سلطة الإخوان في تعز.. بين الفوضى والهيمنة المسلحة

سلطة الإخوان في تعز.. بين الفوضى والهيمنة المسلحة

سلطة الإخوان في تعز.. بين الفوضى والهيمنة المسلحة
جماعة الإخوان

في حادثة أثارت سخطًا واسعًا داخل الأوساط الحقوقية والشعبية، أقدمت عناصر من شرطة النجدة وقسم شرطة الضباب بمحافظة تعز، مطلع الأسبوع الجاري، على تنفيذ اقتحام مسلح لمقر محطة مؤسسة "ساسكو" لتموين الغاز والمركبات بمنطقة الضباب. 

المحافظة التي تخضع فعليًا لنفوذ حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، شهدت هذا الاعتداء وسط غياب تام لأي موقف رسمي من الجهات المعنية.

العملية التي وصفتها المؤسسة المتضررة بـ"الخطيرة والهمجية"، تخللتها عمليات ترهيب بإطلاق نار حي داخل المحطة، واختطاف اثنين من العاملين، ونهب معدات وممتلكات خاصة، ما فتح الباب واسعًا أمام التساؤلات عن حقيقة دور الأجهزة الأمنية التي تحولت إلى أدوات قمع بيد الحزب المسيطر.

بلاغ غاضب ونداء استغاثة


في بلاغ رسمي نشرته مؤسسة "ساسكو"، أدانت فيه بأشد العبارات الاقتحام الذي وصفته بأنه لا يصدر إلا عن "عصابات لا تمثل مؤسسات دولة"، محملة بشكل مباشر شرطة النجدة وقسم شرطة الضباب مسؤولية ما سمته بـ"الاعتداء الإجرامي" وما ترتب عليه من خسائر مادية ونفسية.

البلاغ، الذي حصلت عليه وسائل إعلام محلية، دعا رئاسة مجلس القيادة الرئاسي ووزارتي الداخلية والدفاع، إضافة إلى محافظ تعز وقادة المحور الأمني، إلى التحرك الفوري ووقف هذا الانفلات، كما طالب بإجراء تحقيق شفاف ومحاسبة المتورطين وضمان خروج القوات المعتدية من المحطة.

فوضى ممنهجة أم سلوك فردي؟

الاعتداء الذي طال مؤسسة خدمية وطنية يعكس وجهًا من أوجه الهيمنة التي تمارسها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية عبر جناحها المحلي، حزب الإصلاح، في مدينة تعز، بدلًا من أن تسهر الأجهزة الأمنية على حماية الممتلكات، باتت تستخدم كأدوات لتصفية الحسابات والهيمنة بالقوة على مؤسسات خدمية واستثمارية.

تقول مصادر محلية، إن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، بل يأتي في سياق نمط متكرر من الاعتداءات والنهب والابتزاز، تُنفذ في الغالب من قبل عناصر أمنية مدعومة من قيادات إصلاحية أو محسوبة على الجناح العسكري للحزب، الذي بات يمتلك نفوذًا موازي للدولة في بعض المناطق الخاضعة لسيطرته.

تعز.. مدينة مخنوقة بنفوذ الحزب


وتعز، المدينة التي تعاني من حصار حوثي خانق منذ سنوات، ترزح أيضًا تحت قبضة سياسية وأمنية فرضها حزب الإصلاح بقوة السلاح والتحالفات المشبوهة، فمع الوقت، تحولت المحافظة إلى ساحة لصراع النفوذ، حيث تتداخل سلطات الدولة مع أجندات حزبية، ويتراجع دور المؤسسات الرسمية لصالح مليشيات حزبية ذات ولاء عقائدي وسياسي لجماعة الإخوان.

وتؤكد تقارير محلية ودولية، أن محافظة تعز أصبحت ساحة مفتوحة للعصابات المسلحة المنفلتة، والتي تنفذ عمليات اختطاف وابتزاز ونهب بشكل ممنهج، غالبًا تحت غطاء رسمي، وسط صمت الجهات الأمنية والقضائية.

ويقول المحلل السياسي اليمني مرزوق الصيادي: إن ما جرى في محطة ساسكو بالضباب ليس حادثًا عابرًا، بل يمثل جزءًا من سلوك ممنهج تمارسه جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، عبر ذراعها السياسي حزب الإصلاح، لفرض هيمنتها بالقوة على المؤسسات الخدمية والاستثمارية في محافظة تعز.

ويضيف الصيادي -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الأجهزة الأمنية في تعز باتت خاضعة لسلطة أمر واقع فرضها الحزب، ولا تقوم بدورها في حماية المواطنين والمنشآت، بل أصبحت أداة ترهيب وتصفية حسابات، وهو أمر ينذر بانهيار تام لمفهوم الدولة في المحافظة. 

ويقول الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي طارق البشبيشي: إن حادثة اقتحام محطة ساسكو من قبل أجهزة أمنية خاضعة لحزب الإصلاح الإخواني تعكس بوضوح طبيعة العقلية الميليشياوية التي تدير بها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية مناطق نفوذها، حيث يتم خلط العمل الأمني بالمصالح الحزبية بشكل فاضح وممنهج.

ويضيف البشبيشي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الإخوان، سواء في اليمن أو في غيره، يعتمدون على اختراق مؤسسات الدولة وابتلاعها من الداخل، ثم تحويلها إلى أدوات قمع وتخويف ضد أي جهة لا تخضع لنفوذهم أو ترفض الابتزاز السياسي والمالي، وهذا السلوك يتكرر في كل بيئة يسيطرون عليها.