المنسيون في إدلب.. شبح الحرب يطارد 150 عائلة سورية فرت من إرهاب أردوغان

يعاني الشعب السوري ويلات الحرب وحصار وقمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

المنسيون في إدلب.. شبح الحرب يطارد 150 عائلة سورية فرت من إرهاب أردوغان
صورة أرشيفية

في معقل الثورة السورية، يوجد الملايين من المواطنين محاصرين في طور النسيان العكر والعنيف، يطاردهم شبح الإرهاب أينما ذهبوا، فتنظيم القاعدة وداعش والجماعات المتطرفة الموالية لتركيا والرئيس رجب طيب أردوغان تحاصرهم في كل مكان.


ويعاني ملايين الأشخاص الذين نزحوا خلال الحرب التي استمرت 10 سنوات في سوريا من الفقر وعدم الأمان ومكتظين في منطقة في شمال غربي البلاد تسيطر عليها جماعة متطرفة على صلة بتنظيم بالقاعدة.


مواطنون منسيون

من بين ملايين السوريين الذين فروا بسبب الحرب الأهلية والقصف لبلداتهم، ودمرت منازلهم وقتل أحبائهم، هناك 150 عائلة تقطن في ملعب لكرة القدم في مدينة إدلب الشمالية الغربية، وتحتمي في خيام متهالكة تحت المدرجات أو في الفناء الصخري.


وبحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن العمل نادر والإرهاب يسيطر عليهم كلما طارت الطائرات فوق رؤوسهم، يشيب الخوف رؤوسهم، فيمكن أن تكون غارات جوية جديدة في أي وقت، برعاية تركيا أو هجمات انتحارية من قبل المتطرفين الموالين للرئيس التركي.


هناك أكثر من 1300 مخيم مماثل منتشر في آخر معاقل سوريا الخاضعة لسيطرة المتطرفين، تلتهم الأراضي الزراعية، وتمتد على طول قنوات الري، وتملأ الكثير من الأراضي المجاورة للمباني السكنية حيث تعيش عائلات اللاجئين في وحدات مدمرة بلا نوافذ.


وقالت عقبة الرحوم، مديرة المعسكر في ملعب كرة القدم، "سيبقى الناس في هذه الأماكن مع كل الكوارث قبل أن يذهبوا للعيش في ظل الحرب".


في زيارة نادرة لمحافظة إدلب، كثرت الأمثلة على أناس مصدومين وفقراء محاصرين في مأزق غامض وعنيف في كثير من الأحيان، وهم عالقون بين جدار لمنعهم من الفرار عبر الحدود القريبة مع تركيا وحكومة معادية يمكن أن تهاجم في أي لحظة، وهم يكافحون لتأمين الاحتياجات الأساسية في منطقة تسيطر عليها جماعة مسلحة كانت مرتبطة بالقاعدة وموالية لتركيا.


ففي العقد الذي انقضى منذ اندلاع الحرب في سوريا، فر ملايين الأشخاص إلى حياة جديدة من عدم اليقين - في البلدان المجاورة وأوروبا وجيوب سورية بما في ذلك الشمال الغربي الذي يسيطر عليه المتطرفون.


الملاذ الأخير

والسؤال هنا هو: ما مستقبل هؤلاء الناس؟، وفقا لما قاله مارك كاتس، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية لسوريا. 


وتابع: "لا يمكنهم الاستمرار في العيش إلى الأبد في الحقول الموحلة تحت أشجار الزيتون على جانب الطريق".


طوال الحرب، أصبح الشمال الغربي الذي يسيطر عليه المتطرفون الملاذ الأخير للسوريين الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. 


ونقلتهم الحكومة بالحافلات هنا بعد احتلال مدنهم، من قبل المتطرفين  دخلوا في شاحنات مكدسة بالبطانيات والفرش والأطفال، وصل بعضهم سيرًا على الأقدام ومعهم القليل من الممتلكات إلى جانب الملابس التي كانوا يرتدونها.


وفي العام الماضي، دفعت الحرب الأهلية ما يقرب من مليون شخص إلى المنطقة.


وفر حوالي 2.7 مليون من أصل 4.2 مليون شخص في الشمال الغربي، وهو واحد من آخر شريطين من الأراضي التي تسيطر عليها حركة المتطرفين التي كانت تسيطر في السابق على جزء كبير من سوريا.


وقد حول هذا التدفق قطاعًا رعويًا من القرى الزراعية إلى تجمع كثيف من المستوطنات المؤقتة ذات البنية التحتية المتوترة والأسر النازحة محشورة في كل مساحة متاحة. 


مأساة إدلب

بعد أن استنزف القتال مسقط رأسه، فر أكرم سعيد، ضابط شرطة سابق، إلى قرية قاح السورية بالقرب من الحدود التركية في عام 2014 واستقر على قطعة أرض تطل على بساتين الزيتون في واد أدناه. 


وشاهد منذ ذلك الحين موجات من مواطنيه تتدفق على هذا الوادي، حيث تفسح أشجار الزيتون الطريق إلى مخيم خيام مكتظ.


وقال سعيد: "في العام الماضي، انتهى المطاف بكل سوريا هنا، الله وحده يعلم ما سيأتي في المستقبل".


ومما يزيد من تعقيد المأزق الدولي بشأن مساعدة إدلب الدور المهيمن للجماعة المتطرفة وهي هيئة تحرير الشام، وجبهة النصرة، وهي منظمة جهادية أعلنت ولاءها للقاعدة في وقت مبكر من الحرب وميزت نفسها باستخدامها الكثيف للعمليات الانتحارية ضد أهداف حكومية ومدنية.