بعد انتهاكات آبي أحمد.. خبير إفريقي: الأوضاع تزداد سوءاً في إثيوبيا

يواصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد انتهاكاته في أديس أبابا

بعد انتهاكات آبي أحمد.. خبير إفريقي: الأوضاع تزداد سوءاً في إثيوبيا
آبي أحمد

تغييرات وتطورات ضخمة تشهدها إثيوبيا مؤخراً، وسط صراع مسلح مشتعل في تيغراي، حيث يتصارع الجيش الوطني أمام تحالف آخر وتضارب بالأخبار.

قتال آبي أحمد

وأعلنت الحكومة الإثيوبية، اليوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء آبي أحمد ترك ساحة القتال، وعاد لممارسة مهام منصبه مجددا بعد انتهاء المرحلة الأولى من قتاله ضد قوات جبهة تحرير إقليم تيغراي.

وكان آبي أحمد قد فوض نائبه وزير الخارجية دمقي ميكونن بإدارة شؤون الحكومة خلال توجهه إلى ساحة المعركة لقيادة الجيش في مواجهة جبهة تحرير "تيغراي".

ومن بين تلك التطورات، ما زعم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في حديثه للشعب الإثيوبي بما وصفه بـ"الانتصارات" التي حققها الجيش الإثيوبي في القتال ضد جبهة تحرير "تيغراي" المناوئة للحكومة الاتحادية.

تحالف تيغراي

بينما قال القائد العسكري لجبهة تحرير تيغراي، في وقت سابق، إن قواته انسحبت لترتيب أوضاعها وإعادة الكرة تجاه أهدافها.

وأضاف المتحدث باسم الجبهة غيتاشيو رضا، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: "لقد انسحبنا من مناطق شوا الشمالية وكومبولشا وديسي كجزء من خطتنا. لم تكن هناك وحدة نظامية كي تحرر هذه المدن، وسكانها يعلمون ذلك وجنرالات آبي أحمد أيضا يعلمون ذلك، الأمور تمضي حسب خطتنا".

أزمة دولية


وأثارت تطورات إثيوبيا قلقا عالمياً، حيث أبدت 6 دول بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا والدنمارك وهولندا عن "قلقها البالغ" بشأن تقارير عن احتجاز إثيوبيا أعدادا كبيرة من المواطنين على أساس أصولهم العرقية، وحثت الحكومة على وقف هذه الاعتقالات فورا.

كما أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث أن تطور النزاع في إثيوبيا إلى أعمال عنف طائفية يمكن أن "يفكك" نسيج المجتمع وأن يؤدي إلى نزوح يذكر بمشاهد الفوضى التي عمت مطار كابول في أغسطس الماضي. وحذر من أن معارك في العاصمة أديس أبابا وتزايد العنف الطائفي قد يؤديا إلى "تفاقم" الوضع بشكل كبير.

وفي بداية ديسمبر الجاري، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، أن وقف إطلاق النار والحوار السياسي السبيل الوحيد لحل الأزمة في إثيوبيا.

ومن ناحيتها، ردت إثيوبيا، بتوجيه اتهامات خطيرة لأميركا وحلفائها باتباع نهج هدام، حيث قالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء بيلين سيوم، إن الإجراءات لا تستهدف "أي مجموعة معينة من الناس على أساس هويتهم العرقية، والاعتقالات إلى أدلة وشهادات موثوقة".

الوضع يزداد سوءًا

ومن ناحيته، أكد الكاتب فولفيو بلترامي، الخبير في الشأن الإفريقي، أن الوضع في إثيوبيا يزداد سوءا في ظل تزايد حملات الاعتقال الجماعية لعرقية تيغراي من قبل الحكومة الإثيوبية، مطالبا المجتمع الدولي بضرورة التدخل، ووضع حد لـ"الإبادة الجماعية" التي تمارسها أديس أبابا ضد أفراد عرقية تيغراي، حيث يجب على النظام الحالي أن يتحمل المسؤولية الأكبر عن ما يحدث في البلاد من خراب وتدمير.

ودعا بلترامي، في مقاله بمجلة "فوكس أون أفريكا" الإيطالية المتخصصة في الشأن الإفريقي، المجتمع الدولي، أن يتدخل من أجل العمل على إطاحة النظام المركزي الحاكم في إثيوبيا لأنه يقوم بشكل صارخ على القمع والإبادة الجماعية والاعتقالات التعسفية على أساس عرقي، مطالبًا أن يخضع المسؤولون عن تلك الجرائم للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وأوضح أن الحكومة الإثيوبية مستمرة في حملات اعتقالات على نطاق واسع ضد المواطنين من عرقية تيغراي في المناطق التي تسيطر عليها، مطالبا أديس أبابا بالتوقف عن انتهاك القانون الدولي.

وشكك الكاتب في الانتصارات الميدانية التي تزعم الحكومة الإثيوبية تحقيقها، حيث أعلنت خلال اليومين الماضيين أنها قد استعادت بلدتين إستراتيجيتين من قوات تحرير تيغراي، في ظل تهديدات من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بالزحف نحو العاصمة أديس أبابا، وتوجه رئيس الحكومة لقيادة جبهة القتال ضد تيغراي، مشيرًا إلى أنه حتى لو هناك انتصارات على الأرض فإنها ستكون "سريعة الزوال لأن الجيش الإثيوبي يقوم على مساعدة الجيوش الأجنبية التي لا تستطيع ولا تريد البقاء في إثيوبيا لفترة طويلة"، في إشارة إلى تدخل القوات الإريترية.

السيطرة على تشيفرا

وقبل عدة أيام، كانت هيئة الإذاعة الإثيوبية، أعلنت أن الجيش الإثيوبي سيطر على مدينة تشيفرا في إقليم عفر، كأول منطقة يستعيد السيطرة عليها من يد متمردي قوات تيغراي، وذلك بعد يومين من ظهور رئيس الوزراء أبي أحمد على جبهة القتال.

وسبق أن استولت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على تشيفرا، الواقعة على الحدود بين إقليمي عفر في شمال البلاد وأمهرة، وذلك بعد قتال عنيف الشهر الماضي.

وتقع تشيفرا غربي بلدة ميللي، التي تحاول قوات تيغراي الاستيلاء عليها منذ أسابيع لأنها تقع على الطريق السريع الذي يربط بين إثيوبيا وميناء جيبوتي، الرئيسي في منطقة القرن الإفريقي.

وُعود باقتحام العاصمة

والشهر الماضي، توعد جيش تحرير أورومو، المتحالف مع جبهة تحرير تيغراي في إثيوبيا، باقتحام العاصمة أديس أبابا خلال أشهر أو أسابيع، مؤكدا أن مقاتليه دخلوا إلى عدة مدن في جنوب كومبولشا بينها كيميسي على بعد 320 كيلومترا من العاصمة الإثيوبية.

وقال المتحدث باسم جيش أورومو، أودا طربي، إنه "إذا استمرت الأمور على الوتيرة الحالية فسيكون دخول العاصمة وقتها مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع".

يأتي ذلك بعد أن تحالفت جبهة المتمردين مع مقاتلي جيش تحرير أورومو إلى جبهة تحرير شعب تيغراي، حيث أكد طربي على أنهما "انضما لبعضهما البعض وهما على اتصال دائم"، مشددا على أن سقوط رئيس الوزراء آبي أحمد بات محسوما، على حد قوله.

وإثر ذلك، تم حينها إعلان حالة الطوارئ في العاصمة أديس أبابا، ودعت الحكومة السكان إلى حمل السلاح، تحسبا لتقدم قوات "تيغراي"، وذلك بعد إعلان قوات متمردة من إقليم تيغراي الشمالي تحقيقها مكاسب على الأرض جنوبا، في بداية الأسبوع، وهددت بالزحف إلى العاصمة.

كما طالب رئيس الوزراء أبي أحمد، المواطنين على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم في مواجهة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".

وسيطر التحالف العسكري على مدينتين رئيسيتين في محاولة للتقدم نحو العاصمة، فيما طالب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الإثيوبيين إلى صد "إرهاب تيغراي" قائلا إن قواتها تشن "حرب أهلية شاملة".

وبسبب التحالف العسكري، أصبح إقليم أمهرة المجاور لتيغراي وأورومو في موقف صعب، حيث أعلن سلطاته حالة الطوارئ ودعت السكان للتعاون مع قوات الجيش، بينما لم تتمكن في صد الزحف العسكري الذي نجح في الاستيلاء على عدة مدن فيه بعضها استراتيجي.

كما استولت القوات على بلدة كومبولشا ومطارها في أمهرة، التي تقع على بعد 380 كيلومترًا شمال العاصمة الإثيوبية، ومدينة ديس الإستراتيجية، وبلدتَيْ كيميس وسينبيت.

وولد الصراع بين تلك الأطراف في ٣ نوفمبر 2020 بعد أن استولت قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير "تيغراي"، تضم بعض الجنود، على قواعد عسكرية في إقليم تيغراي الشمالي، ورد أبي أحمد، بإرسال مزيدا من القوات إلى المنطقة، وسبق أن سيطرت "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" على الأوضاع السياسية في إثيوبيا لقرابة ثلاثة عقود.

وتعرضت قوات تيغراي للهزيمة في البداية لكنها استعادت السيطرة على معظم المنطقة في يوليو وزحفت إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين، الأمر الذي أدى لنزوح مئات آلاف آخرين.