تهديد للأمن ورسائل لواشنطن.. أسباب ودلالات التواجد الإيراني في مياه الخليج

تتواجد إيران في مياه الخليج

تهديد للأمن ورسائل لواشنطن.. أسباب ودلالات التواجد الإيراني في مياه الخليج
صورة أرشيفية

تحرشات إيرانية مستمرة في الخليج العربي بالسفن النفطية وغيرها من السفن، على الرغم من التهدئة بين إيران ودول الخليج إثر مصالحة تمت برعاية صينية وأثرت على الوضع العام للتهدئة، والمفاوضات القائمة بين طهران والولايات المتحدة على عدة ملفات، أبرزها الإفراج عن خمسة معتقلين أميركيين.

التحرشات الإقليمية التي تقوم بها ميليشيا إيران من قِبل الحرس الثوري كان أبرزها قيام سلاح البحر في قوات الحرس الثوري باستعراض في مياه الخليج، بالقرب من القوات الأميركية الموجودة فيه، وتصعيد الحرس الثوري في المياه الخليجية لا يتوقف، ويحول الممرات المائية إلى شكل جديد من أنواع التهديد للملاحة الدولية.

رسائل إيرانية بحرية

والممارسات الإيرانية البحرية في منطقة الخليج تحتك بشكل أو بآخر بالقوات الخاصة بالولايات المتحدة والقوات الأجنبية المتواجدة هناك.

ولذلك عدة رسائل إيرانية ترسلها إلى دول الخليج، والقوات العسكرية المتواجدة سواء كانت سواء البريطانية أو الأميركية، ومنذ عام 2018، إثر انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وانخراط طهران في سياسة عدائية لضرب مصالح واشنطن في المنطقة، بل وتهديد حلفائها بالشرق الأوسط، قامت طهران بتحرشات خاصة بالمراكب الأميركية.

وانخرطت في عمليات عنف قصوى من خلال القرصنة البحرية واحتجاز السفن النفطية، وانتهى الأمر بمهاجمة المنشآت النفطية في السعودية، وذلك قبل المصالحة.

ومؤخراً إيران قامت باستدعاء القائم بالأعمال السويسري باعتباره راعي المصالح الأميركية في إيران، وذلك بعد ضبط شحنة نفط إيرانية.

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" فإن الولايات المتحدة تبدي اهتمامها بالحوار المباشر مع إيران، من جهةٍ، ثم تواصل فرض عقوبات جديدة ومصادرة شحنات النفط الإيرانية، من جهةٍ أخرى، وهو ما يؤدي في النهاية إلى بلبلة جديدة.

عسكرة الممرات البحرية

وأكد المسؤولون في طهران أن تصرفات الولايات المتحدة تتعارض مع اتفاق تبادل السجناء الأميركيين مع إيران، في نفس الوقت تقوم إيران بتشكيل تحالف بحري في سياق التهدئة الإقليمية وتناقضها التام مع مواقفها وسياساتها، بل وخطابها حيث عمد وزير الخارجية الإيراني تسمية الخليج بـ"الفارسي" أثناء لقاء نظيره السعودي، منتصف أغسطس الماضي.

وحوادث زعزعة الاستقرار في الخليج ليست أمراً عرضياً أو استثنائياً من جانب إيران، إنّما تقع ضمن "أوراق ضغط" عديدة تستثمرها الحكومة الإيرانية لتحقيق مصالحها، حيث إن حسابات النظام الإيراني الإستراتيجية تميل إلى الهيمنة القصوى على الممرات المائية الدولية في قبضتها العسكرية.

تعزيز أميركي في مياه الخليج

في نفس الوقت عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في مياه الخليج في مواجهة تهديدات إيران المتزايدة للسفن وناقلات النفط، وفق ما أعلنت مؤخرا، وفي خطوة لطالما طالبت بها دول الخليج العربية التي تتهم واشنطن بتقليص دورها في حماية المنطقة الإستراتيجية.

وعبر مؤخرا ثلاثة آلاف جندي أميركي مياه البحر الأحمر باتجاه القواعد الأميركية في الخليج، في وقت حذرت القوات الدولية المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة، السفن التجارية والناقلات من الاقتراب من المياه الإيرانية.

وقال الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن الهجمات الإيرانية المستمرة ضد السفن في وقت تشهد العلاقات بين واشنطن وحلفائها الخليجيين توترات، والجيش الأميركي أكد أن إيران احتجزت أو حاولت الاستيلاء على ما يقرب من 20 سفينة في المنطقة في العامين الماضيين.

وأضاف غباشي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن التحرشات التي يقوم بها الحرس الثوري أو القوات الإيرانية تهدف إلى تحقيق مكاسب إيرانية في ظل مفاوضات تقوم بها مع الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك بعد المصالحة مع الخليج.