محلل سياسي : الحوثيون يحوّلون عيد الأضحى إلى موسم جباية وقمع ممنهج

محلل سياسي : الحوثيون يحوّلون عيد الأضحى إلى موسم جباية وقمع ممنهج

محلل سياسي : الحوثيون يحوّلون عيد الأضحى إلى موسم جباية وقمع ممنهج
ميليشيا الحوثي

رغم قدسية عيد الأضحى ومكانته في قلوب المسلمين، لم يسلم اليمنيون هذا العام من الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، مما حوّل مناسبة العيد إلى مشهد من القمع والتضييق والمعاناة.


ففي الوقت الذي يستعد فيه المسلمون حول العالم لأداء شعائر العيد وتبادل التهاني، كثفت الميليشيات الحوثية حملاتها الأمنية على الأسواق والمحال التجارية في صنعاء وذمار وعمران والحديدة، وفرضت إتاوات مالية باهظة تحت مسمى "دعم المجهود الحربي"، الأمر الذي أثقل كاهل المواطنين الذين يعانون أصلًا من أزمات اقتصادية خانقة وانعدام الرواتب منذ سنوات.


وذكرت مصادر محلية أن عناصر الحوثي أجبرت التجار على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل السماح لهم بالبيع خلال موسم العيد، وهددت المخالفين بالإغلاق والمساءلة، كما شنّت حملات مداهمة للمحال التجارية وصادرت كميات من الملابس والألعاب بدعوى أنها "غير مطابقة للهوية الإيمانية".


وفي تطور خطير، قامت الميليشيات بمنع خطباء العيد من إقامة صلاة العيد في عدد من الساحات والمساجد التي كانت تُعرف سابقًا بأنها محايدة أو خاضعة لوزارة الأوقاف الرسمية، وأجبرت الأئمة على قراءة خطب جاهزة تم إعدادها من قبل الجهاز الثقافي للحوثيين، تتضمن رسائل تحريضية ضد من يعارض الجماعة وتروّج لأجندتها الطائفية.


ولم تسلم الفعاليات العيدية والمبادرات المجتمعية من التضييق، إذ أقدمت الميليشيات على اعتقال عدد من الشباب الذين نظموا حملات توزيع لحوم الأضاحي أو ملابس العيد، بحجة أنهم يعملون خارج إطار "التنسيق الأمني"، بينما منعت إقامة أي مهرجانات أو عروض فنية دون موافقة مسبقة.


في المناطق الواقعة خارج سيطرة الحوثيين، بدا المشهد مختلفًا، حيث جرت صلاة العيد والفعاليات العيدية بشكل طبيعي، مع إطلاق حملات إغاثية لدعم الأسر النازحة والمتضررة من الحرب.

وقد عبّر المواطنون في تلك المناطق عن أملهم في عودة اليمن الموحد الخالي من سطوة الميليشيات.


ويأتي هذا التصعيد الحوثي وسط استمرار الجمود في مسار السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة، وتزايد الضغوط الإنسانية التي يعاني منها نحو 80% من السكان، وسط تحذيرات أممية من تفاقم الوضع إذا لم يتم رفع القبضة الأمنية عن المناطق المحاصرة.


اتهم المحلل السياسي اليمني عبدالناصر المودع ميليشيا الحوثي بتحويل عيد الأضحى في مناطق سيطرتها إلى "موسم جباية وانتهاكات ممنهجة"، مؤكداً أن الجماعة تستغل المناسبات الدينية لتعزيز قبضتها الأمنية والمالية على المجتمع.


وفي تصريحات خاصة للعرب مباشر قال المودع إن "عيد الأضحى في صنعاء ومدن شمال اليمن أصبح موسماً لابتزاز المواطنين والتجار تحت مسميات زائفة مثل دعم الجبهات أو المجهود الحربي، وهو ما يعكس الطابع الميليشياوي اللا ديني لتصرفات الحوثيين".


وأشار إلى أن الجماعة لا تكتفي بفرض الإتاوات، بل تسعى إلى "قولبة المجتمع دينيًا وثقافيًا عبر فرض خطب العيد الجاهزة، ومنع أي مظهر من مظاهر الاحتفال خارج سيطرتها الفكرية"، واعتبر ذلك "دليلاً إضافياً على مشروعها الطائفي الذي يتناقض مع قيم الدين الإسلامي وتقاليد المجتمع اليمني".


وأوضح المودع أن استمرار مثل هذه السياسات القمعية من شأنه أن "يُعزز مشاعر الاحتقان الشعبي، ويزيد من عزلة الحوثيين داخليًا"، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بـ"توثيق هذه الانتهاكات، والتعامل معها كجرائم ممنهجة تهدف إلى إخضاع السكان وتدمير النسيج الاجتماعي".


وختم بالقول إن "ما يجري في عيد الأضحى ليس معزولاً عن نهج الحوثي القائم على تحويل كل مفصل في الحياة العامة إلى وسيلة سيطرة واستنزاف، ما يجعل السلام المنشود بعيد المنال دون معالجة جذرية لواقع الانتهاكات والهيمنة القائمة".