أفغانستان واجهة أردوغان الجديدة .. ما أهدافه وأطماعه؟

تتجه أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلي أفغانستان

أفغانستان واجهة أردوغان الجديدة .. ما أهدافه وأطماعه؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

من الشرق إلى الغرب ومن الشمال للجنوب، تتعدد وتمتد أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمختلف البلدان، ليستغل أوضاعها والأزمات الطاحنة بها، لتكون باكستان أحدث توجهاته.

تركيا تضع عينيها على أفغانستان

مع تولي الرئيس الأميركي جو بايدن سلطة الولايات المتحدة، في يناير الماضي، أعلن اتجاهه لسحب القوات الأميركية من أفغانستان، حيث حدد موعد 11  سبتمبر المقبل، بالتزامن مع ذكرى الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها بلاده لتشن حربا على أفغانستان، لتكون الأطول في تاريخ واشنطن.

ومع إعلان الانسحاب الأميركي من أفغانستان، كشف ذلك أن القوات الأميركية ستترك فراغا بالبلاد، سرعان ما استغلته حركة طالبان، في ظل ضعف الحكومة المحلية، بينما برزت أطماع تركيا أيضا، من خلال إبدائها الاستعداد لتحمل الأعباء الأمنية بعد انسحاب واشنطن، في الوقت الذي تتفكك الأوضاع الأمنية بأنقرة وتعاني من تدهور بكل الجوانب.

وحينها خرج أردوغان، قبل قمة الأطلسي، في يونيو الماضي، زاعما أن بلاده هي "البلد الوحيد الموثوق به" الذي يحتفظ بقوات في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي والأطلسي، واتجاهه لمناقشة ذلك مع بايدن في قمة الناتو، لأهدافه في السيطرة على البلاد تحت ستار تأمين كابل.

كما يخوض أردوغان تلك المحاولات من أجل تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، المتدهورة لعدة أسباب خلال الأعوام الماضية، منها شراء أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية "إس 400".

مطار كابل

وقبل أسابيع من مغادرة أميركا لأفغانستان، ارتفعت المخاوف من اندلاع حرب جديدة بين تركيا وطالبان بالبلاد، ليخوض أردوغان حربا جديدة خارج بلاده لأجل أطماعه وتوسيع نفوذه، لذلك انتشرت ترجيحات بأن تتولى قوات أنقرة تأمين مطار العاصمة كابل، الذي يعد بمثابة منشأة إستراتيجية بالغة الأهمية، ومركز اقتصادي وعسكري ولوجستي.

وجدد أردوغان أطماعه في أفغانستان، اليوم، بعد صلاة عيد الأضحى المبارك، حيث قال: "إذا أمكن الوفاء بهذه الشروط فإننا نفكر في تولي إدارة مطار كابل".

وحذرت تركيا من خطط الانتشار العسكري في المطار واصفة الأمر بـ"المستهجن" الذي قد تترتب عليه "تداعيات"، حيث اعترف أردوغان بأن طالبان "لديها تحفظات"، متمسكا بتنفيذ بلاده لتلك المهمة رغم ذلك، وما يعني أن أنقرة باتت في مأزق.

تحفظات طالبان

وردا على ذلك، اتخذت حركة طالبان، موقفا مثيرا للقلق، حيث حذرت في بيانها، أنه: "إذا لم يبادر المسؤولون الأتراك بإعادة النظر في قرارهم وواصلوا احتلال بلادنا، سنتخذ موقفا ضدهم".

فيما ترجح الاستخبارات الأميركية انهيار حكومة كابل في مواجهة هجمات طالبان، حال دخول تركيا، بعد 6 أشهر من انسحاب الولايات المتحدة، ما يثبت أن الجيش التركي سيكون في مواجهة حتمية مع الحركة في مطلع فبراير المقبل.

ترجيحات باستعانة تركيا بقطر

وفي ظل تلك المخاوف من الفشل التركي بأفغانستان، توجد توقعات بأن تستعين أنقرة بالدوحة، كونها ترعى مفاوضات سلام بين طالبان وكابل، وذلك وفقا لموقع "أحوال" الإخباري التركي، مضيفا أن ذلك يعطي قطر دافعا كبيرا من الثقة لدى طالبان، ولذلك يمكن أن تتفاوض عن أنقرة للإبقاء على قوات تركية لحماية المطار.

وسبق أن أكد المسؤول التركي السابق في بعثة الناتو في أفغانستان حكمت جيتين، أنه يمكن لأنقرة تفادي هجمات طالبان، مشيرا إلى أن تركيا حافظت في الماضي على علاقات واسعة مع كل أطراف الصراع في أفغانستان، كما يمكنها الاستعانة بقطر وباكستان لممارسة النفوذ على طالبان بهدف تخفيف الانتقادات الموجهة للدور التركي.

أطماع تركيا في أفغانستان

تتواجد تركيا في أفغانستان، منذ عدة أعوام، عسكريا تحت مظلة "الناتو"، إلا أن جنودها لم يشاركوا في العمليات الحربية، لذلك تمكنت من توسيع نفوذها من خلال توطيد العلاقات مع قوميتي الأوزبك والتركمان، اللتين تتحدثان اللغة التركية، وسبق أن دعمت نائب الرئيس الأفغاني السابق عبد الرشيد دوستم.

وعلى عادتها، حرصت على إنشاء مدارس تركية وزيادة المنح الدراسية وتدريب الموظفين، بجانب إنشاء قنصليات عديدة وتطوير البنية الاجتماعية في فترة ما بعد الولايات المتحدة الأميركية.

كما تحاول تركيا توجيه رسالة للإدارة الأميركية الجديدة، تتضمن أنها ما زالت تنتمي إستراتيجيا لحلف الأطلسي، وأن تقاربها مع روسيا كان تكتيكيا، وإثبات قدرتها على الحلول مكانيها، بما يمهد بحل الأزمات بين البلدين بعدما لم يسفر اللقاء بين بايدن وأردوغان عن تطورات بالعلاقات.