الهدنة التاريخية في غزة.. اتفاق أمريكي يمهد لإطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب بعد عامين من الدمار

الهدنة التاريخية في غزة.. اتفاق أمريكي يمهد لإطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب بعد عامين من الدمار

الهدنة التاريخية في غزة.. اتفاق أمريكي يمهد لإطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب بعد عامين من الدمار
حرب غزة

تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورًا سياسيًا غير مسبوق مع اقتراب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، في خطوة تأتي ضمن المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الدامية في قطاع غزة، والتي حصدت أرواح أكثر من 67 ألف شخص خلال عامين من الصراع المستمر، حسبما نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.

تنفيذ الاتفاق خلال 24 ساعة 


وأكد مصدر مطلع على تفاصيل الاتفاق، أن التوقيع الرسمي على المرحلة الأولى من مبادرة ترامب سيجري في تمام الساعة الثانية عشرة ظهر الخميس بتوقيت إسرائيل، أي الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت غرينتش.
 
وبموجب الاتفاق، ستبدأ إسرائيل انسحابًا جزئيًا من القطاع خلال 24 ساعة من توقيع الوثيقة، على أن يتم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في موعد أقصاه يوم السبت المقبل.

فرحة تعم غزة وتل أبيب بعد إعلان الهدنة

ما إن أُعلن التوصل إلى الاتفاق حتى اندلعت مظاهر الفرح في كل من غزة وتل أبيب، حيث خرج المواطنون إلى الشوارع محتفلين بإمكانية نهاية الحرب التي دمرت معظم القطاع. 

وقال عبد المجيد عبد ربه من خان يونس: إن سكان غزة يعيشون فرحة غير مسبوقة بعد عامين من القتل والدمار، مضيفًا أن العالم بأسره ينتظر نهاية النزيف الدموي.

ترامب يعلن "انتصار السلام"


وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - عبر منصته الرسمية تروث سوشيال-، أنه يشعر بالفخر لإتمام المرحلة الأولى من خطته للسلام في غزة، مؤكدًا أن جميع الرهائن سيُفرج عنهم قريبًا، وأن الجيش الإسرائيلي سيبدأ الانسحاب إلى خطوط متفق عليها تمهيدًا لما وصفه بـ"سلام قوي ودائم".

ويرى مراقبون، أن نجاح هذه الخطوة سيمنح ترامب إنجازًا سياسيًا خارجيًا مهمًا بعد سلسلة من التعهدات التي لم تتحقق بعد، سواء في الشرق الأوسط أو في الحرب الأوكرانية.

نتنياهو يعتبر الاتفاق انتصارًا سياسيًا وأخلاقيًا


من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه سيعقد اجتماعًا حكوميًا طارئًا للمصادقة على الاتفاق، مؤكدًا أن المرحلة الأولى من الخطة تضمن عودة جميع الرهائن إلى ديارهم.

 ووصف نتنياهو الاتفاق بأنه "انتصار دبلوماسي ووطني وأخلاقي لإسرائيل"، في وقت تواجه حكومته ضغوطًا داخلية وخارجية واسعة بسبب الحرب.

حماس تؤكد التوصل إلى اتفاق نهائي


أعلنت حركة حماس -في بيان رسمي- أنها وافقت على إنهاء الحرب بموجب الاتفاق الذي يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وتنفيذ تبادل للأسرى بين الجانبين. 

وأكدت الحركة، أن تضحيات الشعب الفلسطيني لم تذهب سدى، وأنها لن تتنازل عن حقوق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال وتقرير المصير.

تفاصيل الاتفاق وآفاقه المستقبلية


ويأتي الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في مفاوضات غير مباشرة بالقاهرة بعد مرور يوم واحد فقط على الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر 2023، الذي أشعل الحرب بين إسرائيل وحماس.

وتُعد هذه التسوية، وفق محللين، أقرب ما يكون إلى إنهاء فعلي للنزاع مقارنة بمحاولات سابقة باءت بالفشل.

وتشير المصادر، أن المرحلة التالية من خطة ترامب تتضمن إنشاء هيئة دولية بإشراف مباشر من الرئيس الأمريكي وعضوية رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، لتتولى إدارة شؤون غزة بعد الحرب.

موقف الدول العربية من المبادرة


وشددت الدول العربية التي دعمت الخطة الأمريكية على ضرورة أن تؤدي المراحل اللاحقة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو مطلب ترفضه حكومة نتنياهو بشدة. 

وفي المقابل، أكدت حماس أنها لن تسلم إدارة غزة إلا لحكومة فلسطينية تكنوقراطية تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية وتحت إشراف عربي وإسلامي، رافضة أي وصاية أجنبية أو دور أوروبي مباشر.

رهائن غزة في طريقهم للحرية


في تل أبيب، تجمع العشرات من عائلات الرهائن في ما يُعرف بـ"ساحة الرهائن" للاحتفال بالاتفاق وشكر ترامب على جهوده.

 وقال حتان أنغريست، والد أحد الرهائن: إنهم مدينون للرئيس الأمريكي بعودة أبنائهم إلى منازلهم، مؤكدًا أن لحظة الإفراج ستكون "تاريخية لا تُنسى".

وأكد مصدر في حماس، أن تسليم الرهائن الأحياء سيجري خلال 72 ساعة من مصادقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق، بينما سيستغرق استخراج جثامين القتلى مدة أطول بسبب الدمار الكبير الذي لحق بالقطاع.

رغم أجواء الاحتفالات، يحذر محللون من هشاشة الاتفاق بسبب غياب التفاصيل المتعلقة بترتيبات ما بعد الحرب، ومستقبل حكم غزة، ومصير حركة حماس. فالتجارب السابقة - كما يشير الخبراء- أظهرت أن الاتفاقات التي تُبرم تحت ضغط دولي غالبًا ما تنهار عند أول اختبار ميداني.

ومع ذلك، يرى البعض أن لحظة التوقيع المنتظرة تمثل بارقة أمل حقيقية بعد عامين من الدمار والمعاناة، وأن نجاحها قد يفتح الباب أمام مسار سياسي جديد في المنطقة، يضع حدًا لدائرة العنف المستمرة منذ عقود بين الفلسطينيي.