محمد كوثراني.. ذراع إيران بالعراق لعرقلة الكاظمي

محمد كوثراني.. ذراع إيران بالعراق لعرقلة الكاظمي
محمد كوثراني

يحاول رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، بشتى الطرق ترسيخ الاستقرار والأمان بالبلاد والقضاء على التدخل الإيراني والميليشيات الإرهابية، ولكن يسعى لإعاقتهم عدة أطراف وأشخاص، منهم محمد كوثراني.

ذراع إيران


يعتبر الإرهابي محمد كوثراني، هو المسؤول عن الملف العراقي في حزب الله اللبناني وخليفة قاسم سليماني لإيران، حيث تولى ذلك بتكليف من ميليشيا حزب الله عقب سقوط نظام حزب البعث في العراق عام ٢٠٠٣.

ولإدارة ذلك الملف، لعب كوثراني عدة أدوار ببغداد، حيث سعى للتقريب بين الأطراف السياسية التابعة لإيران وفرض هيمنة طهران على الحكومات المتعاقبة، خاصة بعد مقتل سليماني الذي نسق بين الفصائل المسلحة العراقية لمنع الانقسامات والفراغ الكبير الذي ولد بعد اغتيال قائد فريق القدس.

البداية والنشأة


ولد محمد كوثراني، بمدينة النجف العراقية، وهو أحد القادة بحزب الله اللبناني، وهو يحمل الجنسيتين العراقية واللبنانية ولديه قيود ميلاد بتواريخ متعددة منها ١٩٤٥ و١٩٥٩و١٩٦١، بالإضافة لاسمين هما محمد كوثراني وجعفر كوثراني.

ومنذ عام ٢٠٠٣ يقضي أغلب وقته بين العراق ولبنان، بهدف تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة ومراعاة المصالح المالية والسياسية والعسكرية الإيرانية في العراق ودعم ميليشيات طهران.

دعم الإرهاب


تولى كوثراني تشكيل ميليشيا كتائب حزب الله العراق مع زعيمها الراحل أبومهدي المهندس، وأشرف على تدريبها مع عصائب أهل الحق لمهاجمة القوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق والمدنيين عام ٢٠٠٥.

ومن بين أبرز تلك الهجمات الإرهابية، كان الهجوم الذي نفذته ميليشيا أهل الحق بزعامة الإرهابي قيس الخزعلي عام ٢٠٠٧ على مركز التنسيق المشترك بين القوات الأمنية العراقية وقوات التحالف الدولي في محافظة كربلاء جنوب العراق الذي أسفر عن مقتل 5 جنود أميركيين.

كما وجه بتفجير الإمامين العسكريين في مدينة سامراء عام ٢٠٠٦، ما تسبب في اشتعال الحرب الطائفية بين السنة والشيعة في العراق التي راح ضحيتها أرواح آلاف المدنيين.

قوائم الإرهاب


وأدرجته وزارة الخزانة الأميركية في قوائم الإرهاب الدولية عام ٢٠١٣، ثم العام الماضي، عرضت مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن الكوثراني، مساعد الجنرال قاسم سليماني.

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أنه تولى مسؤولية التنسيق السياسي للجماعات شبه العسكرية المتحالفة مع إيران، التي كان ينظمها سابقا سليماني، ليسهل تحركات الجماعات التي تعمل خارج نطاق سيطرة الحكومة العراقية والتي قمعت بشكل عنيف الاحتجاجات وهاجمت بعثات دبلوماسية أجنبية وشاركت في نشاط إجرامي منظم على نطاق واسع.

ولذلك سعى الكاظمي لترحيله من البلاد بعد ذلك القرار، خاصة لكونه ليس على وفاق مع ميليشيات حزب الله اللبناني في العراق، إلى لبنان، ولكن نفوذه القوي ما زال مستمرا في إعاقة رئيس الوزراء العراقي.

هيمنة إيران السياسية


ومع توليه مسؤولية بغداد بتكليف من إيران، يسعى لفرض هيمنتها السياسية على العراق، لذلك بات المشرف على العملية بأكملها وصاحب اختيار الوزراء والمديرين العامين والقادة العسكريين ومنسق كافة العمليات المالية والدعم المالي الخاص بالحرس الثوري وحزب الله بين العراق وإيران ولبنان، بعد تولي رئيس حزب الدعوة نور المالكي المقرب من إيران رئاسة الحكومة العراقية عام ٢٠٠٦.

وفي الوقت نفسه، سعى إلى تنفيذ عمليات تجنيد الشباب العراقي في صفوف الميليشيات ولدعم مراكز التجسس الإيرانية ببغداد بالمعلومات.

كما عزز عمليات توفير التدريب والتمويل والدعم السياسي واللوجستي للميليشيات الإيرانية في العراق، وكان له دور بارز في الإفراج عن علي موسى دقدوق القيادي البارز في حزب الله اللبناني عام ٢٠١٢ عقب اعتقاله مع قيس الخزعلي وشقيقه ليث الخزعلي من قبل القوات الأميركية في ٢٠٠٧؛ لتنفيذهم الهجمات ضد قوات التحالف في العراق، بما فيها الهجوم على مركز التنسيق المشترك في كربلاء.

كما تولى مهمة نقل عناصر الميليشيات من إيران والعراق إلى سوريا بعد الثورة عام 2011 بها، للمشاركة في قمع الاحتجاجات وحماية النظام، بجانب نقل الأسلحة والعتاد والصواريخ أيضا.

وفي عام ٢٠١٨، مكن سليماني كوثراني من الإشراف على الحكومة العراقية الجديدة ليختار عادل عبدالمهدي لرئاسة الوزراء لقربه من إيران والحرس الثوري، لذلك سعى لقمع المظاهرات التي اندلعت ضده أكثر من مرة عبر استخدام العنف المفرط ضد المواطنين.

بينما يمتلك كوثراني استثمارات مشتركة مع قادة الميليشيات العراقية وقيادات فيلق القدس في العراق، تتركز في قطاع التعليم والمطابع وخاصة في مجال الجامعات والمدارس الأهلية في بغداد ومدن الجنوب، فضلا عن الاستثمار في مجال الفنادق والبنوك والنفط، وتتوسع هذه الاستثمارات سنويا من خلال التسهيلات التي يحصل عليها كوثراني وشركاؤه من العراقيين والإيرانيين.