جاء إعلان روسيا الأخير عن تخفيض العمليات العسكرية الروسية في محيط العاصمة الأوكرانية كييف وشمال أوكرانيا، مؤخرا، كمؤشر على أن فكرة اقتحام كييف لم تعد ذات أولوية على أجندة موسكو.

إلا أن المحللين يرون أن ذلك يعد مؤشرا على أن تركيز جهود القتال ستكون في منطقة أخرى، وهي إقليم الدونباس الذي يضم لوهانسك ودونيتسك، وتسعى روسيا للاستقلال به بعيدا عن أوكرانيا.

وتؤكد صور الأقمار الصناعية ما ذهبت إليه آراء المحللين، حيث رصدت تلك الأقمار صورا لقافلة عسكرية روسية هائلة العدة والعدد تتجه إلى الدونباس قبل أيام، في إطار الحشد الروسي العسكري للمعارك الدائرة بالإقليم، وربما التجهيز للمعركة الأكبر هناك، الذي يعد معقل أوكرانيا الصناعي.

ووفقا لما نقلته وكالة "رويترز" الإخبارية، يؤكد محللون، أن روسيا تمهد الساحة لمعركة طويلة، وضخمة، مع توقعات بأن هذه المعركة ستكبد الطرفين خسائر فادحة، حيث يحاول الروس تطويق القوات الأوكرانية وحصارها بشكل فاعل.

ورغم التفوق الروسي الواضح، إلا أن المحللين العسكريين حريصون إزاء فكرة التكهن بالمنتصر في معركة دونباس، لذا ستكون معركة، وربما تشكل نهاية المطاف في مسار الحرب.

وفي هذا الصدد، يرى كونراد موزيكا، مدير شركة روخان للاستشارات، ومقرها بولندا، أن هذه "المعركة قد تنهك الطرفين لدرجة لا تسمح لأي منهما بشنّ هجوم أو هجوم مضاد".

وقال موزيكا: "الأوكرانيون سيدافعون عن بلدهم حتى آخِر نفس والروس سيتكبدون خسائر جسيمة"، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن هناك احتمالات بأن نتابع صراعًا صعبًا ومتجمدًا لشهور، وذلك في إطار تهديد موسكو المستمر بشن هجوم جديد.

وبعد معركة طويلة الأمد، ربما لن يكون بمقدور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إعلان فوز كبير في التاسع من مايو المقبل، ذكرى انتصار روسيا على النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، وهو الحدث الذي تحتفل به موسكو بعرض عسكري ضخم يحضره الرئيس كل عام.

حشود روسية

وفي ميدان المعركة،  بدأت موسكو سحب قواتها من المناطق القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف، وكذلك من مناطق الشمال الأوكراني في أواخر الشهر الماضي، حتى يتسنى للجيش الروسي التركيز على السيطرة على إقليم الدونباس.

وبحسب "رويترز"، قال نيك رينولدز، محلل الحروب البرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: إنه حتى رغم عدم وصول تعزيزات في الوقت الراهن، دفع الهجوم الروسي مقاتلي أوكرانيا إلى الوراء رويدا رويدا في بعض مناطق دونباس، حيث تمكن الجيش الروسي من فرض سيطرته على 90 بالمئة من منطقة لوهانسك الأوكرانية تماما.

بينما تواصل القوات الأوكرانية القتال في منطقة دونيتسك، التي يسيطر عليها انفصاليون مدعومون من روسيا في 2014. ووضعت كييف وحدة أوكرانية كبيرة هناك منذ ذلك الحين.