التقارب الإيراني السعودي.. ما مصير الأحزاب السياسية والميليشيات الإيرانية في العراق؟

أبرمت إيران والسعودية اتفاقا

التقارب الإيراني السعودي.. ما مصير  الأحزاب السياسية والميليشيات الإيرانية في العراق؟
صورة أرشيفية

جاء الاتفاق بين السعودية وإيران ليعيد ترتيب المنطقة من جديد، فالاتفاق الذي جاء برعاية الصين، قد نقل المنطقة إلى مرحلة جديدة ستفرض على الأطراف المعنية الهدوء والتعامل بحذر خلال السنوات القادمة، والاتفاقات ليست بالنوايا فقط بل هناك أطراف أخرى كانت على طاولة الاجتماعات ومنها الأحزاب السياسية والميليشيات الإيرانية في العراق.

وبعد الاعلان عن الاتفاق، اتفق الطرفان على مهلة شهرين كمرحلة اختبار نوايا من المفترض أن تشهد تطورات متسارعة سيكون مسرحها بعض العواصم العربية في منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت بغداد دوماً مسرحاً للقوى الموالية لإيران، حيث تعتبر اختبار الجدية الأول في التعامل مع إيران. 

ضبط القوى والأحزاب والفصائل

وهو ما تسعى له إيران حاليًا من ضبط القوى والأحزاب والفصائل والميليشيات التابعة والمؤيدة لطهران، ووضع حد لظاهرة السلاح المتفلت، وعدم استخدام الأجنحة العسكرية والميليشياوية في التحكم بعمل الدولة ومؤسساتها وفرض إرادتها بقوة السلاح.

واستعادة الدولة العراقية السيطرة على قراراتها السيادية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، بحيث تستعيد الدولة العراقية هيبتها وتنقلها من حالة انعدام الوزن إلى مرحلة استعادة العافية والمبادرة لتكون نقطة وصل وتواصل بين مراكز القرار الإقليمي، تحت سقف محدد لا يؤهلها للتحول إلى قطب إقليمي يملك ثقلاً في رسم السياسات والإستراتيجيات.

الأحزاب السياسية والفصائل في العراق

وبالفعل بدأ التعامل من قِبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والذي لعب محطة تبادل رسائل بين طرفي الاتفاق الإيراني السعودي، وذلك في إطار جهود طهران لتأطير هذا الدور وحجمه وتأثيراته.

السوداني بدأ خطوات للحد من تدخلات الفصائل والميليشيات والأحزاب في عمل الحكومة والوزراء، وقد امتلك الجرأة الكبيرة لذلك عندما دعا وزراء حكومته الذين أوصلتهم أحزابهم والميليشيات المسلحة إلى هذه المواقع، إلى التخلي عن تبني مواقف هذه القوى داخل الحكومة، وطالبهم باعتبارهم مستقلين.
السوداني استغل الواقع الصعب لاتخاذ هذه الخطوة التي تؤسس لتحرير الحكومة من التدخلات الحزبية والميليشياوية وهيمنة السلاح، ولاسيما أن القوى والأحزاب والمكونات السياسية تشعر بدقة وحساسية المرحلة الجديدة.

الاتفاق السعودي الإيراني طمأنة للعالم

ويقول الباحث السياسي، عبد الكريم الوزران، إن الاتفاق السعودي الإيراني يعكس طمأنة للخليج لاسيما وأن ميليشيات إيران المتواجدة في العراق والقريبة من الخليج باتت بعيدة عن الصراع الذي انتهى بمجرد التقارب.

مؤكداً أنه حتى في الصراع الإيراني مع أميركا أو إسرائيل وما تفعله إيران سيكون بعيداً عن بغداد نظراً لأن التقارب السعودي سيجبر إيران على الابتعاد عن ميليشياتها في بغداد شيئاً فشيئاً ولكن ستبقى بغداد ساحة واضحة للخلاف الأميركي الإيراني.

وأشار الوزان في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" إلى أن الاتفاق السعودي الإيراني ينعكس على هدوء الأوضاع في العراق، لكن لا يوقف الطموحات الإيرانية تجاه تعزيز قواتها في سوريا ومحاولة تهديد أمن إسرائيل.