منطقة الساحل الإفريقي ملاذ آمِن للجماعات الإرهابية.. وسر حركة طالبان

تعد منطقة الساحل الإفريقي ملاذ آمِن للجماعات الإرهابية

منطقة الساحل الإفريقي ملاذ آمِن للجماعات الإرهابية.. وسر حركة طالبان
صورة أرشيفية

منذ الانقلابات التي طالت منطقة الساحل الإفريقي وتنتشر قواعد لتنظيمات إرهابية مختلفة أبرزها تنظيمات القاعدة وداعش، وباتت المنطقة محوراً جديدا للإرهاب الذي ينتشر بقوة مستغلاً ثغرات كبرى في الانقلابات التي تمت وكذلك طرد القوات الفرنسية من تلك البلدان. 

وتتجه مالي وحدها لتسجيل أكثر من 1000 عملية عنف مرتبط بالمجموعات المسلحة في 2023، وهو ما سيتفوق على مستوى العنف القياسي المسجل العام الماضي، ويشكل زيادة بـ 3 أضعاف تقريباً، مقارنة بتاريخ سيطرة الجيش على الحكم في 2020.

العقوبات الأميركية 

في مارس 2013 أدرجت الولايات المتحدة الأميركية جماعة أنصار الدين الإرهابية على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وقالت وزارة الخارجية الأميركية: إن "الجماعة على صلة وثيقة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".

 وهناك بوكو حرام، أو التنظيم الإرهابي المسلح، الذي يدعو إلى منع وتحريم المناهج الغربية في التعليم، ويعد هو الآخر من الجماعات التي تشكل خطورة كبيرة في منطقة الساحل، تأسس في عام 2004 بنيجيريا على يد محمد يوسف، وهو شاب ترك التعليم في سن مبكرة، وحصل على قدر من التعليم الديني غير النظامي.
 
زيادة العنف بشكل معقد 

وشهدت المنطقة انقلابات آخرها النيجر، وهو ما زاد تدهوراً في الأوضاع الأمنية للساحل بسبب الارتفاع غير المسبوق للعمليات الإرهابية في منطقة، التي تم وصفها بالحزام الناري. 

وفي العام الحالي لم تهدأ وتيرة القتال بين المجموعات المسلحة والحكومات، وتنشط "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة في قسم كبير من شمال مالي ووسطها وصولاً إلى أطراف باماكو، وفي الشمال الغربي عززت مجموعات مرتبطة بتنظيم داعش حضورها في منطقة ميناكا.

ارتباط الإرهاب بطالبان 

ويعود تاريخ نشأة وتطور النشاط الإرهابي في منطقة الساحل الإفريقي إلى بداية التسعينيات، عندما قرر ما يسمى بـ "الأفغان العرب" نقل نشاطهم إلى هناك، مستفيدين من العديد من العوامل، أبرزها كبر المساحات الصحراوية، وضعف الأنظمة الأمنية لدول تلك المنطقة، والصراعات والنزاعات القبلية المنتشرة هناك.

وهذه الجماعات استلهمت الأسلوب الذي اتبعته حركة طالبان الأفغانية للهيمنة السريعة على المدن من أجل ملء فراغ الانسحاب الفرنسي، واهتمام الجيوش بالسلطة. 

والعدد الحقيقي لعناصر هذه الجماعة المتطرفة غير معروف، لكن تقارير عدة أشارت إلى نجاحها في استمالة عدد كبير من المتشددين المحسوبين على قبائل الطوارق المنتشرة في منطقة السواحل، وكان من بينهم جنود في الجيش الموريتاني.
 
قال مصطفى حمزة، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن هذه الجماعات تعتقد أن سيناريو هيمنة طالبان على السلطة في أعقاب الانسحاب الأميركي بات أقرب إلى التحقق في دول الساحل، بدءاً بمالي والنيجر وبوركينا فاسو.

وأضاف حمزة في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن طالبان استغلت فقدان الحكومة الأفغانية السابقة الدعم العسكري الغربي والأميركي على الأرض، وهو ما يطمع به داعش والقاعدة بدول الساحل في استغلال توقف الدعم الغربي للحكومات المحلية، حيث لا يحظى الحكم الانقلابي بالدعم.