اغتالته إسرائيل.. من هو عطوي حليف حماس في لبنان؟
اغتالته إسرائيل.. من هو عطوي حليف حماس في لبنان؟

في مشهد يعكس هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، نفذ الطيران الإسرائيلي غارة دقيقة استهدفت القيادي اللبناني حسين عزات عطوي، أحد أبرز الوجوه العسكرية في "قوات الفجر"، الذراع المسلحة للجماعة الإسلامية في لبنان، المتحالفة مع حركة حماس.
*استهداف نوعي في لحظة حساسة*
بحسب مصادر أمنية لبنانية، فإن الغارة الإسرائيلية نفذت بطائرة مسيرة أطلقت صاروخًا موجهًا نحو مركبة كان يستقلها عطوي، لترديه قتيلًا على الفور.
جاء ذلك بعد أسابيع من رصدٍ وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق مناطق متعددة من جنوب لبنان، في مؤشر على عودة إسرائيل إلى سياسة "الاغتيال" ضد شخصيات تعتبرها جزءًا من البنية الداعمة لحماس خارج غزة.
اللافت أن هذه ليست المحاولة الأولى لاستهداف عطوي؛ ففي يناير الماضي، نجا من غارة مشابهة قرب بلدة كوكبا، وهو ما يعزز فرضية أن الرجل كان على لائحة "الأهداف العالية القيمة" لدى الاستخبارات الإسرائيلية، لما يمثله من حلقة وصل بين الجماعة الإسلامية وحماس، خاصة في ما يتعلق بالتنسيق اللوجستي والدعم الإعلامي والفكري.
*من هو حسين عزات عطوي؟*
ولد عطوي عام 1968 في بلدة الهبارية الحدودية، وهي منطقة لطالما شكلت معقلًا لنشاط الجماعة الإسلامية، التي تأسست في السبعينيات كامتداد لبنية الإخوان المسلمين في لبنان.
تلقى عطوي تعليمه الديني والأكاديمي في بيروت، وبرز لاحقًا كأستاذ جامعي في كلية الدعوة الإسلامية، كما عمل في الجامعة اللبنانية، ما جعله يتمتع بثقل مزدوج؛ ديني وأكاديمي، عزز حضوره داخل التيار الإسلامي السنّي في الجنوب.
لكن نشاطه لم يقتصر على التعليم، إذ اتُهم في العام 2014 بالمشاركة في إطلاق صواريخ على إسرائيل، في واحدة من أبرز العمليات الرمزية للجماعة الإسلامية آنذاك، التي لطالما تبنّت خطًا مؤيدًا للمقاومة دون أن تندمج تنظيميًا في "حزب الله"، ما يمنحها هامش حركة خاص، يثير قلق إسرائيل.
*رسائل سياسية تتجاوز الشخص المستهدف*
توقيت العملية لا يبدو عابرًا، فبعد سلسلة من الغارات التي طالت عناصر من حماس في الجنوب اللبناني، تأتي هذه الضربة كرسالة مزدوجة: أولًا، أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يُقيّد يد إسرائيل عن تنفيذ عمليات "جراحية" ضد شخصيات تعتبرها خطرًا أمنيًا؛ وثانيًا، أن البيئة اللبنانية باتت من جديد ساحة مفتوحة لمعارك التصفية بين طهران وتل أبيب.
الردود داخل لبنان راوحت بين التنديد المعتاد من جانب قوى المقاومة، والصمت الرسمي من الدولة اللبنانية، وهو صمت بات يُقرأ على أنه قبول ضمني بأن الجنوب بات خارج السيطرة المركزية، وهو ما تكرر سابقًا مع عمليات استهداف قادة من حماس أو مستشارين إيرانيين.
*انفلات السماء اللبنانية*
تزامن تنفيذ الغارة مع تصاعد ملحوظ في عدد الطائرات الإسرائيلية المسيّرة فوق صيدا وإقليم الخروب وصولًا إلى خلدة، ما زرع حالة من القلق بين المدنيين، خصوصًا أن هذه التحركات الجوية باتت تُقرأ كمؤشرات استباقية على تنفيذ عمليات اغتيال أو مراقبة تحركات ميدانية.
في ظل هذه الأجواء، تعود المخاوف من أن الجنوب اللبناني لم يخرج بعد من دائرة الاستهداف المباشر، وأن ساحة الاشتباك لا تزال مفتوحة رغم الخطابات الدولية التي تتحدث عن "التهدئة".