بوتين وأردوغان.. ماذا سيفعل الدب الروسي بالديكتاتور العثماني

تسير العلاقات الروسية التركية علي صفيح ساخن في ظل التوترات التي تشهدها منطقة القرم

بوتين وأردوغان.. ماذا سيفعل الدب الروسي بالديكتاتور العثماني
الرئيسان الروسي والتركي

يبدو أن الوضع بين أنقرة وموسكو على منحدر يأخذ العلاقات إلى الأسفل، وخصوصًا بعد اجتماع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أشار خلاله الأخير إلى معارضته ضم روسيا شبه جزيرة القرم، الأمر الذي من شأنه إغضاب الدب الروسي واتخاذ بعض السياسات التي قد لا تروق لتركيا.


في وقت لاحق، أمس الاثنين، أعلنت روسيا تعليق رحلاتها الجوية مع تركيا لمدة شهر ونصف شهر، مشيرة إلى أن هذا القرار على صلة بتدهور الوضع الوبائي في هذا البلد، وقالت نائبة رئيس الوزراء لشؤون الصحة تاتيانا غوليكوفا في تصريح نقله التلفزيون، إن الرحلات الجوية مع تركيا وكذلك مع تنزانيا سيتم تعليقها "من 15 أبريل إلى الأول من يونيو".


وقالت إن الوضع الوبائي "مستمر في التدهور هناك منذ الأيام العشرة الأولى في مارس"، مضيفة أن 80% من الروس الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا لدى عودتهم من دولة أجنبية منذ بداية الوباء، كانوا حينها عائدين من تركيا.


من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالة أنباء ريا نوفوستي، إن هذا القرار لا علاقة له باجتماع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت الماضي، مع الرئيس التركي أردوغان الذي أشار خلاله الأخير إلى معارضته ضم روسيا شبه جزيرة القرم.


وتعد تركيا هي الوجهة السياحية الأولى للروس؛ إذ يزورها ملايين منهم كل عام مما يجعل الخطوة الروسية بمثابة عقاب لتركيا على سياستها.


وأعادت موسكو فتح خطوطها الجوية مع تركيا وتنزانيا في يونيو 2020، بعد أربعة أشهر من تعليقها وإغلاق الحدود الروسية بسبب جائحة كوفيد.

موسكو وأنقرة غير راضيتين عن بعضهما البعض في سوريا


تقول الكاتبة الروسية، ماريانا بيلنكايا، في مقال لها بصحيفة "كوميرسانت" الروسية، حول القنابل الموقوتة القابلة للانفجار تحت العلاقات الروسية التركية في سوريا، إن "الاتفاقات بين رئيسي روسيا وتركيا، فلاديمير بوتين وأردوغان، بشأن سوريا مهددة بالتعطيل. فالمعارضة السورية تتهم القوات الروسية بقصف إدلب. وفي الوقت نفسه، تطلب أنقرة من موسكو وقف هجمات القوات الموالية للحكومة السورية في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا. لدى موسكو أيضا أسباب لمطالبة تركيا الالتزام بالاتفاقيات. قصف سلاح الجو التركي محافظة الرقة لأول مرة منذ 17 شهرا، كما أن القوات الروسية غير راضية عن أفعال التشكيلات الموالية لتركيا".


ووفقًا لما ذكرته شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية عن الكاتبة الروسية: "تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب في مارس من العام الماضي بحضور رئيسي روسيا وتركيا، فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان. وقبل بضعة أشهر من ذلك، توافق الزعيمان أيضا على وقف إطلاق النار في شمال سوريا، وبالتالي وقف العملية العسكرية التركية ضد قوات الدفاع الذاتي الكردية. ومع ذلك، فلدى كل من موسكو وأنقرة شكاوى بشأن تنفيذ كلا الاتفاقيتين".


وتابعت: "تحاول موسكو، على أعلى المستويات، التظاهر بأن كل شيء لا يزال مستقرا في العلاقات مع أنقرة، على الرغم من الصعوبات القائمة". 


وأشار وزير الدفاع سيرجي شويجو في مقابلة مع وكالة "تنجرينيوز" الكازاخستانية إلى أن روسيا وتركيا تنجحان في إيجاد حلول وسط حتى حيث يبدو ذلك مستحيلا.


وعلق الباحث الكردي المتخصص في العلاقات الدولية، إبراهيم كابان في اتصال لـ"العرب مباشر"، قائلًا: إن النظام التركي يبحث عن موضع قدم جديدة في المنطقة عن طريق علاقات إعادة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.


وتابع الباحث والمحلل السياسي: إن التدخل في الأزمة الأوكرانية الروسية له هدف واضح وهو تقديم نفسه للأميركان بأنهم من الممكن الاستعانة بهم في الجهود الأميركية الأوروبية نحو تهديد المصالح الروسية في المنطقة.