نتنياهو في مأزق.. المعارضة تفضح خطة احتلال غزة وخلاف حاد مع رئيس الأركان
نتنياهو في مأزق.. المعارضة تفضح خطة احتلال غزة وخلاف حاد مع رئيس الأركان

في تصعيد واضح للخلافات داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، أعلن زعيم المعارضة يائير لابيد، اليوم الأربعاء، عن معارضته الشديدة لخطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتعلقة بغزو قطاع غزة، معتبرًا أن مثل هذا الخيار سيكون "فكرة سيئة جدًا" على المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية، وقد يؤدي إلى تداعيات كارثية على إسرائيل، حسبما نقلت القناة الـ 13 الإسرائيلية.
لقاء أمني دام 40 دقيقة وانتهى بتحذيرات
وجاءت تصريحات لبيد عقب لقائه بنتنياهو في مقر الكنيست، في جلسة استغرقت نحو 40 دقيقة بحضور السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، اللواء رومان جوفمان، حيث تم خلالها استعراض مستجدات الوضع الأمني في غزة وخيارات التحرك القادمة.
وفي ختام اللقاء، صرح لبيد قائلًا: إنه لا يعتاد على تسريب ما يدور في اجتماعاته مع رئيس الوزراء، لكنه أكد أنه أبلغ نتنياهو بشكل صريح أن احتلال غزة خيار خطير، مستطردًا: لا يجوز الدخول في عملية بهذا الحجم دون دعم غالبية الشعب، الشعب الإسرائيلي غير مهتم بهذه الحرب، وسندفع ثمنًا باهظًا جدًا سواء في الأرواح أو في مليارات من أموال دافعي الضرائب.
دعوة لاستبدال الاحتلال بخيار إقليمي بديل
واقترح لبيد بديلاً عن الغزو المباشر، يتمثل في إشراك مصر بشكل مباشر في إدارة قطاع غزة، بما يسمح بوجود نظام حكم بديل عن حركة حماس تتولى إدارة الشؤون المدنية، وبما يعفي إسرائيل من التورط الطويل في القطاع، ويمهد الطريق لما وصفه بـ"المهمة الحقيقية"، وهي القضاء على حماس، على حد تعبيره.
واعتبر لبيد أن غزو غزة يشكل خطأ من الناحية العملياتية والأخلاقية والاقتصادية، وأن هناك حاجة لاستراتيجية طويلة الأمد تُجنّب إسرائيل الاستنزاف.
صدام عنيف بين نتنياهو ورئيس الأركان في اجتماع مغلق
في سياق موازٍ، شهد الاجتماع الأمني المصغّر الذي عُقد مساء أمس حول مستقبل الحملة العسكرية على غزة، حالة من التوتر الحاد، حيث دار جدال صاخب بين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير بعدما أصر نتنياهو على أن القرار النهائي هو اجتياح غزة، قائلاً: نحن من يتخذ القرار، والقرار هو احتلال غزة.
ورد رئيس الأركان محذرًا من أن هذا التحرك سيشكل خطأً استراتيجيًا بالغ الخطورة، سيضر بالمحتجزين الإسرائيليين في غزة، ويقود إلى استنزاف طويل الأمد لقدرات الجيش الإسرائيلي.
كما عرض خطة بديلة تتضمن تقسيم القطاع وفرض حصار على مدينة غزة، مع تنفيذ عمليات نوعية ضد معاقل حماس، لكن نتنياهو رفض هذا الخيار تمامًا.
تلميحات إلى استقالة محتملة
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية عن مصادر عسكرية رفيعة، فإن رئيس الأركان لوّح باحتمال تقديم استقالته احتجاجًا على توجهات الحكومة، قائلاً -خلال الاجتماع-: لدي رصاصة واحدة فقط في بيت النار، في إشارة أن الاستقالة قد تكون خياره الأخير إذا مضت الحكومة في طريق الاجتياح الكامل.
من المقرر أن ينعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) يوم الخميس لاتخاذ قرار نهائي بشأن المسار القادم للحرب على غزة، في ظل استمرار حالة الانقسام الحاد بين القيادة السياسية والعسكرية.
وفي بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء عقب الاجتماع الأمني، أوضح، أن الجيش الإسرائيلي عرض سلسلة من الخيارات العسكرية، وأنه مستعد لتنفيذ أي قرار يصدر عن الكابينت.
سياق متوتر وغموض في القرار
يأتي هذا التطور في ظل انسداد الأفق أمام الحلول السياسية، وتزايد الضغوط على نتنياهو داخليًا وخارجيًا، بالتوازي مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، وتباطؤ مفاوضات تبادل الأسرى.
بينما تسود مخاوف من أن يؤدي أي تحرك عسكري واسع إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وتكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية جسيمة، ما يجعل الساعات المقبلة حاسمة في رسم مسار الصراع الجاري.