتاب طابعًا أكثر رصانة ومصداقية إذا ما تم بالفعل.

ضغوط مالية داخل العائلة

إلى جانب هذه الخسارة المحتملة في صفقة النشر، تواجه عائلة بايدن تحديات مالية متزايدة، فقد أكدت تقارير سابقة، أن هانتر بايدن، نجل الرئيس، يعاني من ديون تتجاوز 15 مليون دولار نتيجة رسوم قانونية باهظة متعلقة بعدة قضايا فيدرالية، إلى جانب ضعف مبيعات كتابه الفني وأعماله الفنية.

هذه التحديات تعكس حجم الضغوط التي تلاحق العائلة الرئاسية السابقة، وتسلط الضوء على أهمية العائد المالي المتوقع من كتاب جو بايدن، حتى وإن كان أقل من التوقعات.