ما أسباب ورهانات التقارب الإيراني الجزائري في هذا التوقيت؟

يلوح في الأفق تقارب إيراني جزائري

ما أسباب ورهانات التقارب الإيراني الجزائري في هذا التوقيت؟
صورة أرشيفية

عقب مصالحة بين السعودية وإيران منذ شهور وبات على النظام الإيراني الاقتراب من عدد من الأنظمة العربية، وكان من بينها النظام الجزائري.

وقد شهدت العلاقات الجزائرية الإيرانية فترات صعود وهبوط وصلت إلى حد القطيعة التامة في مرحلة التسعينيات من القرن الماضي؛ إذ حدثت القطيعة الدبلوماسية عندما اختارت إيران التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر بحجة دعم التيار الإسلامي الجزائري ممثلا في الجبهة الإسلامية للإنقاذ عقب فوزها في الانتخابات التشريعية الملغاة في 26 ديسمبر 1991م، وقتها سمحت إيران  لنفسها بالتدخل بالشؤون الداخلية للدول الإسلامية تحت غطاء مناصرة الحركات الإسلامية.

ومنذ أيام أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أنه تم الاتفاق مع الجزائر على إلغاء التأشيرات السياسية والخدمية، جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الجزائري أحمد عطاف الذي يزور طهران حاليا، وفقا لوكالة فارس الإيرانية.

وتابع عبد اللهيان: إن "العلاقات بين البلدين تسير في النهج الصحيح، حيث نجري محادثات سياسية قوية على مستوى رفيع، واتفقنا في محادثاتنا اليوم على السير في طريق إلغاء التأشيرات السياسية والخدمية، ونعمل على إلغاء التأشيرة العادية أيضا".

العلاقات الجزائرية الإيرانية
 
وكانت قد تميزت العلاقات الجزائرية الإيرانية بالمتانة في عهد الشاه محمد رضا بهلوي والرئيس هواري بومدين؛ ما أهّل الجزائر للقيام بدور الوسيط في النزاع الحدودي بين إيران والعراق وقتها، إذ أشرف الرئيس الجزائري شخصيا على توقيع اتفاق الجزائر سنة 1975 والذي وضع حدا مؤقتا للنزاع الإيراني العراقي.

وقد حافظت العلاقات الجزائرية الإيرانية على مستواها السابق، ولم تساند الجزائر العراق في الحرب العراقية الإيرانية بين سنتي 1980 و1988م، وسعت للوساطة لإيقاف الحرب بين البلدين لتدفع الثمن باهظا باستشهاد وزير خارجيتها محمد الصديق بن يحيى في شهر مايو 1982 وهو في طريقه إلى طهران حين استهدفت طائرته بصاروخ.

أسباب ورهانات التقارب

وأسباب ورهانات التقارب الإيراني الجزائري في هذا التوقيت له عدة دلالات أهمها: الدافع الاقتصادي الذي يربط الجزائر وإيران، بوصول إجمالي الاتفاقيات بين البلدين إلى 70 اتفاقية، وهذا التقارب سيفضي إلى مناقشة الرؤى بينهما فيما يخص الطاقة، حيث ستستضيف الجزائر اجتماع أوبك المقبل للغاز ومشاركة إيران بمستوى عالٍ، إضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بليبيا والسودان والحرب في أوكرانيا.

ويدعم البلدان بعضهما البعض تجاه قضايا عدة، منها الموقف الجزائري المعروف والداعم لفلسطين، ورفض الجزائر لعضوية الكيان الصهيوني كمراقب بالاتحاد الإفريقي، وموقفها أيضاً من قضية عضوية سوريا بجامعة الدول العربية، حيث أشادت إيران بذلك.

ووصول العلاقات بين الجزائر وإيران إلى هذا المستوى مع الإبقاء على مستوى الاحترام والثقة، سيكون له أثر إيجابي على صعيد تمتين أواصر التعاون السياسي والاقتصادي بمختلف قطاعاته.

تحول مفاجئ
 
ويقول الباحث السياسي الجزائري عبد القادر صوفي: إن التحول المفاجئ في الموقف الإيراني يرتبط أساسا بالتحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، والتوترات المتصاعدة مع العلاقات الإسرائيلية مع عدد من الدول.

وأضاف صوفي في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن إيران تعمل على استثماره في التقرب من المغرب لموازنة الدور الإسرائيلي، كما أن طهران تستفيد من التقارب الذي تم مع المملكة العربية السعودية برعاية صينية في استثمار الدور السعودي للتقرب من بعض الدول العربية على غرار المملكة المغربية.