سي إن إن تكشف.. لماذا فشلت إسرائيل في تدمير البرنامج النووي الإيراني
سي إن إن تكشف.. لماذا فشلت إسرائيل في تدمير البرنامج النووي الإيراني

أكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية أثارت تساؤلات جديدة بشأن إمكانية تدمير البرنامج النووي الإيراني عبر الوسائل العسكرية.
هدف بعيد
وصدر تقرير في مارس الماضي عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) في لندن، حذر من أن تحقيق هذا الهدف ليس بالأمر السهل، حتى لو تم بتعاون عسكري مباشر بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأشار التقرير، أن تدمير منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية يتطلب قوة نارية ضخمة، ودعماً لوجستياً أميركياً كبيراً، وهو ما لا يضمن النجاح الكامل في ظل التعقيدات التقنية والجغرافية لهذه المنشآت، حيث تم تصميمها خصيصاً لتحمل أعنف أنواع الهجمات الجوية.
وأضاف التقرير، أن المنشأة الرئيسية للتخصيب في نطنز، والتي تقع على بعد نحو 260 كيلومتراً جنوب طهران، كانت هدفًا لضربات إسرائيلية، إلا أنه من غير المعروف ما إذا كانت الأسلحة المستخدمة قادرة على اختراق البنية التحتية المدفونة عميقاً في باطن الأرض.
ويقدّر عمق المعدات النووية تحت الأرض في نطنز بنحو 8 أمتار تقريباً، في حين أن القنابل الإسرائيلية الموجهة لا تستطيع اختراق أكثر من 6 أمتار في أفضل الظروف، حسب ما أورد التقرير.
أما منشأة "فوردو" الثانية، والتي تعتبر أكثر تحصيناً من نطنز، فيُعتقد أن عمقها يتراوح بين 80 و90 متراً تحت سطح الأرض.
القنابل الأمريكية تفشل أمام التحصين الإيراني
وأوضح التقرير، أن القنابل الأمريكية الخارقة من طراز GBU-57، والتي يبلغ مدى اختراقها الأقصى نحو 60 متراً، لن تكون قادرة على الوصول إلى هذه المنشأة.
كما أشار التقرير، أن هذه القنابل الثقيلة لا يمكن إطلاقها إلا من طائرات B-2 الشبحية التابعة لسلاح الجو الأمريكي، وهي طائرات لا تملكها إسرائيل ولا يمكنها استخدامها حتى في حال حصولها على الذخيرة.
وتحت عنوان "الخيار الأخير"، اعتبر تقرير المعهد البريطاني أن مهاجمة منشآت إيران النووية بشكل مباشر يجب أن يُنظر إليه كخيار في غاية الخطورة، لما قد يسببه من تصعيد إقليمي كبير، فضلاً عن شكوك جدية في إمكانية تحقيق الهدف المرجو منه.
وأوضح التقرير، أن إيران لجأت إلى تصميم منشآتها بطريقة تجعل تدميرها شبه مستحيل. على سبيل المثال، فإن وجود ممرات ضيقة متعددة، وأبواب انفجارية متكررة، وعدة نقاط دخول وخروج، يجعل من إمكانية تدمير منشأة نووية مدفونة بالكامل أمرًا معقدًا للغاية، مقارنة بمنشأة تحتوي على تجويف كبير واحد ونقطة دخول واحدة فقط.