معادلة الردع تضع إيران في ورطة.. الرد على إسرائيل أو تجنب حرب إقليمية واسعة

معادلة الردع تضع إيران في ورطة الرد على إسرائيل أو تجنب حرب إقليمية واسعة

معادلة الردع تضع إيران في ورطة.. الرد على إسرائيل أو تجنب حرب إقليمية واسعة
صورة أرشيفية

تعهد آية الله خامنئي المرشد الأعلى الإيراني "بالانتقام القاسي" في عام 2020 ضد المسؤولين عن اغتيال قاسم سليماني، القائد العسكري الأبرز في الحرس الثوري الإيراني، وفي غضون أيام، شنت طهران هجومًا صاروخيًا باليستيا ضخمًا على قاعدة أمريكية في العراق ردًا على ذلك، ولكن اليوم تتجنب إيران الرد القاسي على استهداف سفارتها في دمشق لتفادي اشتعال حرب إقليمية كبرى، لتواجه الحكومة الإيرانية معضلة كبرى.  
  
معادلة الردع  

وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإنه بعد مرور أربع سنوات، تعهد آية الله علي خامنئي مرة أخرى بالانتقام لجنرال قتل على يد أحد أعداء إيران الآخرين، وهذه المرة قائد في الحرس الثوري كان من بين سبعة ضباط قتلوا في غارة جوية إسرائيلية مشتبه بها على القنصلية الإيرانية في دمشق.  

وأضافت أن هذا يعني أن طهران تواجه مرة أخرى معضلة حول كيفية معايرة الانتقام الذي يرسل رسالة قوية إلى خصومها دون إشعال حريق أوسع نطاقًا.  

وأشارت إلى أنه من خلال استهداف بعثة دبلوماسية إيرانية، صعدت إسرائيل من وتيرة الأعمال العدائية الإقليمية التي اندلعت منذ هجوم حماس على الدولة اليهودية في السابع من أكتوبر، والسؤال الذي يتردد الآن في جميع أنحاء الشرق الأوسط هو كيف ومتى سترد طهران؟  

وقال قاسم قصير، المحلل اللبناني الذي يتابع إيران عن كثب وشبكة وكلائها في المنطقة: "الرد ضروري للحفاظ على معادلة الردع".  
  
الخطر الأكبر  

وأشارت الصحيفة إلى أن الخطر بالنسبة لإيران يكمن في أن أي رد انتقامي يُنظر إليه على أنه ضعيف قد يؤدي إلى الإضرار بمكانتها ومعنويات قواتها، فضلاً عن وكلائها بما في ذلك حماس، ومع ذلك، فإن الرد الأكثر عدوانية قد يجر الجمهورية إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وربما الولايات المتحدة، وهو ما يعتقد أن النظام حريص على تجنبه.  

وقال حامد رضا تراغي، وهو سياسي إيراني متشدد: إن طهران ستكون حذرة من إسرائيل "التي تحاول جر أطراف أخرى إلى حرب إقليمية".  

لكنه أضاف: "إن إصرار إيران على عدم تصعيد الصراع لا يعني أن إيران ستجلس مكتوفة الأيدي ولن تفعل شيئا إذا ارتكبت إسرائيل مثل هذا العدوان".  

وأضافت الصحيفة، أن عداء النظام الإسلامي تجاه إسرائيل والولايات المتحدة كان يقابله دائمًا توجه عملي يسعى إلى تجنب الصراع المباشر، لكن التوترات مع إسرائيل وواشنطن تصاعدت في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث شن مسلحون مدعومون من إيران هجمات ضد الدولة اليهودية.  

أعربت إيران عن دعمها للجماعات في ما يسمى بمحور المقاومة، لكنها تزعم أن المسلحين يتصرفون بشكل مستقل، وفي الوقت نفسه، شنت إسرائيل سلسلة من الضربات ضد أهداف تابعة لإيران في سوريا.  
  
مركز تجسس  

وأكدت الصحيفة، أن بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، ردت طهران على هجوم إسرائيلي مشتبه به أدى إلى مقتل قائد آخر من قادتها في سوريا بإطلاق وابل من الصواريخ على ما وصفته بـ "مركز تجسس" إسرائيلي في شمال العراق، وأدى الهجوم إلى مقتل عدد من المدنيين، لكن لم ترد تقارير أو مزاعم عن وقوع إصابات بين الإسرائيليين.  

وتابعت، أن هذه المرة، تتصاعد الضغوط على طهران للرد بقوة أكبر، نظرًا لأهمية الضربة الإسرائيلية على بعثتها الدبلوماسية، والتي تم اعتبارها هجومًا مباشرًا على الأراضي الإيرانية.  

وطالب حسين شريعتمداري، وهو صحفي إيراني مؤثر، "بشن هجمات انتقامية ضد السفارات والقنصليات الصهيونية"، وهو ما قال: إنه "الحق المشروع لإيران".  

وأشارت إلى أن لدى إيران وإسرائيل تاريخ في استهداف مصالح بعضهما البعض، لكن إيران لم تشن أي ضربة مباشرة ضد الدولة اليهودية.  

ويُعتقد أن إسرائيل قتلت ما لا يقل عن ستة علماء نوويين على الأراضي الإيرانية على مدى أكثر من عقد من الزمان، بالإضافة إلى مسؤولين عسكريين في إيران والمنطقة. وعادة لا تؤكد إسرائيل أو تنفي تورطها في مثل هذه الحوادث.  

أحرجت مثل هذه الهجمات النظام الإيراني وهو يسعى إلى إبراز قوته ووضع نفسه كراعي للقوى الإقليمية المناهضة لإسرائيل، بما في ذلك حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات في العراق وسوريا، وحماس.  

ويشارك جميع أعضاء المحور في أعمال عدائية ضد إسرائيل منذ 7 أكتوبر.  

ويجري حزب الله تبادلات شبه يومية مع إسرائيل بينما تشن الميليشيات العراقية هجمات على القوات الأمريكية في المنطقة، أدى استهداف الحوثيين للشحن في البحر الأحمر إلى تعطيل أحد طرق التجارة البحرية المهمة في العالم بشدة.