محلل سياسي : تحذيرات الاستخبارات الألمانية من الإخوان تعكس قلقًا متزايدًا من تمدد الجماعة في المؤسسات
محلل سياسي : تحذيرات الاستخبارات الألمانية من الإخوان تعكس قلقًا متزايدًا من تمدد الجماعة في المؤسسات

حذّرت الاستخبارات الداخلية الألمانية من تنامي نفوذ جماعة الإخوان المسلمين داخل البلاد، مشيرة إلى اتساع نشاط الجماعة من المساجد إلى عدد من المؤسسات التعليمية والاجتماعية. وذكرت تقارير صادرة عن هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) أن الإخوان باتوا يعتمدون على أساليب أكثر احترافية وتخفٍّ لتعزيز وجودهم داخل المجتمع الألماني، مع التركيز على التأثير في فئات الشباب والمهاجرين.
في المقابل، لفتت الهيئة إلى وجود مؤشرات واضحة على تفكك داخلي تشهده الجماعة، بسبب خلافات تنظيمية وتباينات في الرؤية بين الأعضاء، خصوصًا بعد الضغوط التي تعرّضت لها الجماعة في عدد من الدول الأوروبية والعربية. وأكدت الاستخبارات أن هذا التصدّع قد يُؤثر على وحدة التنظيم في ألمانيا، لكنه لا يُقلّل من التهديد الذي يشكله تمدد الجماعة داخل المؤسسات.
ويأتي هذا التحذير في سياق اهتمام متزايد من قبل السلطات الألمانية برصد ومتابعة نشاطات الجماعات التي تُصنف على أنها ذات توجهات أيديولوجية متطرفة، في ظل مساعي برلين للحفاظ على الأمن المجتمعي والتماسك الاجتماعي.
وعلّق الدكتور حسين خضر، المحلل السياسي المقيم في ألمانيا، على التحذيرات الأخيرة الصادرة عن هيئة حماية الدستور الألمانية بشأن نشاط جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن هذه التحذيرات تعكس قلقًا متزايدًا داخل الأوساط الأمنية من محاولات الجماعة التغلغل في البنية المجتمعية والمؤسسات التعليمية والدينية.
وقال الدكتور خضر - في تصريح للعرب مباشر - : "الإخوان في ألمانيا لم يعودوا يُركّزون فقط على المساجد، بل وسّعوا من أدواتهم ونفوذهم ليشمل مؤسسات وجمعيات تبدو ظاهريًا غير سياسية، لكنها تعمل على نشر أفكار تتعارض مع القيم الديمقراطية للمجتمع الألماني".
وأضاف: "في الوقت ذاته، هناك تفكك داخلي تشهده الجماعة، نتيجة الضغوط القانونية والإعلامية، فضلًا عن صراعات القيادة والانقسام بين التيارات المختلفة داخل التنظيم، ما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل استراتيجيتهم أو محاولة الاختباء خلف واجهات جديدة".
وأكد خضر أن السلطات الألمانية باتت أكثر وعيًا بطبيعة نشاط الجماعة وأساليبها، مشددًا على أهمية دعم برامج الاندماج ومراقبة الجمعيات التي تنشط تحت غطاء العمل المدني، لكنها تحمل أجندات مغايرة.